رياضة

من الرجال إلى الأشبال..!

| مالك حمود

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل وهذا أمر طبيعي ما دمنا محكومين بالأمل والأمل مفروض علينا وعلى رياضتنا الباحثة عن مساحة نجاح وفرح.
والأمل لدي يبدأ مع إطلالة كل مشروع منتخب وطني جديد ولمختلف الأعمار، ورغم ذلك فالتفاؤل في مشروع المنتخب الأخير جاء ممزوجاً بشيء من الغرابة.
ورغم ثقتي الكبيرة بالمدرب الوطني هادي درويش إلا أنني سرعان ما استغربت رغبته في تقسيم تمارين منتخب الرجال إلى شريحتين، الصباحية للاعبين الشبان من عمر عشرين ومادون، والثانية لبقية الأعمار.
الحمد لله أنني لم أصارحه باستغرابي مفضلاً العثور على الجواب بنفسي، وسرعان ما تأتيني الإجابة ومن أرض الملعب.
فالتمرين الذي حضرته كشف أشياء كثيرة وإجابات عديدة.
أذهلني مشهد الكوتش هادي وهو يقضي وقت التمرين بأكمله وهو يعلم اللاعبين بعض المبادئ الأساسية لكرة السلة..!
تصوروا أن لاعباً صار عمره بالعشرين عاماً وما زال يفتقد لبعض المهارات الأساسية للاعب كرة سلة سواء في التعامل مع الكرة، أم في الخطوات ونقلها، أم في تحرك الجسم، والتحرك وو..!
المشهد كان مؤلماً ومعبراً للحالة التي وصل إليها لاعبو كرة السلة السورية من الأجيال الحالية التي نشأت في الأزمة، وحملت كل همومها ومصاعبها، لتصل إلى فئة الرجال بحالة فنية وتكنيكية وفكرية أيضاً غير مقبولة.
والطامة الكبرى كانت عندما قلت للكابتن هادي كيف تتعامل مع هؤلاء الشبان الذين يمثلون أمل السلة السورية فقال: أنا مضطر لأن أدربهم تمارين أشبال..!
وهنا أدركت الحال الذي وصلت إليه كرة السلة السورية ومعاناتها مع جيل من اللاعبين الكبار شارف على سن الاعتزال، وجيل من اللاعبين الشبان يحتاج لسنوات من العمل الكبير والكثير لتلافي الفجوة التي تفصلهم عن سابقيهم.
ويأتيك من يقول: لماذا نخسر مع منتخبات الدول المجاورة، ومتى سيفوز منتخبنا في تصفيات كأس العالم؟!
فكيف نطالبهم بأداء الرجال، وهم لا يزالون في مبادئ الأشبال؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن