رياضة

في رابع الدوري الممتاز… الزوار كسبوا الضيافة والنقاط … قمة الجلاء صفراء والبرتقالي متين في السراء والضراء

| ناصر النجار

حقق الضيوف ما يتمنون في زياراتهم فنالوا الثناء والتحيات وفرح الجمهور، وكان الفوز الأدسم لتشرين الذي أنهى لقاءه الصعب أمام الجيش على ملعب الجلاء بهدف، واستمرت صحوة الاتحاد فحقق فوزاً صعباً على الشرطة بهدف أيضاً، واستباح الوحدة شباك مستضيفه الجزيرة بحلب فغازل شباكه بخمسة أهداف ورد الجزيرة بهدفي حفظ ماء الوجه.
زيارة جبلة إلى حماة كانت مثمرة واستطاع نيل أول نقطة له بالدوري، وخسر الطليعة مرة أخرى نقاطاً كانت بمتناول اليد.
وليلاً فاز حطين على ضيفه النواعير بعكس قاعدة المباريات التي جرت عصراً، وبذلك اشتدت المنافسة على الصدارة بين قطبي اللاذقية مع دخول الوحدة والاتحاد على الخط.
النواعير بذل ما بوسعه لكنه كان أضعف من مواجهة فريق محترف كامل الخطوط والصنوف والخسارة بنتيجة / بمثل هذه المباراة غير المتكافئة تعتبر أمراً جيداً.

الجيش ظلم نفسه
في قاعدة كرة القدم المعروفة فإن من لا يسجل يُسجل بمرماه، وهذا ما حدث مع فريق الجيش، فبينما أضاع السلامة وقصي والخليل فرصاً مباشرة متتالية كان المصطفى يغرد بهدف من انفرادة جاءته من مرتدة سريعة.
تشرين كان الأكثر انضباطاً وعرف كيف يدير المباراة وينهيها كما يشاء، الجيد في فريق البحارة كان التنظيم الدفاعي الذي منع كل محاولات الجيش لطرق المرمى، والحارس كان صاحياً برد الكرات التي أفلتت من الدفاع.
سيطرة الجيش على المباراة وخصوصاً في شوطها الأول لا يعفينا من القول إن الفريق عانى سوء الانتشار وخاصة في نصف ملعب الفريق المنافس، كما وضح للعيان أن التفاهم بين اللاعبين مفقود، وهذا يدل على أن الانسجام ما زال مفقوداً بالفريق، وبشكل عام فإن الفريق ما زال بحاجة إلى عمل كبير، خط الهجوم وهذا ما نشير إليه افتقد خدمات الهداف محمد الواكد للإصابة، ولو شارك ربما كان للمباراة نتيجة أخرى.
ظاهرة أخرى غير مستحبة تمثلت بالتشنج العصبي الواضح من الفريقين وخصوصاً من لاعبي الجيش، كما لمسنا خوف بعض اللاعبين من المباراة وهذا يؤكد الحاجة إلى المزيد من الإعداد النفسي.
على العموم وعلى ضوء المباريات الأربع التي خاضها فريق الجيش ربما غادر مواقع المنافسة مبكراً، لكن هذا يجب أن يدفع القائمين على الفريق لإعداد فريقهم للمستقبل مع العناية بمواهب النادي، فإن تخسر بطولة أهون من أن تخسر فريقاً.

التوفيق والحظ
مباراة الشرطة مع ضيفه الاتحاد تعنون بالتوفيق والحظ، فالاتحاد كان التوفيق من جانبه، والشرطة لم يحالفه الحظ ولو بفرصة واحدة، وكما قلنا فإن كرة القدم لا تعترف إلا بمن يسجل.
الاتحاد كأحد المنافسين على اللقب حقق ما يصبو إليه وخطف النقاط وفيها فوائد عديدة مباشرة وغير مباشرة، فالأهداف المباشرة أنها (جلّست) وضعه على سلم الترتيب، ومنحته روحاً معنوية عالية بعد إخفاق رسم العديد من إشارات الاستفهام في أول مباراتين؟
والأهداف غير المباشرة أن الفوز يحقق رصاً للصفوف فكلما ارتقى الفريق بأدائه وتحسنت نتائجه سكت كل المعارضين للإدارة أو لنقل القائمين على النادي في الوقت الحالي.
على الصعيد الفني ما زال الفريق بحاجة إلى المزيد وخصوصاً في المواقع الأمامية ومتى حلت المشكلة صار الفريق (توب) مع العلم أن الفريق يملك مجموعة جيدة من اللاعبين على أرض الملعب أو التي تنتظر دورها على دكة الاحتياط.
الشرطة كان جيداً ، لكنه افتقد اللمسة الأخيرة، وكان شجاعاً بالمباراة ونداً في الكثير من المراحل.
ولا نظلم الشرطة إن قلنا إن النتيجة طبيعية ومعقولة، وقبل الدوري صرح المسؤولون عنه أن الغاية من المشاركة هذا الموسم لا تدخل من باب المنافسة بل تقديم فريق جيد بنكهة مغايرة وتحسين موقع الفريق.
الفوارق بين الفريقين كبيرة وشاسعة ويحسب للشرطة أنه قلص هذه الفوارق وقدم نفسه كبيراً بثوب جديد والمهم أن تستمر هذه الروح حتى النهاية ليكون الحصاد مثمراً وغنياً.

ولاء ووفاء
تجاوز فريق الوحدة الضراء التي حدثت بعد الانتخابات واستطاع الوقوف شامخاً فحقق النتيجة الأعلى هذا الموسم بفوز كبير على الجزيرة 5/2.
وهذا ما يتمناه عشاق البرتقالي الذين لا يهتمون إلا بسلامة فريقهم وتطوره فالشأن الإداري آخر اهتمامهم.
وكسب (هيثم الشريف) الرهان بالدور الإسعافي الذي قام به كمدرب بديل فرسم الفرحة على وجوه كل عشاق البرتقالي وأطربهم بفوز كبير وأهداف وفيرة وجميلة.
لكن المشكلة التي يمكن الوقوف عليها مطولاً، حالة التراخي الدفاعي الذي كلّف الفريق هدفين (نغصا) على الجميع نشوة الأهداف الخمسة.
أن يستمر فريق الوحدة على الصورة هذه معافى فهو أمر يسرنا لأنه يصب بمصلحة الكرة الوطنية، أخيراً قد يكون من حسن حظ الفريق أنه قابل فريقاً (طرياً) فلو أوقعته القرعة مع فريق ذي شأن فلربما كان الوضع مغايراً تماماً، الحالة العامة للفريق أكدت مبدأ الولاء للنادي وهكذا يجب أن يكون اللاعبون وكل عشاق البرتقالي مع النادي بالضراء قبل السراء.
ربما ظن الجزيرة أنه سيواجه فريقاً مشتتاً ضعيفاً هزيلاً متأثراً بما جرى بالانتخابات، لكنه فوجئ بفريق يلعب كرة جدية من الدقيقة الأولى.
بعيداً عن هذا وذاك يتبين لنا أن فريق الجزيرة (طري) وأن أوضاعه السيئة وإمكانياته الضحلة لا تمكنه من تقديم صورة كروية جميلة، والدليل على ذلك الخسارة برقم عال وقد تكررت مرتين في ثلاث مناسبات، وهذا يضع الفريق بالخطر بشكل مبكر، وتحسب للفريق أنه يلعب كرة قدم.

أول الغيث
الطليعة يدخل نفسه في عنق الزجاجة وللمرة الثانية يتعادل على أرضه مع فريقين يعتبران من فرق الصف الثاني بالدوري، وعندما واجه الكبار خسر، وهذا يعطي انطباعاً أن الفريق عاجز عن الحل الهجومي الذي يكسب الفريق الأهداف ويمنح الفوز.
ولم يستطع الشمالي ابن جبلة أن يحل مشكلة الدفاع الجبلاوي وهو الأدرى بأسلوبهم فخسر الرهان، وخيبت كل مهاجميه بل ولاعبيه الآمال في اختراق الدفاع وتحريك المدرجات بهدف يطرب الآلاف الذين خرجوا غير مصدقين هذا التعادل الذي فوت على فريقهم فوزاً كان بمتناول اليد.
حالة عدم التوازن بالفريق بحاجة إلى ضبط فني وتكتيكي، قلنا سابقاً إن الفريق يملك أوراقاً رابحة ولديه أفضل مما قدمه حتى الآن، المباراة شكلت صدمة، ولعلها صدمة إيجابية يستعيد فيها الفريق توازنه وثقته بنفسه.
أول الغيث نقطة نالها جبلة بعد أربع جولات، باللقاء نجح الفريق دفاعياً وحقق ما يريد، لكن هل يفلح بهذا الأسلوب على الدوام؟ أعتقد أن الفريق بحاجة لحلول جذرية، واستقالة الجهاز الفني واستمراره كمدرب تصريف أعمال ليس إلا حلاً إسعافياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن