عربي ودولي

السلطة القضائية: مثيرو الشغب ارتكبوا أعمالاً وحشية وغوغائية … عودة الهدوء إلى معظم المدن الإيرانية

| الميادين - روسيا اليوم - سانا - رويترز

بعد تدخل الحكومة الإيرانية السريع لضبط الأحداث التي شهدتها بعض المناطق إثر رفع أسعار الوقود وبعد توزيع المساعدات المعيشية للمواطنين التي أمر بها الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال متحدث باسم الهيئة القضائية الإيرانية أمس: إن الاحتجاجات التي شهدتها إيران بسبب رفع أسعار الوقود الأسبوع الماضي انحسرت.
وأكد المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي عودة الهدوء إلى المدن الإيرانية بفضل جهود قوات الشرطة ووعي الشعب الإيراني داعياً المواطنين إلى الإبلاغ عن مثيري الفتنة والشغب والمخربين إلى الأجهزة الأمنية والقضائية.
وأظهرت تسجيلات مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أن الاحتجاجات كانت مستمرة بشكل طفيف في عدة مدن مساء الإثنين إلى أن انتهت فعلياً صباح الثلاثاء.
وقال المتحدث القضائي في مؤتمر صحفي «عاد الهدوء إلى البلاد».
وقالت السلطات: إنه سقط العديد من القتلى منهم أفراد من قوات الأمن والشرطة في الاحتجاجات التي بدأت يوم الجمعة بعد إعلان رفع أسعار البنزين وألقي القبض على نحو ألف من مثيري الشغب.
كما ذكرت وكالة الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أن ثلاثة من أفراد قوات الأمن قُتلوا طعناً قرب طهران.
وقال التلفزيون الرسمي إن جنازات رسمية ستقام للقتلى من أفراد الأمن وإن آلاف الإيرانيين نظموا تجمعات في عدة مدن لإدانة الاضطرابات.
وحذر الحرس الثوري الإيراني الإثنين مثيري الشغب من إجراء حاسم إذا لم تتوقف الاضطرابات.
بدوره قال قائد شرطة طهران العميد حسين رحيمي: إن مثيري الشغب ارتكبوا أعمالاً وحشية وغوغائية في العاصمة طهران خلال الأيام الماضية وألحقوا الكثير من الضرر بالممتلكات العامة والخاصة.
وأضاف رحيمي في تصريح أنه «تم إلقاء القبض على الكثير من مثيري الشغب وسنلقي القبض على كل من شارك في هذه الفوضى».
هذا وخرجت حشود شعبية في مدينة تبريز تعبيراً عن دعمها للحكومة الإيرانية ورفضها عمليات تخريب الممتلكات العامة التي رافقت الاحتجاجات الأخيرة.
وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي قال إن نحو 80 بالمئة من المشكلات التي أدت إلى خروج المحتجين تم حلها في حين يتم العمل على حلها جميعاً في الساعات المقبلة مشيراً إلى أن أحد أهداف خطة تعديل سعر البنزين السعي لتطبيق العدالة الاجتماعية أو على الأقل التحرك بهذا الاتجاه.
كما كان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي دعا المسؤولين الإيرانيين إلى الحدّ من انعكاسات قرار رفع أسعار الوقود.
وشدّد خامنئي على أن الرقابة على أسعار السلع الأخرى ضرورية لأن «الغلاء يسبّب مشاكل للمواطنين»، وهو إذ أيّد قرار السلطات الثلاث رفع سعر المحروقات دعا الشباب إلى «عدم الانجرار وراء المخربين».
وأشار الخامنئي إلى أن أعداء إيران الذين لطالما دعموا أعداء الثورة وأعمال التخريب والشغب في البلاد يفعلون ذلك الآن أيضاً محذراً من أن الاضطرابات يمكن أن تعزز وتفاقم مشاكل أي بلد ومجتمع وأي إنسان عاقل يحب بلده لا يلجأ لهذه الأساليب.
وفي موقف بعيد عن الواقع يهدف إلى تسويق صورة مزيفة عن الاضطرابات، أبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان «قلقه العميق من استخدام قوات الأمن الإيرانية الذخيرة الحية ضد المتظاهرين» وحث السلطات على الحد من استخدام القوة لتفريق الاحتجاجات.
وقال المتحدث باسم المكتب روبرت كولفيل في إفادة بجنيف: إن المكتب وصلته تقارير عن أن «عدد القتلى في مظاهرات إيران بالعشرات»، مضيفاً إن حجم الضحايا «خطير للغاية على نحو واضح».
من جهة أخرى أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي عزم إيران مواصلة خفض التزاماتها في إطار الاتفاق النووي حتى تحقيق مصالحها.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية إرنا عن عراقجي قوله خلال لقائه وزير خارجية هولندا استيف بلوك: إن تقليص إيران تعهداتها بموجب الاتفاق يتم وفقا لبنوده وذلك بهدف الحفاظ على مصالح الشعب الإيراني مضيفاً إن هذه الخطوات ستتواصل حتى استيفاء حقوق إيران.
وكانت الدول الأوروبية تعهدت عقب الخروج الأميركي الأحادي من الاتفاق النووي العام المنصرم بالتعويض عن تأثيرات هذا الأمر وبأن تتمكن إيران من الاستفادة من مزايا الاتفاق النووي ورغم مرور نحو 18 شهراً لم تترجم هذه الوعود على أرض الواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن