ثقافة وفن

الصحفي التائه!

| يكتبها: «عين»

(الجائزة المهنية في اتحاد الصحفيين)

أنا أفهم أن تعطيني وردة، وتكون قد قطفتها من حديقة عامة لتبهجني، أو تثني علي، فأشكرك، وأعتبرها تقديراً كبيراً منك، لأنك لا تملك أن تقدم لي هدية ثمينة (أفرفش) فيها. لكن عندما تتعلق المسألة باتحاد الصحفيين، وهو فقير في موارده، فأكتفي بشهادة منه مرفقة بباقة ورد صغيرة!
ولأني أنتقد اتحاد الصحفيين كثيراً، ويتقبل الزملاء فيه انتقادي، أشعر أحياناً، أن تقبلهم ناتج عن قناعتهم بما أقول، واليوم سأحكي عن واحدة من الجوائز التي قدمت في مهرجان الاتحاد الذي أقيم مؤخراً، فقد دفعني الفضول للسؤال عن الجوائز، فعرفت أن إحدى الجوائز بلغت خمسين ألف ليرة سورية لنشرة إخبارية إذاعية كاملة!
كم من الصحفيين يشتغلون في النشرة؟
• خمسة محررين مع رئيس التحرير.
• مذيعان للتقديم.
• منفذ
• مخرج إذاعي.
ومع ذلك، أقام الزملاء، كما علمت، حفلة صغيرة ابتهاجاً بالجائزة، وكان من الطبيعي أن أسأل عن التفاصيل، ثم أسأل كيف تم توزيع الخمسين ألفاً، وكان الجواب جميلاً: قدمت الجائزة لأحد الزملاء الذين أجروا عملية جراحية، ولم يأخذ المشاركون في النشرة شيئاً!
هذا يعني أن مفهوم الجائزة لم يكن مكتملاً، فمن الذي يستحق الجائزة؟ التحرير أم التقديم أم الإخراج؟
كان يفترض أن يمنح أحدهم الجائزة، وإذا كان إعداد النشرة وتقديمها وإخراجها على مستوى الجائزة، فيجب أن تمنح النشرة ثلاث جوائز، وعندها، يمكن بلع المسألة.
ولو أن الجائزة وزعت على العاملين بالنشرة، ولم يتم التبرع بها، لكانت الحصص تساوي 50 تقسيم 10 تقريباً، أي خمسة آلاف ليرة لكل منهم، وخمسة آلاف ليرة ليست قيمة مادية أبداً، وعدم منحها أفضل!
هذا يعيدنا إلى منطق التفكير، الذي يعتمده اتحاد الصحفيين منذ سنوات، فكل الفوائد التي تعود على الصحفي من اتحاده، لا تساوي شيئاً، وخاصة أن الحرب أضعفت القيمة الشرائية لليرة.
من حقي أن أنتقد هذا التفكير. أعطوني وردة، أو فأنا أشعر بالحزن على هذه القيمة التي تعطى لي!
فكرة مقال قادم!
عندما بدأنا العمل في الإذاعة والتلفزيون، لم يكن يتقاضى الإعلامي سوى راتبه، وكان يعطي الضيف من جيبه، ثم يأخذ التعويض، والكلام هنا عن تيسير السعدي رحمه الله. ثم ظهر مفهوم البونات، وكثيرون يجهلون طبيعته، ثم جاء مفهوم البونات + العقود، ثم جاء مفهوم العقود + البونات + المناسبات، وأخيراً حلّت (الكتلة)، وبعد الكتلة ماذا يأتي؟

رصد البرامج الإذاعية والتلفزيونية!
• برنامج (من ذاكرة الأقلام) هو برنامج إذاعي، لا يدل اسمه على مضمونه، ومضمونه جيد، وآخر حلقة سمعتها كانت عن كتاب تفسير الأحلام لسيغموند فرويد، ويتشارك المذيع مجد رزق مع الضيف تامر سفر في استعراض الكتاب. الاستعراض كان مهماً، والمذيع أكثر تفصيلاً من الضيف.
الإعداد للزميلة سماء صبري، والإخراج لحسن حناوي. أقترح تغيير الاسم!
• برنامج (إلى حد ما)، للزميل نضال زغبور، هو برنامج تلفزيوني، أكثر ما يلفت الانتباه فيه عناوينه، وآخرها: (هندسة الجهل)، الموضوعات نخبوية أحياناً، ويفترض أن تلخص أفكاره بعناوين فرعية، كما هي العادة، لنفهمها نحن البسطاء!
• برنامج ( عنا طلوع الشمس أحلى)، برنامج تلفزيوني منوع، تعده وتخرجه لارا ناصر، خفيف نظيف، ولكن لماذا نلجأ لأسماء الأغنيات في تسمية برامجنا. أحد الزملاء قال مازحاً: لا أحد يشاهد طلوع الشمس هذه الأيام!
• في تغطية اجتماع جنيف للجنة الدستورية، لم يكن هناك مراسل من إذاعة دمشق، هذا ما أشعر الإذاعيين بالحزن!

باليد:
• إلى الصحفية صفاء أحمد: ليس كل ما يقال يصدق، ومع ذلك لجوؤك إلى نشر وثائق عن تعيينك بعد نجاحك يعتبر ثقة بالنفس، لكن السؤال: هل أنت تسألين بهذه الطريقة، عما إذا كان مئات المعينين خلال الحقب الماضية يملكون هذه الوثائق؟
• إلى الصحفي تمام بركات: الغياب عن البرنامج التلفزيوني المباشر يربك العمل، شاهد طاقم الإعداد وهو يحاول حل المشكلة، لكن المهم أن تكون بخير!
• إلى مدير إذاعة نجوم إف. أم أنس المدني: أذيع حديث للدكتور الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي نفسه أكثر من عشر مرات صباحاً، فهل هذا خطأ فني؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن