سورية

التجار الأتراك الرابح الأكبر من مساعدات «مناطق المسلحين» بحلب!

حلب – الوطن :

«تصب فوائد المعونات المخصصة للسكان في مناطق سيطرة مسلحي حلب في جيوب التجار الأتراك الذين يعيدون شراؤها بثمن بخس من مستحقيها عبر سماسرة ثم يبيعونها للمنظمات الإنسانية التي تقوم بدورها بتوزيعها ثانية في نهاية المطاف»، وفق قول أحد العاملين في المجال الإغاثي لـ«الوطن» والذي يلخص القصة ويؤكد «اللعبة المكشوفة للجميع»!.
ويوضح العامل أن المنظمات الإنسانية ومنها الدولية «تعرف أنها إذ تدفع بيدها اليمنى مساعداتها الغذائية إلى المستحقين من السكان، بحسب القوائم التي لديها، فإنها ستشتري بيدها اليسرى تلك المواد من التجار الأتراك الذين يحصلون عليها بمبالغ لا تعادل ربع ثمنها الحقيقي من أولئك الراغبين بالحصول على المال مقابل الغذاء للوفاء بمتطلبات الحياة».
ويؤكد ناشط آخر في المجال الإغاثي لـ«الوطن»، أن الكثير من المنظمات التي تقدم حصص المعونات الغذائية في الشطر الشرقي من مدينة حلب وريفها الذي تسيطر عليه المجموعات المسلحة «لا يلتفتون لفقدان العملية لقيمتها وماهيتها الإنسانية وكل ما يهمهم أن يسجلوا أسماءهم في قائمة المنظمات التي تقدم المعونة والدعم بغض النظر عن تحقيق الأهداف»، منوهاً إلى أن التجار الوسطاء في الداخل السوري يلعبون دوراً مهماً في شراء المساعدات كما هي ويتركون للتجار الأتراك مهمة إزالة العبارات الخاصة بها مثل عبارة «غير مخصصة للبيع» التي تعاد طباعتها من جديد في كل عملية.
وانتبهت بعض الجهات المانحة إلى التلاعب بقوت المستحقين للمعونة فخصصت بدلاً منها مبالغ مالية تتراوح بين 10 و20 ألف ليرة سورية شهرياً لكل عائلة مستحقة بدل تقديم الدعم على شكل سلل غذائية تباع للتجار أو على الأرصفة بثمن رخيص بعد وفرتها في السوق من طريق المساعدات إلا أن العدد الأكبر من المانحين لا زالوا يزيدون التجار الأتراك ثراء سواء اطلعوا على تفاصيل ما يحدث أم تجاهلوا الحقيقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن