ثقافة وفن

الفساد، والضمير، ومهنة الصحافة

| يكتبها: «عين»

هل يمكن توليد فكرة تلفزيونية ناجحة؟

أكثر من مرة، فُتح موضوعُ الأفكار الجميلة وآليات البحث عنها في برامج الإذاعة والتلفزيون، ومن عايش هذه المسألة في تاريخ المهنة، يكتشف أنها قديمة جديدة، وأن الذين تحاوروا حولها ينتمون إلى أكثر من جيل بدءاً من سنة ظهور التلفزيون وإلى اليوم.
وفي آخر حوار حول هذه النقطة بين بعض المهنيين، عاد السؤال يطرح نفسه، وعادت العقبات نفسها، التي تتحدث عن ضرورة العمل بعقلية جديدة، أو فإن المحاولات تؤدي إلى نتيجة محبطة. ومن تلك الأفكار التي مرّت:
– إنه لن ينجح البرنامج الذي تحيط به الظروف نفسها!
ولكي لا يكون الحديث ضرباً من الخيال، سأحكي لكم على هذه الظروف التي جرى الحديث عنها، فهي أولاً: عقلية الشرطي والممنوعات في رؤوس العاملين من معدين، ومخرجين، ومذيعين، وأغلبهم يشتغلون بطريقة تعتمد على مبدأ أساسي مضمونه:
«يلعن أبو المهنية، المهم ما يتعب راسي»!
وهي ثانياً: إن المسؤول نفسه هو من يقيّدك في عمل برنامج ناجح، يقيدك رقابياً ومالياً، وقد يكون عن حسن نية، وهناك قاعدة في التلفزيون تقول: إذا سألت المسؤول عن فكرة جريئة فسيقول لك (بلاها أحسن)، لأنه هو بدوره لايريد أن يتعب رأسه!
وهناك مسؤولون في الإعلام، كانوا يتكفلون بالدفاع عن كل مهني يتقدم بأفكار جريئة وجديدة، على قاعدة أنه إذا لم تشتغل فأنت لا تخطئ، والعكس وارد، وهؤلاء الآن يتراجعون!
وهي ثالثاً: المردود، وأعتذر من أصحاب القرار، لأقول لهم إنهم بقرار التحول إلى مبدأ الكتلة المالية الواحدة، وبقرار وضع السقوف قبلها، وبقرار فصل البونات عن العقود، ومن قبل بقرار فصل العقود عن البونات عن المناسبات، والآن بفصل الرعاية عن الباقي، سدوا الأفق أمام المبادرة، فأنا من أصحاب القاعدة المنطقية التي تقول: من يعمل يجب أن يأخذ، ومن لا يعمل هو حر!
الذي حصل أن الجميع لا يعمل إلا بطريقة (تمشاية الحال)، لأن الجو السائد يقول له: لماذا تعمل وتجهد نفسك، والجميع يأخذ كتلته تزيد أو تنقص قليلاً، وغالباً ما يأخذ أكثر ذاك الذي لا يعمل بل يدبر حاله!
بقي الضمير. وبقي الانتماء إلى هذا الإعلام الوطني، فإما أننا نشتغل على قاعدة الإيمان بالمهنة وبالبلد، أو أننا جزء من الفساد!
نعم، أقول لكم صراحة: إنني إذا أخذت كتلة التعويضات، ولم أشتغل بضمير وطني ومهني، فأنا فاسد، فاسد، فاسد!
وهذا الكلام ينطبق على الجميع المسؤول والمهني، يعني من فوق لتحت في كل مؤسسة!

لون قميص المذيعة.. طربوشي!
اختلف الموظفون في الكونترول حول لون القميص الذي ترتديه المذيعة زهر يوسف، وبعد أخذ ورد خرجت إحداهن وقالت: هذا اللون طربوشي!

جلسة صراحة!
اتفق معدون ومخرجون في جلسة صراحة على أن أسماء البرامج المختلفة هي مجرد شكل، ومضمونها واحد، وقال أحدهم: حتى الأسماء لاعلاقة لها بالمضمون!

باليد
إلى المذيع نضال زغبور: إشارتك في الحلقة الأخيرة من برنامجك إلى ملاحظات سبق وتحدثنا عنها، وصلت إلينا، فقد لمسنا تغيرا نحو الوضوح، شكراً لك، والقصد مما نكتب أن نبقى مع شاشتنا لأنها معنا!
إلى فريق عمل الفضائية السورية: ونحن نتابعكم من دير الزور، قلنا إن التلفزيون يحتاج إلى شجاعة فعلاً!

سؤال وجواب في برنامج العين الساهرة:
سألت المذيعة، وقد أعدت نفسها جيداً لظهور جيد في التقديم، سألت المسؤول في قسم الشرطة الذي يرافقها:
– ماذا تقول للشرطة؟ فرد على سؤالها قائلاً:
– اللـه يخلينا ياهن!
أقترح تدريس هذا النوع من الأسئلة كنموذج ضار في البرامج!

المعد والناس!
قبل موعد برنامج أبعاد الحدث بيوم أو يومين تقوم المذيعة التي تعد البرنامج بطرح فكرة الحلقة على صفحتها، وجرى تفاعل مهم معها حول الموضوع، ولأنها تحترم المشاهد، أخذت بعض الأفكار الضرورية بعين الاعتبار عندما ظهرت الحلقة!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن