سورية

إصرار من الوفد المدعوم من الحكومة على أن تكون جولة «الدستورية» القادمة في دمشق … القادري لـ«الوطن»: الجلوس اليوم لمناقشة الدستور منحة من الدولة

| جنيف – مازن جبور

أكد رئيس اتحاد العمال السوري وعضو الوفد المدعوم من الحكومة السورية في اللجنة الدستورية، جمال القادري أن الدولة السورية منتصرة والجلوس اليوم لمناقشة الدستور يعتبر منحة من الدولة، لافتاً إلى الإصرار الكبير من الوفد على أن تكون الجولة القادمة في دمشق المنتصرة، وأنه لم يكن هناك أي تعليق من الطرف الآخر ولا من المبعوث الأممي غير بيدرسون لا بالقبول ولا بالرفض.
وفي تصريح لـ«الوطن» بمقر الأمم المتحدة بجنيف، عقب اختتام جلسات أعمال الهيئة الموسعة «للجنة الدستورية» التي استمرت يومين، قال القادري عضو «اللجنة المصغرة» عن الوفد المدعوم من الحكومة السورية: كانت الجلسة للعصف الذهني يقول فيها كل عضو في الوفود ما يريد قوله».
وأضاف: «يمكن القول إنه تم الاتفاق وإقرار مدونة السلوك ولائحة الإجراءات حتى يكون هناك أسس يتم السير عليها خلال عمل اللجنة لكن أغلب القضايا التي طرحت اليوم (أمس) من قبل المتداخلين وخصوصاً من قبل وفد ما يسمى بـ«المعارضات» هي قضايا متضمنة في الدستور الحالي».
وأوضح القادري، «البعض طرح استقلالية النقابات والاتحادات، ونص المادة العاشرة من دستور العام 2012 الذي أقر بعد استفتاء شعبي ينص على أن الدولة السورية تضمن استقلالية النقابات وتضمن حقها بالمشاركة في المجالس التي تتناسب مع مجال عملها».
وأضاف: «معظم مداخلات «وفد المعارضات» تنم عن عدم معرفة بالدستور الحالي وقفز لوضع العربة أمام الحصان وهذا ما يتم تفنيده من قبل الوفد المدعوم من الحكومة السورية بكافة أعضائه باعتبار أن هذا الوفد يضم مجموعة كبيرة من الكفاءات في كافة المجالات الاقتصادية والقانونية والسياسية لذلك اتسمت مداخلات الوفد المدعوم من الحكومة بالدقة والموضوعية خلافاً لطروحات الوفود الأخرى».
وبعد أن لفت القادري إلى أنه «كان هناك بعض الطروحات الاستفزازية»، أضاف: «اليوم نحن قاربنا تحقيق الانتصار الناجز وهناك إرهاب ضرب في سورية لثمانية سنوات ودمر كل ما هو جميل في حياتنا وحاول حقيقة أن يحذف جهوداً كبيرة في مجال التنمية وهناك من يتعامى عنه، ويتعامى أيضاً عن الغزو التركي لأراضي الجمهورية العربية السورية والتواجد الغير شرعي لقوات أجنبية كالأميركية والفرنسية والبريطانية وغيرها من دون إذن الحكومة السورية».
وأكد القادري، «نحن لا نريد أن نضع العربة أمام الحصان، بل نريد أن تناقش الأمور بروية وموضوعية وبفهم لحقيقة ما يحصل اليوم»، وقال: «الدولة السورية منتصرة والجلوس اليوم لمناقشة الدستور يعتبر منحة من الدولة، لذلك قبل الحديث عن دستور جديد أو تعديل الدستور النافذ، هناك منهجية يجب أن توضع وقواعد أساسية يجب أن يتفق عليها الجميع ولا يمكن القفز فوقها», لافتاً إلى أن «البعض مباشرة عبر عن أحلامه الطوباوية فيما يرغب أن يكون عليه الدستور وطالب بقضايا قائمة حالياً، فمثلاً بما يتعلق بتمثيل النساء وردت مطالبات كثيرة بضرورة تمثيل النساء بما لا يقل عن 30 بالمئة بينما الدستور القائم حالياً ينص على المساواة الفعالة والكاملة بين الرجل والمرأة»، معتبراً أن هذا يدل على أنه لا يوجد أي ثقافة قانونية لدى جزء كبير من المتداخلين من الطرف الآخر.
وأوضح القادري، أنه «كان هناك إصرار من جزء كبير من الوفد الذي تدعمه الحكومة السورية مع جزء كبير من وفد المجتمع الأهلي على أن تكون الجولة القادمة في دمشق لأن واقع الحال والمنطق يقول أن دستور الجمهورية العربية السورية يجب أن يوضع على أراضي الجمهورية العربية سورية».
ولفت إلى أن البعض من وفد المعارضات أشاروا في تصريحاتهم إلى أنهم قدموا من دمشق ولم يتعرضوا إلى أي شيء، ورفعت كل الإجراءات الأمنية عنهم.
وأضاف: «هناك إصرار ومطالبة أن تكون الجلسة القادمة وباقي الجلسات في دمشق المنتصرة».
ورداً على سؤال أن كان هناك اعتراض من وفد المعارضات أو المبعوث الأممي على ذلك، قال القادري: «لم نسمع أي اعتراض من أي أحد على ذلك ولا أي تعليق لا بالقبول ولا بالرفض».
وبين القادري، أنه كان هناك رفض قاطع من قبل الوفد المدعوم من الحكومة السورية وجزء كبير من وفد المجتمع الأهلي لأي مساس بالثوابت الوطنية التي نعتبرها ثوابت مقدسة بالنسبة لنا حيث وردت بعض المداخلات ومن خلال نقاط النظام التي نصت عليها اللائحة الإجرائية تم إيقاف هؤلاء المتحدثين وتم إعادتهم إلى جادة الصواب».
ولفت إلى أن هناك «بعض المصطلحات التحريضية من الطرف الآخر والتي لا تعبر عن حسن نيات في مثل هكذا اجتماعات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن