عربي ودولي

أميركا توقف مساعداتٍ أمنية.. وموسكو: ما يحدث في لبنان شأن داخلي … المصارف والمدارس اللبنانية تفتح أبوابها وتراجع نسبي في حركة الاحتجاجات

| روسيا اليوم - رويترز - أ ف ب- الميادين - سبوتنيك

فتحت المصارف اللبنانية أبوابها أمس للمرة الأولى منذ أسبوعين بعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها نسبياً عقب احتجاجات شعبية عمّت كافة المناطق اللبنانية للمطالبة برحيل الطبقة السياسية.
وتسببت حركة الاحتجاج غير المسبوقة منذ سنوات التي بدأت في 17 تشرين الأول بشلل كامل في البلاد شمل إغلاق المصارف والمدارس والجامعات وقطع طرق رئيسية في جميع المناطق.
وعادت الحياة إلى طبيعتها نسبياً في البلاد أمس مع خروج المعتصمين من الطرقات وتسجيل حركة سير نشطة صباحاً.
ومنذ الصباح الباكر، غصّت المصارف بالمواطنين الذين أرادوا إجراء معاملاتهم المصرفية المعلّقة منذ أسبوعين أو سحب رواتبهم مع بداية الشهر.
وشاهد مراسل لوكالة «فرانس برس» طوابير هائلة تصل أحياناً إلى خارج المصارف في العاصمة بيروت، في حين وقف عدد من العناصر الأمنية أمام بعض المصارف.
واقتحمت مجموعة من المحتجّين مبنى جمعية المصارف في شارع الجميزة في وسط بيروت، سرعان ما أخرجتهم قوى الأمن واعتقلت عدداً منهم.
ويتخوّف المواطنون من انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار بمجرد أن فتحت المصارف أبوابها مع ازدياد الطلب.
إلا أن مصرف لبنان أكد أن سعر الصرف الرسمي مقابل الدولار لا يزال 1507 ليرات لبنانية. أما في السوق الموازية فيُتوقع أن يكون سعر الصرف أعلى من ذلك.
ويشهد لبنان تدهوراً في الوضع الاقتصادي، تجلى بنسبة نمو شبه منعدمة العام الماضي، مع ارتفاع معدلات البطالة، وتراجع تحويلات المغتربين والاستثمارات الخارجية، وتراكم الديون إلى 86 مليار دولار، أي ما يعادل 150 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي، وهو من أعلى المعدلات في العالم.
ويطالب المحتجّون بتسريع تشكيل حكومة من المستقلين وأصحاب الخبرات من خارج الأحزاب التقليدية.
من جهة أخرى، أفاد مراسل «روسيا اليوم» بأن بعض المدارس الرسمية والخاصة فتحت أبوابها أمس الذي يعد آخر أيام أسبوع التدريس في لبنان، فيما من المفترض أن تستأنف كل المدارس أعمالها الطبيعية بدءاً من يوم الإثنين المقبل.
إلى ذلك، تقلص عدد الطرقات المقطوعة في مختلف المناطق اللبنانية بعد مرور أكثر من أسبوعين على انطلاق الحراك الشعبي، حيث يعمل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بشكل حثيث على فتح الطرقات ومنع قطعها مجدداً، لتسهيل حركة السير وعودة حياة المواطنين إلى طبيعتها.
على صعيد آخر، ذكر مسؤولان أميركيان أن إدارة رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، قررت تجميد 105 ملايين دولار من المساعدات العسكرية للبنان، في إجراء يأتي بعد يومين من استقالة الحكومة.
وقال المسؤولان، شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن وزارة الخارجية أبلغت الكونغرس أول من أمس بأن مكتب الميزانية في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي اتخذا ذلك القرار. ولم يذكر المسؤولان سبب الحجب.
وقال مصدر إن وزارة الخارجية لم توضح للكونغرس سبب القرار، ورفضت الخارجية التعليق.
وكانت الإدارة الأميركية طلبت الموافقة على تلك المساعدات اعتباراً من أيار قائلة إنها ضرورية للبنان لتمكينه من حماية حدوده.
ويأتي هذا التطور وسط تقارير إعلامية تحدثت عن بعث مسؤولين إسرائيليين رسالة إلى أطراف دولية بشأن احتجاجات لبنان، تشترط معالجة مسألة صواريخ «حزب الله» الدقيقة، قبل تقديم أي مساعدة.
ولفتت الرسالة، التي تم نقلها بعد استقالة الحريري، إلى أن «أي مساعدة في استقرار الوضع السياسي في لبنان، على ضوء الاحتجاجات هناك، يجب أن تقدم شريطة أن تتم معالجة قضية الصواريخ الإيرانية الدقيقة» في لبنان.
في غضون ذلك اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أمس أن الاحتجاجات التي تجري في لبنان هي شأن داخلي، داعية إلى إيجاد حل عبر حوار شامل يسمح بالحفاظ على الاستقرار السياسي داخل البلاد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن «موسكو تعتبر ما يحدث شأناً داخلياً للبنان وشعبه. نعول على أن يتمكنوا من التغلب على الأزمة الحالية، وإيجاد الحل الصحيح لذلك في إطار الدستور والتشريعات الحالية وفقاً للتقاليد السياسية السائدة، على أساس حوار شامل يسمح بالحفاظ على الاستقرار السياسي الداخلي ويعزز الوئام بين الأديان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن