سورية

نائب سابق لمدير «سي آي إيه»: سياسة ترامب في سورية دمّرت النفوذ الأميركي

| الوطن - وكالات

أقر النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، جون مكلوغلين، بفشل سياسة الرئيس دونالد ترامب في سورية، معتبراً أنها أدت إلى تدمير النفوذ الأميركي، على حين أصبحت روسيا الوسيط الأكثر نفوذاً في الشرق الأوسط.
وفي مقال كتبه مكلوغلين، في موقع «OZY» الأميركي عن تخبط السياسة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس ترامب، رأى وفق موقع «الميادين نت» الإلكتروني، أن السياسة الخارجية الأميركية قد دخلت في نفق محيّر وخطير كنتيجة لسوء الإدارة والتخبط والاضطرابات السياسية في واشنطن ووزارة الخارجية التي تعاني من نقص الموظفين والإرباك.
واعتبر مكلوغلين، أنه من المستحيل العثور على إستراتيجية متماسكة أو هدف قابل للتحقيق في السياسة الخارجية الأميركية، لافتاً إلى أن هذا ليس مجرد أمر محرج ومأساوي بالنسبة للولايات المتحدة، ولكنه أيضاً ضار للعالم لأن ما تفعله الولايات المتحدة يؤثر على الجميع.
وأضاف: «لكي نكون منصفين، هناك دائماً جزء من السياسة الخارجية للولايات المتحدة يعاني من اضطراب أو قصور عن تحقيق هدفها»، معتبراً أن «ما هو فريد اليوم هو أن كل شيء تقريباً يبدو معطلاً أو فاشلاً أو خارج التركيز».
وأوضح أن «نظرة سريعة حول العالم، تشير إلى أن ترامب قد انسحب العام الماضي من الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تفاوض عليه الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران، قائلاً: إن الاتفاق كان متساهلاً للغاية وأنه يريد اتفاقاً أكثر صرامة».
وأشار مكلوغلين إلى تأرجح تصريحات ترامب بين القول بأن الولايات المتحدة ستغادر سورية والقول إنها ستحتفظ بعدد صغير من القوات هناك.
ولفت النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى أنه «في هذه الأثناء، تشغل القوات الروسية قاعدة أميركية سابقة في سورية»، مشيراً إلى ما قاله جنود أميركيون في سورية لمراسل شبكة «إن بي سي» الأميركية: إنهم «يشعرون بالخجل والغموض» بسبب ما يحدث.
وقال: «أصبحت موسكو الوسيط الأكثر نفوذاً في الشرق الأوسط»، وأضاف: «لقد كانت سورية مأساة قبل ترامب، لكن أخطاءه جعلتها أسوأ وأدت إلى تدمير النفوذ الأميركي».
وأشار مكلوغلين إلى أنه «في جوار سورية، لم تكشف إدارة ترامب بعد عن خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية الموعودة منذ فترة طويلة»، لافتاً إلى أن صهر ترامب و«كبير المفاوضين» من جانب واشنطن، غاريد كوشنير، «كشف فقط عن مقترحات اقتصادية (ورشة المنامة)» مرجحاً أن تولد تلك المقترحات «ميتة».
واعتبر، أن أسباب ولادتها ميتة كثيرة، من بينها «الغضب الفلسطيني من قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس وعدم رغبة العرب الآخرين بالمصادقة من دون وضوح على قيام الدولة الفلسطينية، وكل ذلك يتفاقم بسبب الاضطرابات المستمرة، ناهيك عن إعلان البيت الأبيض الأخير أنه لم يعد يرى المستوطنات الإسرائيلية في المناطق المحتلة باعتبارها انتهاكات للقانون الدولي».
ولفت إلى أن مما يدعو للدهشة، أنه «حتى أكبر مسؤول في الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية (ديفيد شينكر) قد أخبر الكونغرس قبل أسبوعين بأنه لا يعرف ما هو مدرج في خطة السلام تلك».
واعتبر مكلوغلين الأستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، أنه «لا شك أن المحترفين المتفانين في وكالات الإدارة (الأميركية) المختلفة يعملون بجد لتحقيق نتائج في مصلحة أميركا، لكنهم يفتقرون إلى عنصرين أساسيين: القيادة ومسار العملية».
وأضاف: «لأن الجميع يأخذون زمام المبادرة من البيت الأبيض، لا يمكن أن يكون هناك دافع ثابت نحو الأهداف عندما يتصرف الرئيس على تغيير الدوافع»، معتبراً أن عملية تشكيل السياسة الخارجية وتنفيذها تتطلب ثبات القيادة والممارسة في مجلس الأمن القومي، الذي مر عليه أربعة قادة منذ ثلاث سنوات.
وختم قائلاً: «السياسة الخارجية الناجحة هي نتيجة عمل شاق حقاً، أي جهد مستنير ومستدام ينظم جميع أدوات فن الحكم الأميركي نحو هدف محدد جيداً. فالسياسة الخارجية ليست مجرد تمني الأفضل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن