سورية

ترامب واصل تسويق مزاعمه.. والأردن لن يرسل قوات إلى سورية لمحاربة داعش.. وحذر أوروبي تجاه دعوات أميركية … إيران: الإرهاب لن ينتهي ما دامت واشنطن مستمرة بدعمه

| وكالات

في وقت كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواصل فيه محاولات تسويق مزاعمه في مكافحة الإرهاب بالإعلان عن أن الجيش الأميركي قتل الشخص الذي كان من المحتمل أن يخلف زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، أكد محمود واعظي رئيس مكتب الرئيس الإيراني أنه طالما تواصل أميركا وبعض الدول الإقليمية دعم التنظيمات الإرهابية واستخدامها كأداة لتنفيذ مآربها فلن يتم اقتلاع جذور الفكر الإرهابي إطلاقاً.
وقال واعظي في تصريح له حسب وكالة «سانا»: إنه «بإقرار من المسؤولين الأميركيين أنفسهم فإن تنظيم داعش أنشئ من قبل أميركا، وواصل هذا التنظيم العمل على تنفيذ أجندات واشنطن كما ارتكب جرائم وافتعل الحروب داخل المنطقة بدعم منها»، موضحاً أن «مقتل أبو بكر البغدادي متزعم هذا التنظيم لن يؤدي إلى اقتلاع جذور الإرهاب لأن الأعمال الإجرامية التي ينفذها هو وغيره لن تتوقف إلا عندما تقرر الدول الراعية إيقاف دعمها المالي وعدم تزويد هذه الجماعات بالسلاح».
واعتبر واعظي أن السؤال الذي يطرح نفسه «لماذا تتم تصفية متزعم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ومتزعم داعش البغدادي على أعتاب الانتخابات الرئاسية في أميركا؟.. وهل الغرض استخدام ذلك ورقة رابحة قبيل هذه الانتخابات»؟
جاءت تصريحات واعظي في وقت كتب الرئيس الأميركي في تغريدة بـ«تويتر»: «لقد أبلغوني للتو، أن قواتنا قامت بتصفية الخليفة الأول للبغدادي»، مضيفاً: «على الأرجح كان سيحتل المركز الأول».
ولم يحدد ترامب، «الشخص الذي كان يشير إليه»، لكن الولايات المتحدة أكدت الإثنين مقتل أبو الحسن المهاجر، الناطق باسم تنظيم داعش، وقيادي في التنظيم. وكان ترامب أعلن أول من أمس القضاء على البغدادي بغارة أميركية وصفها بـ«الجريئة» في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وزعم أن العملية تمت بالتعاون مع روسيا وسورية.
في السياق نقلت وكالة «رويترز» عن خبراء اعتقادهم أن مقتل البغدادي حدث ذو أهمية كبرى لكن الدوافع الكامنة وراء ظهور هذا التنظيم المتطرف إلى حيز الوجود لا تزال قائمة ومن المستبعد أن تتوقف الهجمات في الشرق الأوسط وخارجه.
في غضون ذلك استبعد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني نضال الطعاني أمس أن تقوم بلاده بإرسال قوات لمحاربة داعش في منطقة شمال شرقي سورية.
وقال الطعاني في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك»، تعليقاً على سعي الولايات المتحدة لدعم تحالف يقاتل تنظيم داعش في شمال شرق سورية: «لن يدخل الأردن أي قوات داخل الأراضي السورية».
وأكد الطعاني، قائلاً: «أستبعد أن يشارك الأردن في قوات تحارب داعش في منطقة شمال شرق سورية».
ورغم تأكيد الطعاني أن «الأردن هو من الدول الداعمة لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله»، إلا أنه يستبعد تماما إرسال الأردن «مقاتلين للقتال في شرق الفرات، لأن الأردن من حيث الأصل مع وحدة سورية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وضد احتلال أجزاء من الأراضي السورية».
وصرح مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية الإثنين بأن الولايات المتحدة تريد دعم تحالف يقاتل تنظيم داعش في شمال شرق سورية بعد مقتل البغدادي خلال عملية في مطلع الأسبوع.
من جانبه أظهر الاتحاد الأوروبي حذراً شديداً تجاه دعوة واشنطن لدوله الأعضاء «لتحمل مسؤولياتها»، بعد انسحاب القوات الأميركية من شمال سورية، حسب وكالة «آكي» الإيطالية.
وتتماهى الدعوة الأميركية مع مقترح ألماني بضرورة إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة الدولية» شمال سورية تخضع لمراقبة دولية، والذي أظهر الأوروبيون الحذر نفسه تجاهه.
تأتي هذه المواقف بالترافق مع دعوة الولايات المتحدة الأميركية لعقد اجتماع وزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش منتصف الشهر القادم، والذي من المنتظر أن تحضره الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني.
وذكّرت المتحدثة باسم موغيريني أن الأوروبيين هم من دعوا أولاً لمثل هذا الاجتماع لمعاينة التطورات بعد الانسحاب الأميركي من شمال سورية والعملية العسكرية التركية التي أعقبته في المنطقة.
ويرى الاتحاد، حسب مايا كوسيانيتش، أن «داعش ما زال يشكل تهديداً حقيقياً»، رغم مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي، ومضت قائلة: «نحن أكدنا ضرورة توخي الحذر واليقظة للتخفيف من الأخطار التي يشكلها هذا التنظيم».
ويرفض الأوروبيون، حتى الآن، الانخراط ككتلة واحدة ميدانياً في الحرب الدائرة في سورية، رغم أنهم يشددون على مساهماتهم في الجهد الدولي لمحاربة تنظيم داعش وتصميمهم على المتابعة على هذا النهج.
وتتمسك الدول والمؤسسات الأوروبية برأيها القائل بأن الحل الأمثل للأزمة السورية يكمن في إنجاز عملية سياسية تفاوضية برعاية الأمم المتحدة.
وفي هذا الإطار، أكدت مايا كوسيانيتش أن الاجتماع الأول للجنة الدستورية السورية في جنيف ما هو إلا «خطوة أولى» في هذا الاتجاه نحو حل سلمي دبلوماسي للأزمة.
وأوضحت المتحدثة أن الحلول السلمية في سورية والعراق تسهم في التصدي للأسباب الجذرية التي أدت لقيام تنظيم داعش وباقي التنظيمات الإرهابية.
في السياق أكد «التحالف الدولي» أمس أن «زعيم تنظيم داعش انتهى، لكن مهمة القوات الأميركية «مستمرة لهزيمة خلايا التنظيم النائمة».
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي، مايلز كاغينز، في مؤتمر صحفي عقده في أربيل، أن «خطر داعش ما زال قائماً رغم مقتل البغدادي»، وأضاف: إن «داعش لم ينته وموجود في بعض المناطق في العراق وسورية»، كما تطرق إلى دور قوات البيشمركة بمكافحة داعش، مؤكداً أن دورها كبير في هذا الصدد.
ورداً على سؤال حول هروب دواعش من سورية نحو العراق، أوضح أنه منذ بداية العمليات العسكرية في الشمال السوري لم يلاحظ فرار العديد من الدواعش باتجاه العراق، مضيفاً: إن القوات الأميركية تتعاون مع «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في مسألة احتمال فرار الدواعش».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن