ثقافة وفن

كانت الحامل الأول والأخير للواء القضية الفلسطينية … الدراما السورية الوحيدة التي حملت على كاهلها إنتاج أعمال عن هذه القضية

| وائل العدس

رغم كل ما تتعرض له سورية من إرهاب عالمي ومؤامرات كبيرة، إلا أن القضية الفلسطينية مازالت ضمن أولوياتها، ورغم الضغوط عليها من أميركا ودول الغرب أجمع إلا أن موقفها القومي الثابت والراسخ من فلسطين لم يتغير يوماً، فبقيت سورية الداعم الأول والمساند للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.
درامياً، كانت الدراما السورية الحامل الأول للواء القضية الفلسطينية، وعلى ما يبدو أنها ستكون الحامل الأخير، بل كانت الأكثر دفاعاً عن هذه القضية، وهي الوحيدة التي حملت على كاهلها إنتاج أعمال عن القضية، لكن هذه النوعية غابت عن الدراما في الساحة العربية كلياً، بحيث لا يوجد أي عمل عربي يحمل هذه القضية بعد أن تعرض الإنتاج السوري لأزمات عديدة نتيجة الحرب الإرهابية على سورية، وبالتالي تركزت العديد من المسلسلات السورية على عرض ما تعرضت له من تلك الحرب الظالمة على الصعد كافة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية والحياتية.
وفي ظل تلك الظروف الاضطرارية، غابت القضية الفلسطينية عن الدراما السورية لعدة سنوات، فأصبحت هذه القضية يتيمة درامياً بعد أن عجزت كل الدرامات العربية عن الوصول إلى أدنى حد مما كانت تقدمه درامانا المحلية.

«الوطن» رصدت بعض الإضاءات الدرامية السورية التي جسدت القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الصهيوني.

عز الدين القسام
مسلسل «عز الدين القسام» كان من أوائل الأعمال السورية التي تناولت القضية الفلسطينية، ويعود إلى سنة 1980، وهو من تأليف أحمد دحبور وإخراج هيثم حقي وبطولة أسعد فضة ومنى واصف وهاني الروماني وأديب قدورة ومها الصالح ويوسف حنا ونائلة الأطرش ومها المصري ورضوان وعقيلي أميمة الطاهر ومحمود جركس وعبد الرحمن أبو القاسم وعبد الهادي الصباغ وجهاد سعد وزيناتي قدسية وحسين عويتي وبسام كوسا وتيسير إدريس وقمر مرتضى ويعقوب أبو غزالة وآخرين.
المسلسل دراما وطنية تاريخية جسد حياة ونضالات المجاهد السوري الشهيد عز الدين القسام الذي غادر مدينة جبلة وتوجه إلى فلسطين للمشاركة في النضال ضد الاحتلال الإنكليزي وضد تهويد الأرض الفلسطينية.
راح الشيخ القسام يستنهض الناس في فلسطين ويكشف لهم خيوط المؤامرة ضد بلاد العرب والمسلمين عموماً وفلسطين خصوصاً، وقد تمكن الشيخ من تأسيس مقاومة ضد الاحتلال البريطاني خاضت العديد من المعارك والمواجهات في سبيل تحرير الأرض.

نهارات الدفلي
في عام 1995 تم إنتاج مسلسل سوري بعنوان «نهارات الدفلي» من تأليف فواز عيد وإخراج محمد زاهر سليمان وبطولة عباس النوري وغسان مسعود وصباح بركات وحاتم علي وسوزان الصالح وعادل أبو حسون وهناء نصور وسلوم حداد وهيفاء واصف وزهير رمضان وبشار إسماعيل وتوفيق إسكندر وهشام كفارنة وفاروق الجمعات وجهاد سعد وقمر مرتضى وحسام تحسين بيك ورياض الكبرا ونجاح سفكوني وزهير عبد الكريم وخالد تاجا وهالة حسني وأحمد عداس وأدهم الملا وأديب قدورة وصالح الحايك وآخرين.
المسلسل تاريخي سياسي، يعرض تاريخ القضية الفلسطينية حتى قيام الكيان الصهيوني المحتل في فلسطين عام 1948.

التغريبة الفلسطينية
خلال عام 2004 أنتج العمل الأبرز حول القضية الفلسطينية، وهو «التغريبة الفلسطينية».
العمل الأول من تأليف وليد سيف وإخراج حاتم علي وبطولة خالد تاجا وتيم حسن ونادين سلامة ونسرين طافش وباسل خياط وقيس الشيخ نجيب وأناهيد فياض وأدهم مرشد وجولييت عواد وحسن عويتي وسليم صبري ورنا جمول وبسام لطفي وميلاد يوسف ومحمود خليلي وإياد أبو الشامات وآخرين.
يلقي المسلسل الضوء على القضية الفلسطينية، من خلال قصة أسرة ريفية فلسطينية في الثلاثينيات من القرن الماضي، مروراً بالعديد من الأحداث المهمة، حتى نكسة حزيران عام 1967، وكيفية صمود أفراد الأسرة على الرغم مما واجهوه من أخطار الحرب في توثيق حقيقي لمعاناة الشعب الفلسطيني.

الاجتياح
أنتج مسلسل «الاجتياح» عام 2007 وهو من تأليف رياض سيف وإخراج شوقي الماجري وبطولة عباس النوري وصبا مبارك ومنذر رياحنة وديمة قندلفت وحسن عويتي ونادين تحسين بيك ومحمد حداقي وإياد نصار ونضال نجم وأنطوانيت نجيب وعبد المنعم عمايري وناهد الحلبي وسحر فوزي ولمى إبراهيم ولينا حوارنة ورنا جمول وآخرين.
ويتناول العمل الإرهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، ولا يستثير الاهتمام المطلوب من المجتمع الدولي، من خلال الصورة التي تجسد اللحظة الإنسانية والتفاصيل اليومية، وهو المسلسل الأول العربي الذي يأخذ جائزة الإيمي العالمية للمسلسلات.

رجال الحسم
وفي عام 2009، قدّم المخرج نجدة أنزور والكاتب فايز بشير مسلسل «رجال الحسم» الذي تدور أحداثه عن نكسة حزيران وجرائم الكيان الصهيوني.
ويتناول موضوع الجاسوسية وقصة الشاب (فارس) المدرّس الجولاني الذي يقرر القيام بعملية فدائية في الأرض المحتلة، ولكن الظروف تحول دون تحقيق ذلك، غير أن إصراره على القيام بعمل ما يدفعه للسفر إلى ألمانيا الغربية والعمل في بار حيث إنه في ما بعد أصبح يرتاده أشخاص من «الموساد» بعد أن يغير اسمه ليبدأ التقرب منهم وبعد تعاقب الأحداث المشوقة يتعرف على فتاة صهيونية وينجح من خلالها بالدخول إلى الأرض المحتلة لتبدأ بعد ذلك عملية تجسس تتخللها سلسلة من الأحداث الساخنة والمثيرة.
وشارك في المسلسل ممثلون كثر منهم منى واصف وباسل خياط ومايا نصري وفايز قزق وياسر المصري وكندا حنا ونجاح سفكوني وتاج حيدر وميلاد يوسف وعبد الرحمن أبو القاسم وبسام لطفي ونادين خوري وسليم كلاس وسليم صبري وأيمن رضا وعلاء قاسم وإسكندر عزيز ومحمد رافع وإسماعيل مداح ورامي حنا وآخرون.

سفر الحجارة
وفي العام نفسه أي 2009 تم إنتاج مسلسل «سفر الحجارة» من تأليف هاني السعدي وإخراج يوسف رزق وبطولة وائل رمضان ونادين خوري ونضال سيجري وميلاد يوسف وروعة ياسين وسليم كلاس وأمية ملص وليلى وفيلدا سمور وربى السعدي ورائد مشرف وعبد الفتاح المزين وتيسير إدريس وفائق عرقسوسي وعاصم حواط وقاسم ملحو وصفاء رقماني وتوفيق إسكندر ويزن السيد.
العمل اجتماعي معاصر يتناول القضية الفلسطينية بكل جوانبها وأبعادها الإنسانية، إضافة إلى محور مهم ورئيسي هو انتفاضة الأقصى، والعدوان الصهيوني على غزة.

أنا القدس
خلال عام 2010 عرض مسلسل «أنا القدس» من تأليف تليد وباسل الخطيب وإخراج باسل الخطيب وبطولة عابد فهد وفاروق الفيشاوي وكاريس بشار وصبا مبارك وصباح الجزائري وتاج حيدر وسعيد صالح ونضال نجم ونزار أبو حجر وسوزان سكاف وطلحت حمدي ورامز الأسود وتيسير إدريس ومحمد رافع وأحمد الزين وقمر عمرايا ورنا العظم ومجيد الخطيب.
تدور أحداث المسلسل حول رحلة زمنية عمرها 50 عاماً، من المقاومة الفلسطينية في تاريخ القدس من سنة 1917 إلى سنة 1967.
كما يروي المسلسل حياة المقدسيين وتفاعلهم مع التغيرات السياسية والاجتماعية في ظل الانتداب البريطاني والاحتلال الصهيوني، ويسلط الضوء على الجانب الحضاري والتاريخي لمدينة القدس العربية، ببعديه الفكري والثقافي.
وتضم أحداث المسلسل أحداث الثورة الفلسطينية، والانتفاضة الكبرى من خلال رصد درامي لحياة المجاهدين عبد القادر الحسيني وعز الدين القسام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن