عربي ودولي

الشارع بين تحركين أحدهما يتضامن مع الرئيس اللبناني والثاني يضغط في ساحات الاحتجاجات

| روسيا اليوم- الميادين

عون يدعو للاتفاقِ مع من في الساحات لمحاربة الفساد وباسيل يقول: إن الجميع يجب أن يحاسب، في وقت تشهد فيه البلاد عدداً من التظاهرات، إحداها في محيط القصر الجمهوري دعماً لإصلاحات الرئيس، وأخرى في ساحتي الشهداء ورياض الصلح وسط بيروت تحت شعار «أحد الوحدة».
قال الرئيس اللبناني ميشال عون في كلمة ألقاها متوجهاً للمتظاهرين في محيط القصر الجمهوري دعماً للإصلاحات التي طرحها: «أنتم اليوم تجددون العهد ونحن أيضاً على العهد والوعد»، مؤكداً على ضرورة إعادة ثقة الشعب اللبناني بدولته.
على حين أكد وزير الخارجية في الحكومة اللبنانية المستقيلة جبران باسيل، في كلمة ألقاها أمام تظاهرة بعبدا، على ضرورة محاسبة الفاسدين وبناء دولة مدنيّة، من دون انقلاب على النظام، بل بتطويره من خلال الدستور.
وأكد عون لمناصريه: أقول للجماهير التي حضرت أنا معكم وشدد على أن «الساحات كثيرة، ولكن يجب ألا تكون ساحة بمقابل ساحة، أو تظاهرة نقيضة لأخرى»، مشيراً إلى أن «الشعب فقد ثقته بدولته، ويجب العمل على ترميم هذه الثقة».
ولفت الرئيس اللبناني إلى ضرورة مكافحة ومحاربة الفساد، قائلاً: «كثيرون يعرقلون محاربة الفساد، وأدعوكم إلى الاتفاق مع من هم في الساحات للجهاد معاً ضد الفساد … الفساد راسخ ومتجذر لأنه قديم ويحتاج جهداً للقضاء عليه».
وأضاف عون: «إن خريطة الطريق تشمل حلولاً لقضايا الفساد، وتطوير الاقتصاد والدولة المدنية، فالأمور ليس بالسهل تنفيذها، لذلك نحن بحاجة لجهود الجميع».
من جهته، قال باسيل: «كنا حذرنا شركاءنا من الوصول إلى ما وصلنا إليه، والناس سبقتنا، وما نراه اليوم دعونا إليه في بلدة الحدت»، لافتاً إلى أن انتفاضة الشعب «أتت لتقول لهم بأنهم ليسوا محقين».
وأكد باسيل بأنه «لسنا كلنا فاسدين، الفاسدون هم من أخذوا الخوات وأعادوا تذكيرنا بأيام الحرب»، وقال: «اليوم نرفع شعار «سرية حصانة واسترداد» لاسترداد الأموال المنهوبة، فيما الوقت اليوم للمطالبة بالمحاسبة لننظف سياستنا ونتجاوز الانهيار وإنشاء الدولة المدنية وتطبيق اللامركزية».
وأعلن أنهم سيأتون إلى الرئيس ميشال عون لمشاركته في تطبيق برنامجه الإصلاحي الذي أعلنه في منتصف ولايته.
وأشار باسيل إلى أن المطلوب اليوم هو أن يكشف الجميع عن حساباته المصرفية «والذي يشتبه بحساباته تتم محاسبته»، لافتاً إلى أنه «في الأزمات الكبيرة يمكننا تفهم خوف البعض ولكن لا يمكننا تفهم الخيانة، والرئيس ميشال عون رسم لنا خريطة طريق لإنقاذ الوطن».
وعلى الفور، غرّد النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر» تعليقاً على تظاهرة التيار الوطني الحر قائلاً: «عدنا إلى المربع الأول مع كلام شعبوي فارغ يعود إلى 30 عاماً مضت».
وشهد محيط القصر الجمهوري اللبناني في بعبدا تظاهرات مؤيدة للرئيس ميشال عون ولخطته الإصلاحية، وتوافداً للمتظاهرين في ساحتي رياض الصلح والشهداء ومدن لبنانية أخرى تحت شعار «أحد الوحدة»، والتي تأتي استكمالاً للتظاهرات التي شهدتها بيروت والمناطق خلال الأيام الماضية للمطالبة بالبدء بمشاورات نيابية لتأليف حكومة.
وقالت صحيفة النهار اللبنانية: إن منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى التجمع تحت عناوين عدة، منها «أحد الضغط»، و«عدنا» و«أحد الوحدة»، من الشمال مروراً ببيروت والجنوب، من أجل «طلب وحيد هو حكومة مستقلة وقادرة».
هذا وخرجت أول من أمس جموع غفيرة من اللبنانيين للتظاهر، في شوارع مدينتي طرابلس وصيدا.
من جهتها، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس ميشال عون يجري الاتصالات الضرورية لحل بعض العقد أمام تشكيل الحكومة قبل الاستشارات النيابية الملزمة، وذلك ليكون التكليف طبيعياً وليسهل عملية التأليف.
ولفت البيان إلى أن التحديات أمام الحكومة العتيدة تفرض مقاربة سريعة لكن غير متسرعة لعملية التكليف على أن يحدد موعد الاستشارات قريباً.
وشدد الرئيس اللبناني على حرية التظاهر واحترام حرية التنقل. وجاء موقف عون خلال استقباله قائد الجيش العماد جوزيف عون حيث بحث معه الأوضاع الأمنية، والتحضيرات لمواكبة التظاهرة المؤيدة للعهد قرب القصر الرئاسي أمس.
من جهته، أكد رئيس جمعية المصارف في لبنان سليم صفير أن القطاع المصرفي لم يشهد تحركات غير عادية للأموال في أول يومي عمل، بعد إعادة فتح المصارف أبوابها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن