شؤون محلية

مدرس: نسب إصابة بسرطان الثدي في سورية بعمر مبكر … العظمة لـ«الوطن»: السجل الوطني للسرطان مع نهاية العام الحالي.. واستيراد 3 أجهزة مسرع خطي لمشفى البيروني

| راما محمد - ت: طارق السعدوني

كشفت رئيسة اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتورة أروى العظمة عن إمكانية الانتهاء من إنجاز البنية الهيكلية والتنظيمية للسجل الوطني للسرطان مع نهاية العام الحالي.
وأكدت العظمة في تصريح خاص لـ«الوطن» أن السجل الوطني جرى وضعه ضمن الأولويات للعام 2019، موضحة أنه سوف يسجل كل الحالات السرطانية الموجودة في البلاد وأماكن انتشارها، مضيفة: بالطبع يلزمنا فترة من الزمن من الممكن أن تمتد حتى نهاية العام 2020 ليصبح لدينا إحصائيات لإجراء الدراسات اللازمة عليها ومن ثم ظهور النتائج الدقيقة المطلوبة.
وتابعت: من المؤكد عندما نجد أن نوعاً معيناً من السرطان يوجد فيه نسبة إصابة مرتفعة في منطقة معينة سنلجأ لدراسة الأسباب التي من الممكن أنها أدت إلى ذلك ومحاولة ربطها في حال كانت الأزمة لها أثر أم لا، مضيفة: من غير السجل الوطني والتسجيل الدقيق لا نستطيع أن نكون دقيقين بأي معلومة نذكرها.
تصريح العظمة جاء على هامش ندوة خاصة عقدتها اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان بعنوان «الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعلاجه» في إطار الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وكشفت العظمة عن استيراد 3 أجهزة مسرع خطي لمصلحة مشفى البيروني الجامعي لمعالجة الأورام السرطانية، موضحة أن المشفى لا يتوافر فيه حالياً إلا جهاز واحد، وهو غير كافٍ لعدد السكان وبالتالي فالجهاز يعمل فوق طاقته، مضيفةً: نحن بصدد الاستيراد لتقليل دور الانتظار وهذا عمل إسعافي لتأمين العلاج السريع لكل مواطن لكون هدفنا هو خدمة المواطن وتأمين الخدمات بأفضل طريقة وتقصير الفترة بين التشخيص والعلاج، مشيرة إلى أن تأمين الأجهزة يجري بالتوازي مع تأمين الكوادر اللازمة وتدريبها لتتمكن من استعمال الأجهزة بالشكل المطلوب.
وأكدت العظمة أن علاج الأورام السرطانية في المراكز الحكومية سيكون مجانيا دائماً رغم أن الدولة تتحمل كلفة مرتفعة لتأمينه؛ لكونه مكلفاً سواء من ناحية الأشعة أم العلاج الكيماوي.
وقدمت العظمة خلال الندوة عرضا حول اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان وأهداف الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، مبينة أن اللجنة أوكل إليها مهام عديدة لتطوير واقع التحكم بالسرطان في سورية ومنها تطوير خطة وطنية للتحكم بالسرطان جرى إنجازها مع التصديق عليها من رئاسة مجلس الوزراء ودخلت الخطة حيز التنفيذ.
بدورها اختصاصية التشريح المرضي وعضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتورة لينا أسعد أكدت أن الندوة هي جزء من الحملة الوطنية التي تقام في شهر تشرين الأول، مبينة أن الغاية منها هي إعطاء محاضرات تخاطب السيدات للتوعية إلى جانب استضافة ناجيات من السرطان ضمن الندوة بغية جعل التجربة واقعية والدفع أكثر باتجاه الكشف المبكر؛ مضيفة: بفضل الكشف المبكر من الممكن ألا تحتاج السيدة إلى عملية استئصال أو حتى الخضوع للعلاج الكيماوي.
وبينت أسعد في تصريح خاص لـ«الوطن» أنه من الممكن توسيع الجهات المشاركة في الحملة خاصة العاملين في مجال التوعية، مؤكدة أن المحاضرين كانوا من جميع القطاعات الصحية كالخدمات الطبية ووزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والقطاع الخاص، مضيفة: العام القادم ستكون الندوة في جميع المحافظات بمشاركة أطباء المحافظة نفسها.
وتحدثت أسعد خلال الندوة عن طرق الفحص الذاتي للثدي ودور كل سيدة في حماية نفسها، مشيرة إلى أنه ومنذ التسعينيات وحتى الآن لم ترتفع نسب الإصابة بالسرطان بل على العكس من ذلك حصلت نقلة نوعية بالعلاج أدت إلى الشفاء الكامل من السرطان لعدد من المريضات، مضيفة: هذا لم يحصل إلا بتكافل مجموعة من التطورات في مجال السرطان سواء في المعالجة أم التشخيص.
من جانبه رئيس الجمعية السورية لأمراض الثدي الدكتور نوري مدرس كشف عن ملاحظة نسب إصابة بسرطان الثدي عند السيدات في عمر مبكر أي أقل من أربعين عاماً في سورية.
وأكد مدرس لـ«الوطن» أن نسب الإصابة لم تحدد بعد، إلا أنه في بعض الأحيان يكون السرطان شرساً ينتقل ويتضخم بسرعة، موضحاً أن سبب إصابة بعض السيدات بسرطان الثدي في عمر مبكر يعود إلى البيئة أو نتيجة وجود سوابق عائلية أو شخصية.
وبين مدرس أن نسبة إصابة الرجال بسرطان الثدي أقل من 1 بالمئة من كل سرطانات الثدي، إلا أن نسب الإصابة بازدياد، معيداً ذلك إلى التلاعب بالهرمونات والعمر المديد لكبار السن من الرجال خاصة المصابين بسرطان البروستات نتيجة إعطائهم أدوية هرمونية تخفف من الهرمون الذكوري وبالتالي ترفع من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، مؤكداً أن سرطان الثدي عند الرجال يعامل معاملة سرطان الثدي عند النساء بالمعالجة الشعاعية والدوائية والهرمونية.
هذا وبين اختصاصي الأشعة والطبيب السابق في مشفى تشرين الدكتور أسعد سمعان أن الأجهزة الخاصة بمرضى السرطان متوفرة لكن هناك بعض الصعوبات في تأمين قطع الغيار والصيانة نتيجة الحصار الاقتصادي المطبق على البلاد إلى جانب تأمين اليد العاملة، موضحاً أنه على سبيل المثال هناك أجهزة تتطلب فنيين للعمل عليها ولكن في بعض الأحيان يكون تأمين اليد العاملة صعباً نتيجة الحاجة لخبراء في مجال معين على حين إن أغلبية العمال من الشباب إما يهربون وإما يمتنعون عن العمل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن