رياضة

منتخبنا الناشئ… اتهامات… تحتاج إلى تحقيق … عساف : استلمت المنتخب بلا إعداد وبغياب نصفه

ناصر النجار :

قضية خروج منتخبنا الناشئ الصغير من التصفيات الآسيوية يجب ألا تمر مرور الكرام، ومن المفترض أن تتعامل معها القيادة الرياضية بكل حسم، وصولاً للمحاسبة المطلوبة.
صدمتنا بالخروج كانت كبيرة، وخصوصاً أن منتخبنا الذي سبقه وصل إلى المونديال، لكن صدمتنا بتصريحات مدرب منتخب الناشئين عساف خليقة كانت أكبر، وخصوصاً أن كل كلامه مملوء بالاتهامات لمن سبقه، أيده به الجهاز الفني.
الاتهامات وجهها خليفة إلى مدرب المنتخب السابق، ونحن ندونها كما قالها بالتفصيل، من دون أي تدخل، ونفتح المجال للمدرب السابق محمد العطار ليرد على هذه الاتهامات وهو حقه، عملاً بمبدأ الرأي والرأي الآخر، وإلى تفاصيل هذه القضية.

الإعداد البدني
يقول عساف: استلمت المنتخب في حالة يرثى لها من الإعداد البدني والفريق كله غير مؤهل بدنياً وفنياً، والمدرب السابق كان يتعامل مع اللاعبين على مبدأ الخيار والفقوس، لذلك كان أغلبهم بحالة نفسية سيئة، وأفضل اللاعبين عمار رمضان (طفش) من سوء المعاملة.
لم يكن من خيار أمامي إلا البدء مع المنتخب من جديد لحرق الوقت، لكن المشكلة الأكبر أننا خسرنا خمسة لاعبين، هم خط الدفاع بالكامل مع الحارس لكونهم أكبر من عمر الناشئين وذلك بعد الفحص الطبي، وهنا نسأل: لماذا لم يتم فحصهم عند اختيارهم في بداية الأمر، مع العلم أنهم تمرنوا مع العطار ثلاثة أشهر قبل أن أستلمهم؟

الإصابات
اللاعبون كانوا يتساقطون الواحد بعد الآخر جراء الإصابات، وذلك لسوء التحضير والإعداد البدني، ولسوء المعالجة الطبية، وكانت مشكلة كبيرة واجهناها، وقد خسرنا الكثير من اللاعبين جراء الإصابات العضلية والبدنية التي تعرضوا لها سواء في فترة التحضير البسيطة التي لم تتجاوز ـ25 يوماً، أو أثناء التصفيات, والمشكلة الأخرى الكبيرة أن الفريق كان مقسوماً لقسمين، قسم أساسي له كل شيء، والاحتياط كان بمنزلة المتفرج، وعندما سألت الجهاز الفني عن سبب التفاوت بين اللاعبين، قالوا لي: المدرب اعتمد على 11 لاعباً فقط في المباريات وفي الاهتمام!

التحضير
الفترة التحضيرية القصيرة حاولنا فيها تدارك الحالة البدنية، عبر تمارين الحديد والقوة التي لم يعرفها المنتخب ولم تكن في فترة الإعداد، وزججت بكل اللاعبين في معسكري لبنان وإيران للاطلاع على مستواهم، ومحاولة إجراء معالجات سريعة لتعويض التراجع، لكن للأسف لم تكن هذه الفترة كافية لإنعاش الفريق وترميمه أو تطويره، لذلك دخلنا التصفيات على أمل أن يتجاوب معنا اللاعبون قدر الإمكان.

سلبيات
أثناء البطولة اكتشفنا الوضع النفسي السيئ لبعض اللاعبين، فالمنتخب كان يفتقد الإعداد النفسي، وعلى سبيل المثال كانت (الغيرة) أساس التعامل بين اللاعبين والتنافس السلبي هو الأساس بينهم، فأحد اللاعبين لم يرم نفسه في منطقة الجزاء حتى لا يسجل غيره هدفاً من جزاء! وآخر لا يمنح غيره فرصة التسجيل ولو أضاع مئة فرصة، وهذا كله مثبت لدينا بالأدلة والتسجيل، والمباراتان في الكويت تشهدان على ذلك.
لذلك لم يكن بالإمكان فعل شيء بالكويت، رغم أن الفوز على أفغانستان والكويت كان ممكناً لو لم نخسر تسعة لاعبين دفعة واحدة، مع العلم أن منتخبي أفغانستان والكويت كانا محضرين بشكل جيد، وأفغانستان عسكر في اليابان، وتعادل مع منتخبها.
وقدمنا اعتراضاً على أفغانستان لأننا نظن أن أعمارهم أكبر من المطلوب.
أخيراً

لا أسوق هذه الملاحظات لأدافع عن نفسي شخصياً، أو لأتنصل من المسؤولية، لكنها حقائق يجب أن يعرفها الجمهور والقائمون على كرة القدم، لا ألوم اللاعبين، فهم صغار وتنقصهم الثقافة الكروية، وهم بحاجة إلى إعداد نفسي جيد، حتى يمكن الاستفادة منهم، واتحاد كرة القدم وفر لنا معسكرين واجتهد لغيرهما ولم يفلح.

رأي «الوطن»
ترى «الوطن» أن اتحاد كرة القدم يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى لعدم عنايته بالقواعد، وهذا أولاً، ولعدم اهتمامه بالمنتخبات وهذا الأهم، وأعتقد أن دور الاتحاد لا يقتصر على التعيين وعلى الاتصالات وتأمين المباريات والمعسكرات والجوازات والتجهيزات، فهناك المتابعة على أرض الميدان في التمارين والمعسكرات وغيرها، وهي من اختصاص عضو اتحاد اللعبة المشرف، وأظن أن هذا العضو لم يؤد مهمته كما يجب، ولو كان كذلك لما وصل المنتخب إلى ما صل إليه.
لجنة المنتخبات الوطنية تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية وإذا كانت مشكورة تصب كل جهدها وتحشد كل قواها للمنتخب الأول، فإن المنتخبات القاعدية تحتاج أكثر مما يحتاجه المحترفون، وعلى العموم لم تحسن لجنة المنتخبات قيادة منتخباتنا القاعدية، والنتائج والأداء أيضاً، دليل على ما نقول، وها هو المنتخب شاهد على ما نقول، وكذلك منتخب الشباب.
وإذا كان اتحاد كرة القدم ولجنة المنتخبات حشدا من حشدا للسفر والسياحة والاستجمام في قطر والسعودية وعمان ثم تشيلي، فكان الأولى بهما أن يحشدا جهودهما لبقية المنتخبات، وبصراحة تامة لم تجد هذه المنتخبات أدنى اهتمام، ولو كان موجوداً لتوافر لمنتخبنا الصغير معالج نفسي ومرشد اجتماعي لمعالجة الأمراض النفسية السلبية التي كانت أحد أسباب إخفاق المنتخب في الكويت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن