أكّد مركز أبحاث أميركي أن تنامي دور روسيا في منطقة الشرق الأوسط جاء بعد وقوفها إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب، معتبراً أنه على أميركا أن تستعد لوجود روسيا في كل مكان.
وأشارت صحيفة «فوينيه أوبزرينيه» الروسية في مقال لها، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني إلى أن مركز الأبحاث الأميركي RAND Corporation، نشر تقريراً لافتاً بعنوان «فهم التدخل الروسي في سورية»، مبينة أن خبراء المركز، يؤكدون في التقرير، أن إدخال القوات الروسية إلى سورية في العام 2015 أصبح ممكنا بسبب تضافر فريد لجملة من الظروف.
وبينت الصحيفة أن «الخبراء مقتنعون بأن الظروف، في أي بلد آخر وضعه مماثل، كأفغانستان أو اليمن أو ليبيا، لم تكن لتتيح إدخال القوات الروسية، لذلك لم تتدخل موسكو في النزاع الليبي أو اليمني».
وأوضحت الصحيفة أنه «بالنسبة للصراع في أفغانستان، المملوء بالمخاطر الجدية لروسيا، بما في ذلك التهديد الإرهابي وزعزعة استقرار الوضع في جمهوريات آسيا الوسطى السوفييتية سابقاً، فإن موسكو لا تزال تفضل عدم التدخل فيه.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الخبراء الأميركيين يخلصون في تقريرهم إلى استنتاجين رئيسين وحاسمين، الأول: إنه يجب على الولايات المتحدة أن تفهم أن روسيا لن تتردد بعد اليوم في حماية مصالحها الوطنية خارج الفضاء السوفييتي السابق، والثاني: إنه يجب على الجيش الأميركي أن يكون مستعداً لوجود القوات الروسية في جميع المناطق الساخنة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومناطق أخرى من العالم».
وأضافت الصحيفة: إنه «على الرغم من أن عددها لن يكون كبيراً، فإن القوات الروسية ستؤكد وجودها، خاصة في البلدان التي لدى موسكو فيها خطط سياسية أو اقتصادية».
وتساءلت الصحيفة عن «عواقب» مشاركة روسيا في الأعمال القتالية ضد الإرهاب في سورية؟ وأوضحت أنه بمقارنة نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، قبل الأزمة السورية وبعدها، يمكن رؤية إلى أي مدى تعززت مكانتها، ومدى جدية ذلك في مجال سياسات الشرق الأوسط، مضيفةً، «والآن، لا يقتصر الحديث على العواقب السياسية والعسكرية، مثل ظهور قواعد عسكرية جديدة في منطقة ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لروسيا، إنما مكاسب اقتصادية مباشرة».
واختتمت الصحيفة حديثها بالقول: «لذلك، لا ينبغي القول: إن المخاوف الأميركية بشأن تنامي نفوذ روسيا في الشرق الأوسط (…) لا أساس لها».