رياضة

في الدوري الممتاز: البطل يفتتح بلقاء قمة والوصيف غربته صعبة … ذكريات منوعة ومباريات امتحانية للكبير والصغير

| ناصر النجار

ينطلق اليوم الدوري الكروي الممتاز في محطته الأولى عبر سبعة مواقع للبدء بالسباق الطويل على لقب الدوري، والترشيحات وزعت الفرق على أكثر من طابق، ففرق حازت النصيب الأكبر من اللاعبين المتميزين وفرق أخرى تعاملت مع العقود على مبدأ (على قد لحافك مد رجليك).
وليس من الضرورة أن يكون الفائز باللقب من دفع أكثر، فالدوري سيكون (كما هو متوقع) مملوءاً بالمفاجآت، فقد نجد طيراناً سريعاً للمدربين كل موسم.
جديد الدوري التغيير الشامل باللاعبين والمدربين، فالأندية التي حافظت على مدربيها الجيش وجبلة فقط، بينما دخلت باقي الأندية بطواقم فنية جديدة، منها من يدخل الدوري للمرة الأولى كباسم ملاح مدرب الشرطة وعساف خليفة مدرب الساحل، وتنقلات المدربين كانت واسعة، ففراس معسعس انتقل إلى النواعير من الساحل، وعمار الشمالي من الوثبة والساحل إلى الطليعة، وماهر بحري من الطليعة إلى تشرين وحسين عفش من الجيش والأولمبي إلى حطين وضرار رداوي من الوحدة إلى الوثبة، وعاد عبد القادر الرفاعي إلى الكرامة ورأفت محمد إلى الوحدة وحسان إبراهيم جديد الفتوة ولوسيان داوي بقي مع الجزيرة.

الاتحاد تعاقد مع مدرب تونسي (قيس يعقوبي) هو الأول الخارجي بعد الروماني تيتا الذي درب الاتحاد وبعده الشرطة قبل سبع سنوات.
لا يمكننا أن نميل كل الميل لمصلحة الاتحاد وحطين وتشرين في مبارياتهم الافتتاحية أمام الوثبة والطليعة والنواعير ولابد أن نترك باب المفاجآت مفتوحاً ولو من الباب الضيق، وعلينا اعتبار مباراة الوحدة مع الجيش مباراة الأسبوع، وهي أكثر من أن تكون مباراة تنافسية فهي مباراة بطولة بحد ذاتها بغض النظر عن الفائز بها، باقي المباريات هي ثلاث تجمع فرقاً من صنوان واحد، فأياً كانت النتيجة فهي متوقعة إلا إذا كانت نتيجة خرافية.
بالعادة فإن بدايات الدوري تكون مبارياتها مغلقة، وهي حذرة تُلعب بأسلوب دفاعي على الأغلب ريثما تدخل الفرق أجواء الدوري بشكل جيد ومنسجم ومتوازن.
يبقى في الدوري همان، هم الملاعب الخربة التي ستفسد الفنيات وستقضي على المهارة وقد تتسبب بالإصابات، وهم القرار التحكيمي الذي نتمنى أن يكون عادلاً ونزيهاً لا يخشى أصحاب الأرض والجاه والمال.
رحلة اليوم ستكون عبر صور من ذكريات المباريات التي جمعت الفرق في مواسم سابقة، وهي إطلالة خفيفة أردنا منها استرجاع الماضي بصور الحاضر، وإلى التفاصيل..

بين زعامتين
سيطر الوحدة والجيش على زعامة الكرة السورية في المواسم الستة الماضية مع استثناءات بسيطة، فدانت لهما الألقاب باستثناء كأس الموسم الماضي، واليوم قد يتغير الحال، وقد تتبدل راية الزعامة فتنتقل غيرهما من الأندية التي اجتهدت وتعبت وصرفت لتنزلهما عن الزعامة.
من هذا المبدأ سيكون حرص الفريقين كبيراً على الريادة في المباراة لإشعار الآخرين أن شيئاً ما لن يتغير ولن يتبدل وأنهما قادمان بقوة وجاهزان للمنافسة من الباب العريض وخصوصاً الجيش الذي حمل كأس السوبر بأقل جهد ممكن.
المباراة بحد ذاتها بطولة، والفريقان غيرا كل شيء بصفوفهما، لكن الحساسية ستبقى مرادفة للقاءيهما لأن القصة تروي تاريخاً تنافسياً قديماً بين الفريقين، وقلما نجد مباراة بينهما انتهت بـ(تبويس الشوارب) فالعصبية هي العنوان الرئيس بمبارياتهما.
الجيش كسب من الوحدة حارسه العملاق إبراهيم عالمة ولاعب الوسط النشيط قصي حبيب.
في الموسم الماضي فاز الوحدة ذهاباً بهدف خالد مبيض وتعادلا إياباً بهدف خالد مبيض مقابل هدف الواكد وتعادلا بالبطاقات الحمراء، فنالها من الجيش: حسين شعيب وحسام بوادقجي ومن الوحدة قصي حبيب وإبراهيم عالمة وهما بصفوف الخصم الآن.

الرايات الصفراء
التوقعات المسبقة لمباراة النواعير وتشرين تصب بمصلحة الضيف، نظراً لجاهزيته وتخمة نجومه وقوة شبابه، وهو لا يقارن بمستضيفه الذي جهز فريقه واستعد (على قد الحال).
ويخطئ من يظن أن النواعير سيرضى أن يكون جسر عبور وسيعمل جهده ليوقف الزحف الأصفر بعدده وعتاده وجمهوره.
المصادفة أن الفريقين سيقصان شريط الافتتاح كما حصل الموسم الماضي وكان الفوز لتشرين ذهاباً بهدف عبد الرحمن بركات وإياباً بهدفين لمحمد مرمور وخالد كوجلي مقابل هدف وحيد لملهم أبو تايه.
ورفض النواعير لقاء تشرين بنصف نهائي دورة الانتصار الثانية، حتى لا يكشف أوراقه، فهل هذا الرفض في لمصلحته؟

البداية الصعبة
من سوء حظ الوثبة أنه سيفتتح الدوري مع الاتحاد بملعب رعاية الشباب، اللعب مع الاتحاد وأمام جمهوره يعتبر بكل المقاييس بالمهمة الخطرة، ورغم أن الاتحاد وحسب ما حرر لم يصل إلى الجاهزية المفترضة ويعاني من ضعف خط الهجوم إلا أن اللقاء له رهبة عند كل الفرق الزائرة، الوثبة الذي استعد بشكل جيد ويطمح لبطولة الدوري أمام امتحان صعب، يأمل أن يخرج منه منتصراً، قد لا تكون نيران القوى في المباراة تصب في مصلحة أصحاب الأرض، ولاشك أن الوثبة سيكون أكثر من ضيف مزعج.
في الموسم الماضي فاز الاتحاد مرتين، لذلك ستكون المباراة فرصة للوثبة لرد الاعتبار ولكسر عقدة الاتحاد، الفوز في الذهاب جاء بثلاثة أهداف لهدفين، سجل للاتحاد زكريا العمري ومحمد غباش ومحمد الأحمد وللوثبة ماهر دعبول وسعد أحمد، وفاز إياباً بهدف محمد غباش.

ذكريات أليمة
عند ذكر مباراة حطين مع الطليعة وقد افتتح الفريقان الدوري الموسم الماضي، وهما الآن يفتتحانه بالملعب ذاته، وقد كان مدرب الطليعة وقتها هشام شربيني, ونذكر هنا أن مدرب حطين كان المرحوم محمد العطار الذي قاد الفريق في أربع مباريات قبل أن يستقيل، وهذا آخر عهد له مع التدريب.
مباراة الذهاب كانت خشنة بعض الشيء وفاز بها حطين بهدف سامر السالم من ركلة جزاء وكانت مبكرة د 13، واللاعب نفسه أضاع ركلة أخرى د 58، وتوترت المباراة أكثر من مرة وخاصة بعد نهايتها التي طرد فيها مدافع الطليعة عبد الرزاق محمد.
في الإياب فاز الطليعة بهدف عمر السمان د 75، وبذلك رد الطليعة اعتباره بذات النتيجة.
اللاعبون المذكورون في المباراة لم يعودوا مع فريقيهما، فسامر السالم صار في الاتحاد وعبد الرزاق محمد انتقل إلى تشرين وعمر السمان في الكرامة ومؤخراً تم فسخ عقده.
حطين اليوم هو حوت الدوري بما يملك من مال ولاعبين، والطليعة يسعى ليكون مع الكبار بتعاقداته الأخيرة وقد يفلح أو لا يفلح والجواب على أرض الملعب.

إثبات الذات
جبلة يبدأ الدوري باستضافة الشرطة، ولقاءات الفريقين مقدر لها أن تنتهي لمصلحة صاحب الأرض كما عودتنا المواسم، ذهاب الموسم الماضي فاز جبلة 2/1 سجل لجبلة علي سليمان من جزاء د 62 ومصطفى الشيخ يوسف د 87 وكان الشرطة افتتح التسجيل عبر قاسم بهاء د 5، وإياباً تعادلا بدمشق بلا أهداف.
وقاسم بهاء على ما يبدو متخصص بالتسجيل على جبلة فقد سجل بالمباراة التي جمعتهما بدورة الولاء والوفاء التي فاز بها الشرطة بهدفين، وسجل الثاني كرم عمران.
الفريقان (الحال من بعضه) فهما ليسا من أصحاب الملايين وإمكانياتهما محدودة لكنهما طموحان، قد لا يتمكنان من دخول صندوق الكبار، لكنهما سيتنافسان على مركز آمن أفضل مما حققاه الموسم الماضي، البداية من لقاء اليوم والمنافسة ستكون كبيرة وخصوصاً أن المدربين يريدان إثبات وجودهما من المباراة الأولى.
إذا فاز الشرطة بالمباراة الودية قبل شهر على الملعب نفسه، فلا يعني أن الطريق أمامه ممهد لفوز آخر، وآخر لقاء جمعهما بدورة الانتصار الثانية وتعادلا بهدف لهدف وسجل للشرطة محمد عوض بمرماه ولجبلة مصطفى الشيخ يوسف وبه أدرك التعادل، وتغلب جبلة بركلات الترجيح 4/3.

صورة سوداء
التقى الفتوة مع الساحل في الدوري التصنيفي موسم 2016-2017 وفاز بمباراتي الذهاب والإياب، وتأهل إلى الدوري الممتاز، بينما هبط الساحل في أسوأ موسم له لعب فيه 14 مباراة خسر منها 11 وتعادل في ثلاث وله ثلاث نقاط وثلاثة أهداف، ودخل مرماه 23 هدفاً.
لقاء الذهاب فاز به الفتوة بهدف حسين عويد، وفي الإياب تعادلا 1/1، لكن الساحل خسر قانوناً صفر/3، لإشراكه اللاعب رعد فران دون وصول تنازله الدولي من البحرين.
رعد فران ظهر في فريق الشرطة ولعب لفرق الساحل والوثبة والحرفيين في الموسم الماضي وحالياً ضمن منتخب سورية للكرة الشاطئية.
اليوم تختلف الصورة تماماً، فالساحل غير الذي شارك في الدوري التصنيفي ولم تسعفه الخبرة وقد أعد العدة لمشاركة ناجحة من خلال إعداد جيد ولاعبين مؤثرين ومدرب ستكون تجربته هي الأولى بعد أن خاض تجارب احترافية عديدة.
الفتوة العائد إلى موقعه الطبيعي بين الكبار لن يكون أقل شأناً وهو يستقبل الساحل على أرضه المفترضة بدمشق ولاعبوه لا يشق لهم غبار وقد امتهنوا كرة القدم واكتسبوا خبرة كبيرة سواء من خلال مشاركتهم مع ناديهم أم من خلال مشاركتهم مع أندية أخرى.
العامل المشترك بين الفريقين أنهما يعانيان فنياً، فالفتوة غيّر طاقمه الفني، والساحل رفض استقالة مدربه، فمن يكون جسر عبور للآخر؟
ملاحظة: جميع المباريات تنطلق بتمام الثالثة باستثناء مباراة اللاذقية التي تقام تحت الأضواء الكاشفة، وتأجلت مباراة الكرامة والجزيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن