سورية

دعت «منظمة الحظر» للاعتماد على الحقائق والموضوعية.. وحذرت القيادات الكردية من الانخراط بـ«ممارسات مريبة» … روسيا تؤكد تحضير الإرهابيين لاستفزازات كيميائية في إدلب

| وكالات

حثت روسيا قيادات الأكراد على تنفيذ التزاماتهم المتعلقة بمذكرة سوتشي بشأن شمال شرق سورية، وحذرتهم من الانخراط في «ممارسات مريبة»، وبنفس الوقت أكدت وجود تحضيرات يقوم بها الإرهابيين لتنفيذ استفزازات جديدة باستخدام سلاح كيميائي في إدلب، داعية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلى الاعتماد على الحقائق والموضوعية وعدم السماح لأي دولة بالتدخل في عملها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي مع نظيره الآيسلندي في موسكو، حسب وكالة «سانا»: «هناك معلومات مؤكدة حول التحضير لاستفزاز جديد باستخدام سلاح كيميائي في إدلب بمشاركة منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية».
ودعا لافروف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلى الاعتماد على الحقائق والموضوعية وعدم السماح لأي دولة بالتدخل في عملها، لافتاً إلى أن تقرير المنظمة الأخير حول حادث الكيميائي المزعوم بدوما يتسم بعدم النزاهة.
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير لها، منذ أيام، أن بريداً إلكترونيا مسرباً أوضح أن منظمة حظر الكيميائي، تلاعبت بتقرير حول هجوم كيميائي مزعوم في دوما في نيسان عام 2018 لاتهام الجيش العربي السوري به وتبرير العدوان الثلاثي الأميركي والبريطاني والفرنسي ضد سورية آنذاك.
من جهة ثانية، قال لافروف خلال المؤتمر الصحفي وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «لا توجد لدينا معلومات بأن تركيا تعتزم انتهاك مذكرة سوتشي بشأن شمال شرق سورية».
وأضاف: «أنصح «قوات سورية الديمقراطية» والقيادة السياسية الكردية عموماً بالوفاء بوعودهم، لأننا فور إبرام مذكرة 22 (تشرين الأول) حصلنا على الموافقة على تنفيذها من رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد وكذلك من القيادة الكردية، التي أكدت بقوة أنها ستتعاون (في تنفيذها)».
وشدد لافروف على أنه لا يمكن ضمان حقوق الأكراد إلا في إطار سيادة سورية ووحدة أراضيها، وحث «قوات سورية الديمقراطية» على الدخول في حوار شامل متكامل مع الحكومة السورية، معتبرا أن اهتمام الأكراد بهذا الحوار وبالمذكرة الروسية التركية قل بعد تراجع واشنطن عن قرار سحب قواتها من الشمال السوري.
وقال: «عندما أعلن الأميركيون رحيلهم عن سورية، عبر (الأكراد) على الفور عن استعدادهم لمثل هذا الحوار، ثم انتقلوا مرة أخرى إلى مواقف كانت غير بناءة إلى حد ما، لذا فإنني أنصح زملاءنا الأكراد بأن يكونوا ثابتين في مواقفهم ولا يحاولون بشكل انتهازي الانخراط في ممارسات مريبة».
على خط مواز، حذرت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها، من أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي يخطط بالتآمر مع ما يسمى منظمة «الخوذ البيضاء» للقيام باستفزازات باستخدام مواد كيميائية في محافظة إدلب.
وقال الوزارة في البيان: إن «شهوداً من أهالي بلدة سرمدا بإدلب، أكدوا في إفادات لهم أن أشخاصاً مجهولين وقافلة من ثلاث شاحنات محملة بحاويات كيميائية مختلفة وصلوا إلى المدينة برفقة إرهابيي التنظيم أوائل الشهر الجاري»، لافتة إلى أن الشهود، افادوا بأن «إحدى الشاحنات احتوت أيضاً على معدات فيديو احترافية وشظايا ذخيرة جوية ومدفعية».
وأوضحت الوزارة، أن «الإرهابيين يقومون بانتقاء أفراد من السكان المحليين للمشاركة في تصوير مشاهد ستقدم على أنها تظهر آثار الغارات الجوية واستخدام المواد السامة».
وأكدت أن الفيديوهات الزائفة التي يزعم أنها تظهر أهدافاً مدنية مدمرة بالغارات الجوية والقصف وتوثق الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في إدلب من المقرر نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي لاتهام الجيش العربي السوري والقوات الجوية الروسية.
وأشارت إلى أن المعلومات المتعلقة بإعداد إرهابيين من مجموعة يتزعمها الإرهابي المدعو «أبو مالك»، والتابعة لـ«جبهة النصرة»، وإرهابيين في «الخوذ البيضاء» لأعمال استفزازية، أكدتها عدة مصادر.
من جهة ثانية ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان آخر، أنه بناءً على طلب الجانب الفرنسي، أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، محادثة هاتفية مع وزير الدفاع الفرنسي فلورنس بارلي، جرى خلالها تبادل وجهات النظر حول الوضع في سورية، وكذلك الوضع الحالي للتعاون العسكري بين روسيا وفرنسا»، حسب موقع قناة «المنار» الإلكتروني.
في الغضون، أكد كبير الخبراء العسكريين لرئيس تحرير مجلة «الدفاع الوطني» إيغور كوروتشينكو، حسب وكالة «سبوتنيك»، أن المعلومات التي سبق أن كشفها الجيش الروسي حول استفزاز منظمة «الخوذ البيضاء» المرتقبة بالقرب من إدلب، ستمنع من حدوثها وبالتالي ستمنع معاناة المدنيين.
من جانبه، اعتبر خبير المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية، فلاديمير فيتين، أن منظمة «الخوذ البيضاء» ما هي إلا مجرد بيدق في لعبة كبيرة للدول الغربية.
وأوضح أن هدف الغرب الإطاحة بالحكومة السورية الحالية، ولهذا فإنهم يحاولون إطالة عمر الحرب، مبيناً أنه بفضل التدخل الروسي، لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم في بداية الأزمة، وفي نفس الوقت لم يتخلوا عن هدفهم، مشيراً إلى أن «الخوذ البيضاء» عبارة عن أداة ضمن هذه اللعبة.
من جهته، قال المستشرق الروسي وكبير الباحثين في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية يوري زينين: إن «الخوذ البيضاء يعملون في الأراضي التي لا يسيطر عليها الجيش الحكومي وكلما حقق الجيش السوري نجاحات أكبر، زادت الاستفزازات من جانبهم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن