سورية

مقرر تركيا في البرلمان الأوروبي يؤكد معارضة الاتحاد بالإجماع للعدوان التركي … صحف أميركية: نظام أردوغان يقوم بتطهير عرقي في شمال سورية

| الوطن- وكالات

أكدت صحف أميركية، أن خطط النظام التركي ترمي إلى تغيير الخريطة العرقية في شمال سورية، وتنفيذ عملية تطهير عرقي، في حين أكد ضابط تركي سابق أن رئيس النظام رجب طيب أردوغان يستغل المؤسسات الحكومية لنشر مؤلفات تنظيم داعش الإرهابي ويوزعها على المكتبات وعليها ختم الدولة التركية.
وذكرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، في تقرير نقله موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن خطط النظام التركي في سورية، هي جزء من مساعيها الطويلة الرامية لتغيير الخريطة العرقية للشرق الأوسط، تعود بداياتها لحقبة الإمبراطورية العثمانية.
وبيّن التقرير، أن أحد الأسباب التي تقف وراء الإدانة الدولية الواسعة للعدوان التركي الأخير، هو خطة أردوغان، لنقل وإعادة توطين ما يتراوح بين مليون ومليوني مهجر سوري من أصل 3.6 ملايين يقيمون في أراضي بلاده، إلى ما تسمى «المنطقة الآمنة» التي يسعى إلى إقامتها على الحدود مع سورية.
وأشار إلى أن منتقدي أردوغان يتهمونه بأنه يستخدم «الهندسة الديموغرافية» كأداة سياسية لإعادة رسم الخريطة العرقية للمنطقة من خلال ممارسة التهجير القسري والتطهير العرقي للسكان، إضافة إلى تهديد أوروبا بفتح باب الهجرة إلى القارة العجوز وإغراقها بالمهاجرين.
بدورها نقلت صحيفة «الواشنطن بوست» الأميركية، في تقرير لها حسب مواقع إلكترونية معارضة، عن عائلات نزحت من منازلها نتيجة العدوان التركي، أن مرتزقة أنقرة نفذوا عمليات إعدام جماعية ميدانية، وخطفوا واحتجزوا مواطنين ونهبوا منازلهم وممتلكاتهم.
ولفت التقرير، إلى ما قاله فاتح، وهو أحد المهجرين من رأس العين: «هؤلاء الناس (مرتزقة أردوغان) ممتلئون بالكراهية والشهوة للدماء، لا يميزون بين العرب والكرد والمسلمين وغير المسلمين»، واصفاً ما يحدث في شمال وشرق سورية، بأنه بمنزلة تطهير عرقي.
ولفتت الصحيفة إلى ما تحدث به محمد عارف من بلدة تل أبيض المحتلة، بأن مرتزقة «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي، كل واحد منهم يتصرف بطريقة وحشية في المدينة، ويسرقون المنازل ويجعلونها لهم، هم ينهبون ممتلكات الناس في وضح النهار.
على خط مواز، قال الضابط السابق في الشرطة التركية، أحمد أيلا، في فيديو تداولته وسائل إعلامية، حسب وكالة «سانا»: «يمكن لأردوغان أن يتواصل مع الكثير من الناس عن طريق استخدام أموال الدولة وغسل أدمغة الأشخاص المقيمين في المؤسسات ومن الأدوات الأساسية التي يستخدمها أردوغان الفكر المتطرف عن طريق تسويقه لكتب الأفكار المنحرفة».
وأضاف: «أردوغان يستغل المؤسسات الحكومية لنشر مؤلفات داعش التي يتم شراؤها من قبل وزارة الثقافة ويتم توزيع هذه الكتب الداعشية على المكتبات وعليها ختم الدولة التركية»، مشيراً إلى أن هذا الأمر يهدد بتخريج أجيال من الإرهابيين.
ولفت أيلا إلى ممارسات نظام أردوغان الاستبدادية والقمعية بحق الأتراك، مبيناً أن هناك خوفاً شديداً لدى المواطنين الأتراك من كتابة أي تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي أو رفع صوتهم خوفاً من السجن.
من جانبه، أكد مقرر تركيا الجديد في البرلمان الأوروبي، ناتشو سانشيز آمور، حسب وكالة «الأناضول»، التركية، أن الاتحاد الأوروبي بالإجماع أبدى معارضته للعدوان التركي، مبيناً أن على الاتحاد الأوروبي تفهم ما سماها «المخاوف الأمنية» المشروعة للنظام التركي، لافتاً إلى أن هذا لا يعني أن الأوروبيين يوافقون على أي عملية عسكرية من جانب واحد في سورية.
وأشار إلى أن الخطوات المتخذة من قبل النظام التركي لمعالجة، «المخاوف الأمنية» لا تتفق مع القانون الدولي، لافتاً إلى أن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تضمن للنظام التركي حقه بالدفاع عن النفس، فقط في حال تعرض لاعتداء خارجي.
واعتبر أن العدوان لا يخلق بيئة إيجابية تساهم في حل مشكلة الهجرة واللاجئين السوريين، مشيراً أن إرسال النظام التركي للاجئين إلى شمالي سورية، تشكل خطوة خطيرة، لاسيما أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس شدد على أن عودة المهجرين يجب أن تكون طوعية وإلى مناطق آمنة تحفظ كرامتهم الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن