ثقافة وفن

دمشق رجال وأحداث وأماكن وصور

| رامه الشويكي

لتعريف الأجيال القادمة والحاضرة بمدينة دمشق ورجالاتها وما قدموه لرفعة الوطن عبر الحقبة التاريخية الممتدة من أواخر فترة الاحتلال العثماني وحتى الستينيات من القرن العشرين، صدر مؤخراً عن دار العراب كتاب «دمشق رجال وأحداث وأماكن وصور» للباحثة الدكتورة «عزة آقبيق» ويقع في تسعة فصول و745 صفحة من القطع الكبير، ويتميز عن غيره من الكتب التي تناولت دمشق لكونه خلاصة جولات ميدانية ومقابلات شخصية للباحثة أثرته بمعلومات موثقة من مجموعة مصادر ومراجع اختصت بالكتابة عن تاريخ عاصمة الثقافة العربية لعام 2008.
وأبان الكتاب مجموعة الميزات التي منحت أرض دمشق الشام تلك الأوابد الشامخة عبر العصور، وجعلتها وجهةً ومقصداً لكل باحث وأثري محاولاً توصيفها بكل معالمها وأنماط معيشة أهلها.

نبذة عن المدينة
يتألف الكتاب من بابين، الباب الأول يحتوي على نبذة قصيرة عن مدينة دمشق القديمة داخل السور وخارجه، بحسب التوزيع المكاني وتقارب الأحياء وتلاحمها معاً، وفيه تتحدث الكاتبة عن دمشق، ساحاتها، مدارسها، حماماتها، مقابرها، أبوابها، عائلاتها، ما في وسعها، لأن كتب التاريخ سجلت كماً هائلاً من الأسماء والمواقع، فاكتفت بذكر بعضها والتقطت صوراً تشير إلى بقائها وخلودها بين الناس.

بناة الوطن
وفي الباب الثاني «بناة الوطن» تلقي الضوء على أعلام مبدعة وفاعلة في المجتمع الدمشقي القديم والحديث، منها معروف ومنها قد لا يكون معروفاً لدى الناس، سيتعرف إليه القارئ للمرة الأولى من خلال هذا الكتاب، بعضهم يتحدث بلسان حاله ويسرد لنا عن إنجازاته، منهم الطبيب والمهندس، العالم والمحارب، الشاعر والمؤرخ، الفنان والمربي.. دونت عنهم الكاتبة من كتب التاريخ، أو نقلت شفهياً أو كتابياً من أشخاص، مع توثيق المكتوب والمقروء من المصادر التاريخية.

صور موثقة
تم إغناء الكتاب بصور التقطتها الباحثة من كل مكان غال على القلوب، وتوغلت في عمق الأزقة القديمة وتحدثت مع المعمرين فيها على مختلف أديانهم مع مزيج لطيف من الأدب والفن، وتمثل الصور التراث الدمشقي وشجاعة أهل الشام، مستعينة بكتب قديمة إضافة إلى الشبكة العنكبوتية، كما توجهت بالشكر في مقدمة الكتاب لشيخ مهندسي دمشق الأستاذ «خليل الفرا» الذي أمدها بتاريخ التطور العمراني للمدينة والحياة الاجتماعية فيها، وللدكتور «إبراهيم حقي» الذي أثرى الكتاب بمعلومات تكتب للمرة الأولى، إضافة إلى سوزان جفان، وآل زكريا الذين شاركوا في إغنائه من ناحية تصميم وإخراج الغلاف، وبحسب الكاتبة هناك محاولة لإعادة طباعة الكتاب مع صور أكثر دقة وإصداره في جزأين.
لقاء خاص

تروي د. عزة آقبيق لـ«الوطن» عن الجهد المبذول لإصدار الكتاب قائلةً: استغرق التحضير للكتاب ما يقرب من الأحد عشر عاماً، وفي السنتين الأخيرتين بذلت مع الأستاذة سوزان الجفان قصارى جهدنا لإصداره، لكوني مراسلة لموقع مدونة وطن في دمشق حرصت منذ سنوات على زيارة وتأمل معالم داخل وخارج السور، ودفعتني محبتي لدمشق للكتابة عنها، واعتمدت على المصادر المكتوبة سابقاً مع العمل بطريقة المراسلة الصحفية بشكل ميداني، من خلال زيارة مخاتير الأحياء الدمشقية والتوصل عن طريقهم للمعمرين في الحي ومنهم آل الشنواني، وكبير حارة الشاغور وغيرهم الكثير، إضافة إلى شارع البدوي الذي أظهرنا فاعليته التاريخية من خلال دوره الصناعي والصحي، ومن خلال سؤال كمّ كبير من الأشخاص تم ذكر أسماء بعضهم، وكل ما يحتويه الكتاب حقيقي وموثق.
وتناولت أحياء داخل السور ومنها العمارة، العقيبة، سوق الحميدية، حي القيمرية وأحياء خارج السور ومنها الشاغور، القنوات، ساروجا، الميدان، الصالحية وغيرها مع ذكر التوسع العمراني من خلال مهندسين عملوا على ذلك.
وتعلق قائلةً: ما أوردته في هذا الكتاب يعتبر عملاً بسيطاً أمام ما قدمه رجالات دمشقية من جهود عبر التاريخ لنهضة المدينة.
يذكر أن الباحثة والكاتبة «عزة آقبيق» من مواليد دمشق عام 1952، قامت بتحويل مخطوط والدها «علي عزت آقبيق» إلى كتاب بعنوان «معاوية بن أبي سفيان كاتب الوحي ومؤسس الدولة الأموية»، وهي حاصلة على إجازة من كلية الآداب اختصاص «تاريخ حديث ومعاصر»، ودرجة امتياز في رسالة الماجستير حولتها إلى كتاب فيما بعد بعنوان «دخول الخطوط الحديدية إلى بلاد الشام في العصر العثماني وتأثيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي»، ودكتوراه في «الخطوط الحديدية في مصر والسودان»، لها إصدار ثالث «سيرة في حياة الحجاج بن يوسف الثقفي»، وهي مراسلة موقع مدونة وطن في دمشق وكاتبة في العديد من الصحف المتخصصة بكتابة السير الذاتية، كما تتلمذت على يد الدكتورة «ليلى الصباغ»، والدكتورة «خيرية قاسمية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن