رياضة

هل يعصف زلزال الانتخابات بكرة الوحدة؟ … آمال المنافسة حاضرة والدعم والمساندة ضرورة ملحّة

| نورس النجار

زلزال الانتخابات عصف بكرة الوحدة وهذا الأمر لا يمكننا أن ننكره، فالحالة النفسية التي جاءت نتيجة الصراع الخفي في الانتخابات لم تعط الجرعة الإيجابية التي يحتاجها فريق الكرة فكانت نتائجه مقبولة شكلاً وبعيدة عن المنافسة مضموناً، والسبب أن الوحدة لم يواجه الفرق الطامحة إلى اللقب باستثناء فريق تشرين، وكل الفرق التي لعب معها ونال منها نقاطه هي من فرق الصف الثاني لهذا الدوري.
ففاز على الجيش وهو في أسوأ أيامه 1/صفر ويحتل المركز العاشر وفاز على الساحل 2/صفر ويحتل المركز التاسع وفاز على الجزيرة 5/2 ويحتل المركز الأخير، في حين خسر مع تشرين صفر/3 وهو من أبرز المنافسين وتعادل مع جاره الشرطة بلا أهداف، والوحدة بكل الأحوال أفضل من جاره بأشواط كثيرة.
الحديث هنا واستعرض هذه النتائج يعكس حالة المنافسة والبحث عن اللقب، فالفريق أضاع ربع الغلة في خمس مباريات ولمّا يلعب بعد مع فرق مثل حطين والاتحاد والوثبة، فضلاً عن فرق الوسط التي تطمح لتحقيق نتائج جيدة كالنواعير مثلاً أو غيرها التي تكبر بمستواها عندما تلعب على أرضها.
وطموح المنافسة يقتضي آلا تضيّع نقاطاً في المباريات التي تجمعك مع الفرق التي لا تملك حظوظ المنافسة، وأن تخطف النقاط من الفرق المؤهلة للمنافسة وهذا ما لم يفعله الوحدة حتى الآن.

دوليون
أغلب لاعبي الفريق هم من الدوليين أعضاء المنتخبين الأول والأولمبي وتبرز هنا أسماء: أسامة أومري ويوسف محمد وعبد الهادي شلحة وعبد الرحمن بركات ومحمد الحلاق ومازن العيسى ومؤيد العجان ومؤيد الخولي وأنس عاجي وعمرو جنيات إضافة لدوليين سابقين كعبد القادر دكة.
وعدد من اللاعبين الشبان الذين كانوا مع منتخب الشباب كلؤي شريف.
هذه التشكيلة من الأسماء التي تضم لاعبين مكتنزي الخبرة، ولاعبين مخضرمين ولاعبين موهوبين تضع الفريق على خط واحد من المنافسة مع الفرق الأخرى التي دفعت العير والنفير لنيل اللقب، ويمكننا تلخيص المنافسة على اللقب بين أربعة أو خمسة فرق أحدها الوحدة.
ولا أظن أن ما فقده الوحدة من نقاط حتى الآن سيبعده عن المنافسة، لكنه سيزيد من مهمته صعوبة لتعويض ما فقده شريطة ألا يفرّط بالنقاط السهلة وعليه أن يستغل صراع الكبار لمصلحته.

الهزة الارتدادية
لا يمكننا نسيان الحالة النفسية التي عاشها الفريق وهو ينتظر نتائج الانتخابات وعاش فيها حالة الصراع بين الأقطاب المتنافسة، ولا ننكر الهزة الارتدادية التي حدثت نتيجة الانتخابات باستقالة الكادرين الإداري والفني قبل لقاء الجزيرة بـ(48) ساعة، ولا يفوتنا أن الحظ وحده أوقع الفريق في هذه المحنة بمواجهة أضعف الفرق وأسهلها فتجاوزها بيسر من دون أن تخلف أي آثار سلبية تعود على الفريق بالأذى.
لكن الخوف يبقى قائماً من الوضع الجديد إن كان تحت الرماد شيء يخفيه القدر لمستقبل الفريق.

المدرب الثالث
يدخل البرتقالي المرحلة السادسة من ذهاب الدوري بمدرب هو الثالث رسمياً للفريق، وعندما نتحدث عن مدرب جديد فإننا نتحدث عن طاقم فني وإداري جديد، وهذا ما درجت عليه العادة، أي أننا سنشهد تغييراً شاملاً بإدارة الفريق الفنية والإدارية، والمدرب الجديد هو اللاعب الدولي السابق إياد عبد الكريم الذي تدرج في صفوف فريق الشرطة بكل الفئات قبل أن ينتقل إلى الجيش الذي أحرز معه ألقاباً عدة، كما سبق له اللعب مع الوحدة.
وبعد اعتزاله اتجه إلى التدريب فدرب فرقاً من الدرجة الثانية قبل أن يحترف كمدرب مساعد في لبنان، ويعود إلى الوحدة من فريق العهد اللبناني الذي نال معه هذا الموسم بطولة الاتحاد الآسيوي.
الوحدة يضم لاعبين الآن هم من انتقاء المدرب رأفت محمد الذي اختار اللاعبين وأعدهم للدوري وشارك ببطولة دورة الولاء والوفاء وجاء وصيفاً لفريق حطين وقد خسر النهائي بركلة جزاء جاءت بالدقيقة 89.
وحقق في فترة الإعداد نتائج جيدة منها فوزه على تشرين 2/1 وعلى حطين2/1 وعلى الشرطة 4/1 وعلى الكرامة 3/صفر وعلى الوثبة بهدف، وأقام معسكراً بلبنان لعب فيه مباراة واحدة وتعادل فيها مع الأنصار بلا أهداف.
وفي الدوري قاد رأفت محمد الفريق في ثلاث مباريات ففاز على الجيش 1/صفر وعلى الساحل 2/صفر وخسر أمام تشرين صفر/3 قبل أن يستقيل مع طاقمه الفني إثر نتائج الانتخابات.
وقاد الفريق المدرب الثاني هيثم الشريف (كمدرب تصريف أعمال) في مباراتين مع الجزيرة، ففاز 5/2 وتعادل مع الشرطة سلباً، ولم يغير المدرب المؤقت من أمر الفريق أي شيء وسار على نهج المدرب السابق وتشكيلته وهو تصرف صحيح بالمطلق.

الاستقرار الفني
ودائماً الشيء المهم في العملية الكروية هو الاستقرار الفني، إدارة النادي الجديدة اختارت المدرب إياد عبد الكريم وهو مجهول على الصعيد المحلي، ولا ندري إن كان يعيش الحالة الكروية عندنا أم إنه سيفاجأ بالكثير من الأمور بسبب غربته الطويلة، ولا يمكننا الحكم على مستواه الفني وفكره التدريبي وانسجام اللاعبين معه ومع أسلوبه قبل أن نراه في الدوري في مباراتين أو أكثر على الأقل.
رهان الإدارة الجديدة قد يكون في محله وقد يكون غير ذلك، لكن الأهم هو الاستقرار الذي يولّد تطوراً في المستوى ويحقق الأهداف المرجوة إن لم يكن في هذا الموسم ففي المواسم المقبلة.
الأهم من كل هذا وذاك أن يعمل أبناء البرتقالي لمصلحة ناديهم وأن يقفوا خلف شعار النادي ولونه مؤيدين وداعمين ليستمر النادي بمسيرته الناجحة ويحقق كل أهدافه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن