عربي ودولي

المظاهرات تعم لبنان لليوم الثالث على التوالي.. واتفاق على ورقة إنقاذية إصلاحية … نصر الله: لن نسمح بإغراق البلد ولا بإسقاط «العهد»

| الميادين- روسيا اليوم- سانا- رويترز

تجددت التظاهرات المطلبية الرافضة لزيادة الضرائب في مختلف المدن اللبنانية لليوم الثالث على التوالي، وشهدت ساحة رياض الصلح في بيروت تجمعات شعبية كبيرة.
الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر اللـه اعتبر أنه على جميع اللبنانيين أن يتحملوا المسؤولية أمام الوضع الخطير الذي يواجهه البلد اليوم، مشيراً إلى أن حزب اللـه لا يؤيد استقالة الحكومة على خلفية المظاهرات، وأن أي حكومة تكنوقراط لا يمكن أن تصمد لأسبوعين.
وفي كلمة له أمس قال نصر الله: «على الجميع في لبنان من هم في السلطة ومن هم خارجها أن يتحملوا المسؤولية أمام الوضع الكبير والخطير الذي يواجهه البلد اليوم، ومن السهل جداً أن يتنصل أي شخص من المسؤوليات وإلقاء التبعات على الآخرين أو الانسحاب من الحكومة، لافتاً إلى أن بعض السياسيين والقوى السياسية في لبنان يتصرفون هكذا، وهذا السلوك يعبر عن انعدام الروح الوطنية والأخلاقية والإنسانية في التعاطي مع مصير الناس والبلد ومع قضايا الشأن العام».
وأشار نصر اللـه إلى أن الحكومة الحالية إذا عجزت عن حل المشاكل الحالية، «فلن تستطيع أي حكومة جديدة حلها»، وعزا ذلك إلى أن أي انتخابات برلمانية جديدة ستعيد إنتاج المجلس الحالي.
وقدّر نصر اللـه صرخة المتظاهرين المعبرة عن وجعهم، وقال: «رسالتكم وصلت إلى الحكومة قوية جداً»، أهمية التظاهرات أنها صادقة وعفوية وتعبر عن غضب الناس».
وفي وقت أكد نصر اللـه أنه لو نزل حزب اللـه إلى التظاهرات «فإن الحراك سيكون في مكان آخر»، نصح المتظاهرين بالانتباه إلى حركتهم ولاسيما عندما تتبنى بعض القوى هذه التحركات، وقال: «افصلوا تحركاتكم عن القوى والأحزاب»، داعياً المتظاهرين إلى عدم التعرض للممتلكات العامة، وعدم التعرض للجيش والقوى الأمنية.
نصر اللـه توجه إلى القوى السياسية التي تسعى إلى خوض معركة إسقاط «العهد» قائلاً: إنه «لا يمكنكم تحقيق ذلك».
بالتوازي، أكد نصر اللـه أنه «عندما يتطلب الأمر نزول حزب اللـه إلى الشارع فسينزل مضيفاً: «نحن نرفض أي رسوم على الطبقات الفقيرة،.. فنحن إذا نزلنا إلى الشارع لا نستطيع أن نتركه قبل تحقيق كل المطالب التي ننزل لأجلها».
ورأى أن قرار نزول حزب اللـه إلى الشارع يعني أن البلد سيسير إلى اتجاه آخر، لكن «إذا جاء وقته فستجدوننا في الشارع»، وشدّد على عدم التخلي عن الشعب وعدم السماح بإغراق البلد أو الدفع به إلى الهلاك.
وفي السياق، اعتبر نصر اللـه أنه «لا يمكن لأحد حكم البلد لعشرات السنين أن يتخلى عن المسؤولية، فمن يتهرب يجب أن يحاكم»، موضحاً أن هناك أخطاراً حقيقية تواجه البلد أبرزها الانهيار المالي والاقتصادي كما يحذر البعض، والخطر الثاني هو الانفجار الشعبي نتيجة الممارسات الخاطئة وفرض الضرائب على الفئات الفقيرة، مستشهداً بما حصل خلال اليومين الماضيين والذي «يؤكد أن معالجة المشاكل بالضرائب سيؤدي إلى الانفجار».
وفي الوقت عينه، كشف نصر اللـه أن هناك خيارات وأفكاراً تعرض في مجلس الوزراء و«لبنان ليس بلداً مفلساً»، مؤكداً أنه «ليس صحيحاً إلا خيار أمام الحكومة سوى فرض الضرائب والرسوم، وعلى البعض أن يفهم ذلك، هناك قرارات تحتاج إلى جرأة لاتخاذها».
إلى ذلك، نفى السيد نصر اللـه أن يكون لدى حزب اللـه نية بالذهاب باتجاه تصرفات ضد المصارف وقال: «لم نفكر أو يخطر ببالنا تنظيم تظاهرات باتجاه المصارف، رغم انزعاجنا من بعضها».
ورأى أن الشعب اللبناني سيقبل بالتضحية، إذا كانت مفروضة على الجميع وليس فقط على الطبقات الفقيرة.
من جانبه أكد الرئيس اللبناني ميشيل عون أنه سيكون «هناك حل مطمئن للأزمة»، وسط معلومات متقاطعة مؤداها حصول «اتفاق على ورقة إنقاذية إصلاحية لا تتضمن أي ضرائب أو رسوم جديدة، ونسبة العجز فيها هي صفر، وتوصف بغير المسبوقة منذ سنوات طويلة».
مصادر وزارية كشفت «للميادين»، أن رئيس الحكومة سيستكمل مشاوراته وسيدعو لجلسة للحكومة ستعقد في مهلة أقصاها الإثنين المقبل، في وقتٍ كشفت فيه «رويترز» نقلاً عن مصادر حكومية لبنانية، أن مجلس الوزراء اللبناني يعقد جلسة اليوم الأحد لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة.
وزير المالية اللبناني علي حسن خليل كشف «إنه تم الاتفاق على الموازنة من دون أي ضريبة أو رسوم جديدة»، وحسب «الميادين» فإن المصارف والمصرف المركزي اللبناني سيسهمان بنسبة 3.5 مليارات دولار وفق الورقة الاصلاحية، وأن خطة الكهرباء ستنفذ خلال شهر واحد، وسط توافق شبه كامل بين الأطراف السياسية.
الجيش اللبناني بدوره أكد في منشور له على حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، تضامنه مع مطالب المتظاهرين المحقة، داعياً إيّاهم إلى «التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين».
إلى ذلك أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني ارتفاع عدد جرحى قوى الأمن الداخلي إلى 52 إصابة، كما تم توقيف 70 شخصاً خلال قيامهم بأعمال تخريب وإشعال حرائق وسرقة وسط بيروت.
وعرضت أجهزة الإعلام اللبنانية مظاهر التخريب في المحلات والمؤسسات وسط بيروت، ومنها إحراق إحدى مؤسسات وزارة المالية اللبنانية، قبل أن يتمكن الجيش اللبناني والقوى الأمنية من إخراج المتظاهرين من وسط بيروت والشوارع المحيطة.
إلى ذلك أعاد الجيش اللبناني فتح طريق المصنع ومطار بيروت والطريق المؤدية إلى القصر الجمهوري في بعبدا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن