عربي ودولي

الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال السعودي للمرة الرابعة بعد حادثة منى … خامنئي يحذر السعودية من مواجهة رد إيراني «قاسٍ» إذا لم تعد جثامين ضحايا الحج

حذّر المرشد الأعلى الإيراني السيّد علي خامنئي من أنه «إذا لم تقم الرياض بواجباتها بإعادة جثامين الضحايا، أو إذا مارست عدم الاحترام بحق الحجاج فستواجه رداً إيرانياً قاسياً».
وخلال مراسم أداء اليمين وتخرّج دفعة جديدة من طلبة كلية الضباط في الجيش الإيراني، قال: «إن رد فعل إيران سيكون صعباً وإن إمكانات هذا الرد متوافرة».
وأكد خامنئي أنه «إذا قررت إيران الرد على فاجعة منى فإن أوضاع المسؤولين السعوديين لن تكون جيدة»، مشيراً إلى أن «مسؤولي البلاد يتابعون القضية، إلا أن المسؤولين السعوديين لا يقومون بواجباتهم، بل يعملون أيضاً في حالات على العكس من واجباتهم التي ينبغي عليهم القيام بها».
وأوضح أن إيران «مارست ضبط النفس حتى الآن وراعت الآداب الإسلامية وحرمة الأخوة في العالم الإسلامي، لكن يجب العلم بأن يد إيران فوق الجميع وتتمتع بقدرات أكبر، وإذا أرادت إظهار ردة فعل في وجه العناصر المؤذية فلن تكون أوضاعهم بخير ولن يتمكنوا من أن يكونوا نداً لها».
وأردف «إذا تعرّض الحجاج الإيرانيون وجثامين ضحايا الكارثة إلى إساءة، فإن رد إيران سيكون قاسياً وعنيفا»، مضيفاً إنه «إذا قررت إيران إبداء رد فعل حول هذه الكارثة فإن أوضاع السلطات السعودية لن تكون محمودة العواقب».
وإذ رأى أن السعودية لم تقم بواجباتها، شدد على ضرورة أن تشارك الدول الإسلامية ومنها إيران في التحقيق في حادثة منى.
بدوره أكد مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان بأنه تم إبلاغ السفارة السعودية في طهران بأن أُسر ضحايا كارثة منى طالبوا بإعادة جثامين أعزائهم إلى إيران وعدم دفنهم في السعودية.
جاء ذلك في تصريح أدلى به مساعد الخارجية الإيرانية للصحفيين عقب حضوره اجتماع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي.
بالتوازي، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، القائم بالأعمال السعودي بطهران أحمد المولد، للمرة الرابعة خلال الفترة الأخيرة بشأن حادثة منى التي وقعت يوم الخميس الماضي. واستدعى المدير العام للشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الإيرانية علي جكيني، القائم بالأعمال السعودي بطهران أحمد المولد، محذراً «من أي تقاعس ولامبالاة في تحديد هوية المفقودين وإعداد وإرسال جثامين ضحايا كارثة منى».
وفي هذا السياق تم تسليم القائم بالأعمال السعودي رسالة وزير الداخلية الإيراني لنظيره السعودي.
ولا حصيلة نهائية حتى الآن لضحايا تدافع الحجاج في منى. فالسعودية أعلنت مقتل 769 حاجاً وإصابة نحو ألف قبل أيام. على حين أن الأرقام تظل مرشحة للارتفاع بسبب الحالات الحرجة لبعض المصابين والعدد الكبير من الجثامين مجهولة الهوية التي لم يتم التعرف إليها حتى الآن.
وأفادت الخارجية الهندية أن السلطات السعودية وزعت على البعثات الأجنبية صور ألف ومئة ممن فقدوا حياتهم جراء التدافع بغرض تحديد هويات أصحابها.
وكانت إسلام آباد قد أعلنت مقتل 40 باكستانياً وفقدان 63 وإصابة 35 يعالجون في مشافي مكة وجدة. بينما بعثة الحج أعلنت أن وفيات الحجاج المصريين بلغت 78 حاجاً، والمفقودون نحو 83.
وغصّت الصحف ومواقع الإنترنت بصور لعشرات المفقودين لم يعلن عن مصيرهم بعد، هذا التضارب بين التقديرات والأرقام الرسمية المعلنة انسحب على دول المغرب العربي.
فقد أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية مصرع خمسة حجاج وإصابة ثمانية وفقدان 34 حاجاً، وقال القنصل الجزائري العام في جدة أن تسعة حجاج جزائريين قد قتلوا في التدافع ولا يزال عشرة مفقودين.
وفي ظل إجراءات معقدة وصعبة لتحديد هويات الضحايا وإيجاد المفقودين قتل حاج وحاجة تونسيان في التدافع. أما ليبيا فحددت عدد الضحايا بستة والمفقودين بتسعة لكن وسائل إعلام مغاربية ومعلومات أهالي الحجاج تفيد بأن العدد قد يكون أكثر من ذلك بكثير.
(الميادين – وكالات إيرانية)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن