عربي ودولي

تنديداً بدور واشنطن في تعميق الأزمة الاقتصادية … اللبنانيون يتظاهرون أمام السفارة الأميركية

| الميادين - أ ف ب - روسيا اليوم - رويترز - سانا

نظم مواطنون لبنانيون صباح أمس تظاهرة أمام السفارة الأميركية في منطقة عوكر شمال العاصمة بيروت وسط حضور أمني مكثف.
وأكد بيان الدعوة إلى التظاهرة أن هذا التحرك يأتي رفضاً للتدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية، وأبرزها الأميركي، إضافة إلى التنديد بدور الولايات المتحدة الفاعل في تعميق الأزمة الاقتصادية اللبنانية.
وكان السفير السابق في لبنان جيفري فيلتمان حاول تحريض الشعب والجيش اللبنانيين على حزب الله في محاولة ابتزاز واضحة بربط الدعم الأميركي للجيش والدعم الدولي لاقتصاد لبنان، بعزل الحزب ورفض سياساته داخل الحكومة، وخصوصاً المتعلقة بخيار المقاومة.
وقدم فيلتمان تحليله للوضع في لبنان إثر الاحتجاجات الشعبية التي بدأت قبل 38 يوماً، أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا والإرهاب الدولي، التابعة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، في جلسة بعنوان «ما التالي للبنان؟ دراسة تداعيات الاحتجاجات الحالية».
وخلال الوقفة الاحتجاجية رفع أحد المتظاهرين العلم الفلسطيني وعلقه على سياج التعزيزات الأمنية حول السفارة الأميركية. كما أحرق المتظاهرون العلمين الأميركي والإسرائيلي أمام مبنى السفارة.
وكان هاشتاغ فيلتمان سفير الفتنه قد تصدر قبل يومين مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، واعتبر المغرّدون أن التدخل الأميركي في شؤون لبنان مرفوض كلياً، مؤكّدين أن أصعب ما قامت به أميركا هو أنها «استخدمت الغطاء المعيشي الصعب لتنفيذ أهدافها خلف المطالب المحقّة».
في سياق متصل نظمت في مدينة صور جنوب لبنان أمس وقفة تضامنية مع المقاومة ورفضاً للتدخل الأميركي.
وشددت الكلمات التي ألقيت في الوقفة على رفض أي تدخل أجنبي في الشؤون اللبنانية وخصوصاً التدخل الأميركي عبر فيلتمان مؤكدة التمسك بالمقاومة الوطنية اللبنانية التي صنعت العز والكرامة في مواجهتها للعدو الإسرائيلي.
وردد المشاركون شعارات تندد بالتدخل الأميركي في لبنان والإجراءات الاقتصادية القسرية الأميركية المفروضة عليه.
كما أكد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية محمد فنيش أن الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية ما يحصل حالياً في لبنان من خلال تدخلها الفاضح في شؤونه الداخلية.
وقال فنيش في كلمة في بلدة البابلية قضاء النبطية: إن «الإدارة الأميركية تتربص بلبنان وتحاول توظيف أي حدث وتحويله ضد مصلحته ووحدته واستقراره وهمها الوحيد تحقيق مصالحها ونفوذها ودورها في خدمة مصالح الكيان الصهيوني».
ووصف فنيش تصريحات السفير الأميركي الأسبق في لبنان بأن ما يحصل يشكل إضعافاً للمقاومة في نفوس اللبنانيين بأنها تؤكد «فشله وجهله وتطمئن بأن عدونا لا يزال على غبائه ولا يعرف حقيقة المجتمع اللبناني وبيئة المقاومة ومدى تمسكها بخيار المقاومة».
بدوره أكد عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان في كلمة في مدينة صور قيام أطراف خارجية وداخلية باستغلال الحراك المطلبي في لبنان للنيل من موقع بعض المسؤولين السياسيين داعيا إلى تحريك عجلة القضاء وتضافر جهود الجميع للخروج من الأزمة الراهنة.
بدوره قال الوزير اللبناني السابق كريم بقرادوني: إن «الاستشارات النيابية الملزمة في لبنان لتسمية رئيس مكلّف تأليف الحكومة ستبدأ الأسبوع المقبل».
وأكد بقرادوني خلال مقابلة على قناة «الميادين»، أن «تأليف الحكومة في لبنان لن يطول وسيحصل قبل نهاية العام»، مشيراً إلى أن «الاتجاه اليوم في لبنان لتأليف حكومة تكنوسياسية من 24 وزيراً يتسلم مختصّون معظم حقائبها».
وأوضح أن رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري، «لن يؤيد إلاّ شخصه لتأليف الحكومة العتيدة في لبنان». ولفت إلى أن رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، «لا يريد ترك لبنان في فراغ حكومي لمدة طويلة ويريد مواءمة التكليف والتأليف».
وأضاف بقرادوني: إن «الحَراك الشعبي في لبنان عابر للطوائف للمرة الأولى ويحافظ على سلميته رغم رقعة انتشاره الواسعة»، معتبراً أن السفير الأميركي الأسبق في لبنان، جيفري فيلتمان، «يتعاطى مع لبنان بمنطق التحريض على الحرب والانقسام».
وأشار إلى أن «الأميركيين يسعون إلى اختلاق صدام بين الجيش اللبناني وحزب الله»، موضحاً أن «العقوبات الأميركية على لبنان هدفها نزع سلاح وتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل».
واعتبر بقرادوني أن «القوة التي يملكها حزب الله هي التي تمنع إسرائيل من اجتياح لبنان». وشدد على أن «قدرة حزب الله العسكرية وتفاهمه مع الجيش اللبناني يمنعان أي فكرة إسرائيلية لاجتياح لبنان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن