سورية

«حظر الكيميائي» تبدأ مؤتمرها السنوي.. وروسيا: لا لمشاركة «الخوذ البيضاء» الملطخة بالكذب … سورية تدعو إلى الاسترشاد بمبدأ الانفتاح والشفافية

| وكالات

دعت سورية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى «الاسترشاد بمبدأ الانفتاح والشفافية، الذي يميز أنشطة المنظمة»، وشددت على أن المنظمات غير الحكومية يجب ألا تطلق أي اتهامات ضد دولة معينة ولا ينبغي لها نشر آراء وبيانات كاذبة لمصلحة طرف غريب، في حين شددت روسيا على عدم السماح، للمنظمات غير الحكومية التي تنشر الأكاذيب بالمشاركة في مؤتمر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وعلى رأسها منظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية.
وبدأت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أمس، مؤتمرها السنويَّ في لاهاي والذي سيشهد على الأرجح مواجهة جديدة بين روسيا والقوى الغربية، حسب وكالة «ا ف ب».
وذكرت وكالة «سبوتنيك» أن ممثل سورية الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بسام صباغ دعا إلى «الاسترشاد بمبدأ الانفتاح والشفافية، الذي يميز أنشطة المنظمة».
ونقلت الوكالة عن صباغ قوله: إنه «يحق للدول أن تقرر من تدعو ومن لا تدعو للمشاركة في أعمال المؤتمر. هناك مبدآن أساسيان: أهمية أنشطة المنظمة وعملها، وحقيقة أن هذه المنظمات يجب ألا تطلق أي اتهامات ضد دولة معينة ولا ينبغي لها نشر آراء وبيانات كاذبة لمصلحة طرف غريب. نعلم أن بعض المنظمات تعرقل أنشطة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتنشر الأكاذيب، وتوجه اتهامات لا أساس لها، ما يتعارض مع أهدافنا».
وأشار صباغ إلى أن 87 منظمة غير حكومية، تشارك في مؤتمر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
بدوره رحب ممثل روسيا الدائم لدى المنظمة، ألكسندر شولغين في تصريح نقلته «سبوتنيك»، بمشاركة ممثلي المجتمع المدني في مؤتمر الدول الأعضاء بالمنظمة، مؤكداً في الوقت نفسه، على عدم السماح للمنظمات غير الحكومية التي تنشر الأكاذيب بالمشاركة، وعلى رأسها ممثلو منظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية.
وقال شولغين: «تؤيد روسيا تأييداً كاملاً مشاركة ممثلي المجتمع المدني في اجتماعات الهيئة العليا لإدارة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، هذا أمر حتمي، من المهم الاستماع إلى رأي المنظمات غير الحكومية، المهتمة بالعمل البنّاء والفعّال لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية كما يبدو داخل هذه الجدران».
وأضاف: «إنه ومع ذلك، هناك منظمات غير حكومية لا تمتنع عن تقديم المساعدة فحسب، بل وحتى تضرّ بمنظمتنا، وغالبا ما يدخل التسييس غير المبرر في أنشطتها التقنية».
ولفت شولغين إلى أن «هناك هياكل تعمل على نشر الأكاذيب بشكل صريح، وتطلق اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد بعض الدول المشاركة، وهم (هذه الهياكل) يفعلون ذلك ليس بسبب ما تمليه عليهم ضمائرهم، بل انطلاقا من تنفيذ أجندات سياسية معينة، وهذا لا يتم بالمجان».
وتابع شولغين قائلاً: «إذا اتبعنا طريق القبول المفتوح للمنظمات غير الحكومية في اجتماعات منظمتنا، دون الاستماع إلى رأي الدول المشاركة بشأن قبولهم، يمكن أن تندس هياكل سيئة للغاية في صفوف ممثلي طبقات واسعة من المجتمع المدني، فمثلاً المنظمة الإنسانية السورية الزائفة «الخوذ البيضاء» ملطخة بالكذب والاحتيال بشكل علني، وهي على اتصال بالجماعات الإرهابية بمنطقة الشرق الأوسط».
وتأسست «الخوذ البيضاء»، في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أميركي، وتعد فرعاً لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، وتعمل في مناطق سيطر المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب.
وكشفت العديد من الوثائق التي عثر عليها الجيش العربي السوري في المناطق التي حررها من الإرهاب، حيث يعمل أفراد «الخوذ البيضاء»، قيامهم بالتحضير والترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وهذا ما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق عدة مرات وفي مناطق بحلب لاتهام الجيش العربي السوري.
وفي وقت سابق من يوم أمس رجحت «أ ف ب» أن يشهد مؤتمر المنظمة مواجهة جديدة بين روسيا والقوى الغربية، مشيرة إلى أن المحققين سيكشفون على الأرجح للمرة الأولى المسؤولين عن هجمات كيميائية في سورية.
وأشارت الوكالة إلى أنه من المنتظر أن يصدر أول تقرير لفريق المحققين المكلفين تحديد المنفذين المفترضين للهجمات التي وقعت في سورية في بداية العام، وهو احتمال يثير أساساً توتراً بين الدول الأعضاء في المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها.
وخلال هذا الاجتماع الأساسي الذي يستمر حتى يوم الجمعة، تهدد موسكو بعرقلة التصويت على ميزانية المنظمة للعام 2020 إذا تضمنت تمويلاً لفريق المحققين.
وقالت الوكالة: «يمكن أن تسبب عرقلة تبني الميزانية مشاكل خطيرة للمنظمة وإن كانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ترى أنها تتمتع بدعم كاف لتبنيها بأغلبية واسعة».
وشككت روسيا باستمرار في حقيقة الهجمات الكيميائية في سورية ورفضت تقرير المنظمة الذي زعم استخدام مادة الكلورين في هجوم استهدف مدينة دوما في الغوطة الشرقية نيسان 2018 واتهمت منظمة «الخوذ البيضاء» بإعداد مقطع الفيديو عن الهجوم لاتهام الجيش العربي السوري.
وسبق أن شبهت روسيا المنظمة بالسفينة «تايتانيك في طور الغرق»، واتهمتها بالمبالغة في تسييس عملها.
وفي وقت لاحق ذكرت «أ ف ب» أن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس، دافع في خطاب خلال افتتاح المؤتمر عن تقرير لمحققيه حول هجوم مزعوم بهذا النوع من الأسلحة في سورية.
يأتي دفاع أرياس رغم نشر موقع ويكيليكس في نهاية الأسبوع رسالة إلكترونية لأحد أفراد الفريق الذي حقق في هجوم كيميائي مفترض وقع في مدينة دوما متهماً المنظمة بإخفاء مخالفات.
كما كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أول من أمس أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تلاعبت بتقرير حول هجوم كيميائي مزعوم في مدينة دوما.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن