رياضة

أسفار وأخطار

| مالك حمود

فجأة يأتيني اتصال من صديق رياضي وإعلامي لم أسمع صوته منذ سنوات، وكالعادة فالتخوف الإعلامي سرعان ما يساورني خشية أن تحمل مكالمته عتباً معيناً عن شيء كتبته ونقد وجهته، على اعتبار أن مجتمعنا يدعي حب الصراحة وهو أبعد ما يكون عنها، وعندما توجه أي نقد رياضي تجاه عمله أو أحد أشخاصه أو مؤسساته تراه ينقلب إلى إنسان آخر معبراً عن الاستياء والامتعاض والاعتراض بكل الطرق الممكنة.
الاتصال لم يحمل العتب بل حمل الشكر، وكم يحتاج الإعلامي لمجرد كلمة (شكراً) وهي التي تنسيه متاعب المهنة الأصعب، الشكر جاء على مبادرتي من خلال برنامجي التلفزيوني للمطالبة بالإسراع في بناء سقف للصالة الرياضية بمدينة السلمية.
وبقدر ما سررت بعبارة الشكر التي تترجم لباقة أهل نادي السلمية ووفائهم لمن يشعر بهم، كان انزعاجي من إخباري بأن فرق النادي تواصل تدريباتها ولكن في الصالة الرياضية بحماة.
التدريب في حماة يعني أن الفرق تضطر لقطع مسافة (30) كم ذهاباً ومثلها إياباً لمجرد التمرين وكذلك الأمر للعب المباريات الرسمية، حيث يستحيل اللعب في أرضية الصالة بعدما تحولت إلى ملعب مكشوف وبأرضية سيئة وصلبة ومؤذية.
لا نقصد فرق كرة السلة في النادي، بل في بقية الألعاب وما أكثرها في هذه المدينة العاشقة للرياضة والنشيطة والمتحمسة لكل الرياضات وللذكور والإناث، وكم رفدت المنتخبات الوطنية بالعديد من المواهب.
ولأنها المدينة التي تستحق أن تعطى حقها الكامل في التعبير عن نفسها رياضياً وبلوغ كل ما تطمح إليه من تطلعات، فإننا نناشد الجهات المعنية بالإسراع في بناء سقف الصالة الرياضية في سلمية حفاظاً على حماسها الرياضي وأجيالها التي أحبت الرياضة، وعجزت عن إيجاد مكان تتمرن فيه خلال أيام البرد، فالسفر ممكن لفرق الكبار والشباب وحتى الناشئين، لكنه يبدو صعباً أو مستحيلاً لفئات بأعمار الأشبال والصغار والبراعم، وهل صالة حماة قادرة على استيعاب تدريبات فرق أندية حماة وسلمية أيضاً..؟!
وبالتالي فالصالة الرياضية تعيد احتضان الأعداد الكبيرة من عشاق الرياضة ومن مختلف الأعمار وللجنسين أيضاً، بدلاً من الترحال الذي يعرض أولئك الرياضيين لمتاعب السفر وتكاليفه ومخاطره وطرقاته المزعجة.
فالحكاية بدأت تطول.. فهل من حلول..؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن