سورية

مقتل 150 داعشياً في دير الزور.. وأكثر من 700 مسلح ومطلوب يسلمون أسلحتهم في درعا بعد إخفاق «عاصفة الجنوب» … موسكو: غاراتنا الستون قوضت قدرات الإرهابيين وتسببت بفرار 600 مرتزق مذعورين

الوطن – وكالات :

في الحصيلة الأولية لـ60 طلعة جوية نفذتها المقاتلات الروسية خلال الأيام الثلاثة الماضية على مجاميع تنظيم داعش الإرهابي استهدفت خلالها أكثر من 50 موقعاً من البنية التحتية للتنظيم في سورية، تقوضت القدرات المادية والتقنية للإرهابيين، ما دفع أكثر من 600 مرتزق إلى ترك مواقعهم «مذعورين» قاصدين أوروبا. وتوعدت موسكو بتكثيف وتيرة الضربات.
على خط مواز، تواصلت الاشتباكات بين قوات الجيش العربي السوري ومليشيا «جيش الإسلام» في غوطة دمشق الشرقية، حيث استخدم الجيش دبابات وقذائف الهاون وعربات مدرعة وأسلحة أخرى.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المقاتلات الروسية نفذت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 20 طلعة استهدفت 9 مواقع لتنظيم داعش في سورية.
واستهدفت الغارات «مركز قيادة محصناً لإحدى التشكيلات الإرهابية بقنبلة خارقة للخرسانة أطلقت من طائرة «سو-34»، على مقربة من مدينة الرقة»، بحسب الناطق باسم الوزارة الذي بين أن الغارات أسفرت كذلك عن تدمير مخزن تحت الأرض يحتوي على ذخائر ومتفجرات.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري تأكيده أن القوات الجوية لروسيا الاتحادية بالتعاون مع القوى الجوية السورية «واصلت اليوم (أمس) توجيه ضرباتها المركزة والدقيقة على أهداف تنظيم داعش باستخدام أنظمة الدقة العالية ما أدى إلى تدمير الأهداف المحددة بدقة عالية».
وفي وقت لاحق، قدمت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية جردة أولية بما حققته ثلاثة أيام من القصف الجوي.
وقال آمر إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية، الفريق أول أندريه كارتابولوف إن المقاتلات الروسية قامت بأكثر من 60 طلعة استهدفت خلالها أكثر من 50 موقعاً من البنية التحتية لتنظيم داعش في سورية.
وأوضح كارتابولوف للصحفيين، وفقاً لموقع «روسيا اليوم»، أن الضربات كانت تشن على مدار الساعة (انطلاقاً) من قاعدة حميميم في عمق الأراضي السورية، وأضاف: «استطعنا خلال ثلاثة أيام تقويض القاعدة المادية والتقنية للإرهابيين وتقليص قدرتهم الحربية بشكل ملموس»، كاشفاً أن «الاستخبارات تسجل مغادرة المسلحين للمناطق التي كانوا يسيطرون عليها»، مؤكداً أن الذعر بدأ يدب في صفوفهم، كما رهب كثير منهم، حيث أخلى نحو 600 مرتزق مواقعهم قاصدين أوروبا».
وشدد على أن روسيا لن تكتفي بمواصلة ضربات طائراتها «وإنما ستكثف من وتيرتها»، لافتاً النظر إلى أن «الضربات الجوية الروسية تستهدف بالدرجة الأولى نقاط السيطرة ومستودعات الأسلحة والمتفجرات ونقاط الاتصال إضافة إلى ورشات تصنيع الأسلحة التي يستخدمها الإرهابيون الانتحاريون ومعسكرات تدريبهم».
وفي تناقض مع ما تعلنه واشنطن من مواقف، قال كارتابولوف إن الجانب الأميركي أبلغ وزارة الدفاع الروسية أن المناطق التي تستهدفها الطائرات الحربية الروسية «لا يوجد فيها سوى الإرهابيين» مبيناً أن أول من اطلع على الضربات الروسية صباح يوم الأربعاء الماضي من قبل ممثل روسيا في بغداد الجنرال كورالينكو، كان الملحق العسكري الأميركي في العراق لشؤون الأمن العقيد خادي بيترو.
كما ذكر أن إبلاغ الغرب بهذه المعلومات حصل من طرف وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين، مبيناً أن الروس أوصوا «واشنطن خلال هذه الاتصالات بسحب كل المدربين والمستشارين من المنطقة، بالإضافة إلى أولئك الخبراء القيمين الذين كان تدريبهم من أموال دافعي الضرائب الأميركيين (قاصداً المسلحين السوريين «المعتدلين» الذين دربتهم واشنطن)، كما أوصينا بوقف طلعات الطائرات في مناطق عمل طيراننا الحربي».
وأكد اهتمام وزارة الدفاع الروسية بتنسيق مختلف الدول جهودها في وجه الخطر الإرهابي، منوهاً بالمركز المعلوماتي الدولي الذي استحدث في بغداد مؤخراً للتنسيق بين روسيا وإيران والعراق وسورية في إطار مكافحة الإرهاب. وتابع القول: «لقد دعونا الجميع إلى الانخراط في عمل هذا المركز ممن هم معنيون بمحاربة تنظيم داعش، لكنه أضاف: «لابد من الاعتراف صراحة بأننا لم نتلق أي معلومات من هذا القبيل من جهات أخرى سوى من إيران والعراق وسورية زملائنا في هذا المركز»، وأردف قائلاً: «رغم ذلك نبقى منفتحين على الحوار مع جميع الدول المعنية وسوف نرحب بأي إسهام بناء في هذا المسار».
في غضون ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف إنه «لم يُلاحظ عمل أي وسيلة للدفاع الجوي في مناطق استخدام الطائرات الروسية في أراضي سورية».
وأضاف إنه يتم توجيه الضربات الجوية السريعة للأهداف المكتشفة كافة في أي وقت من النهار والليل بغض النظر عن الظروف الجوية.
في دير الزور، أكدت مصادر ميدانية مقتل ما لا يقل عن 150 مسلحاً من تنظيم داعش خلال عمليات لوحدات من الجيش والقوات المسلحة أول من أمس.
وبينت المصادر، وفقاً لوكالة «سانا»، أن الوحدات اشتبكت مع إرهابيي داعش على أطراف أحياء الرصافة والراشدية والعمال والصناعة في مدينة دير الزور وكبدوهم خسائر فادحة بالأفراد والآليات، لافتةً إلى أن التنظيم «فجر ثلاث مفخخات في حيي الصناعة والرصافة» الواقعين شرقي المدينة.
وأول من أمس، تصدت القوات المدافعة عن حقل التيم النفطي ومطار دير الزور العسكري لمحاولة مسلحين من داعش التسلل إلى محيطي المطار والحقل وفجرت لهم عربة مصفحة قبل وصولها إلى إحدى النقاط المدافعة عن الحقل، وقضت على عدد منهم من بينهم متزعم سعودي يدعى مشعل العنزي، الملقب أبو عبد الرحمن والعراقي حسين الودادي والإرهابي همام التركي.
في حلب، تابعت وحدات الجيش والقوات المسلحة عملياتها ضد داعش. وتركزت عمليات الجيش ليل الجمعة السبت على أوكار ومحاور تحرك إرهابيي التنظيم شرق مدينة السفيرة وقرى وبلدات جب الصفا وجبول والرضوانية وعين سابل وتادف ومدينة الباب وتلة الشوايا الواقعة شرق وشمال شرق مدينة حلب. وأكد مصدر عسكري سقوط قتلى ومصابين بين مسلحي داعش وتدمير آليات مزودة برشاشات متنوعة، خلال العمليات التي تزامنت مع «تكبيد القوات المدافعة عن الكلية الجوية مسلحي التنظيم المتطرف خسائر بالأفراد والعتاد الحربي في محيط الكلية الواقعة على الطريق الدولي الواصل إلى الرقة».
من جهة أخرى، قضت وحدة من الجيش على عدد من أفراد التنظيمات المسلحة أغلبيتهم من جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية ودمرت آلياتهم وخطوط إمدادهم من الحدود التركية خلال ضربات نارية على أوكارهم في مدينة حريتان بالريف الشمالي.
أما في مدينة حلب، فقد قضت وحدات من الجيش، وفي عمليات دقيقة، على مسلحين من النصرة ودمرت أسلحتهم وعتادهم الحربي في أحياء الراشدين4 والليرمون وبني زيد وبستان القصر والراموسة والهلك.
وسبق لوحدة من الجيش أن نفذت ليل الجمعة السبت عملية نوعية في ساحة الحطب بمنطقة الجديدة بحي حلب القديمة أسفرت عن تدمير 3 دشم كانت تتحصن فيها التنظيمات الإرهابية ومقتل وإصابة كل من بداخلها.
وعلى الأطراف الشرقية لبادية السويداء نفذ سلاح الجو في الجيش العربي السوري ضربات على رتل عربات للتنظيمات الإرهابية في قرية غدير أبو شرشوح، بحسب ما نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري، أكد «تدمير وإعطاب عدد من العربات التي كانت متجهة من قرية غدير أبو شرشوح باتجاه الغوطة الشرقية خلال الغارات الجوية ومقتل وإصابة العديد من الإرهابيين».
في درعا، وجهت وحدات الجيش والقوات المسلحة ضربات مركزة على تجمعات وأوكار التنظيمات المسلحة. وأكد المصدر «سقوط قتلى ومصابين بين أفراد التنظيمات الإرهابية وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة خلال عمليات نوعية لوحدة من الجيش على أوكارهم في بلدة انخل» التي تعد منطلقاً للإرهابيين لاستهداف طريق درعا القديم. كما دمرت وحدة من الجيش بعد رصدها تحركاً للمسلحين غرب بلدة نامر شمال شرق مدينة درعا بنحو 22 كم آلية، وأوقعت من بداخلها بين قتيل ومصاب. وأقرت التنظيمات المسلحة على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل عدد من أفرادها من بينهم لقمان جمال البدوي ومحمد مأمون عيسى الناصر وأحمد محمد النايف.
وبعد الفشل الكبير الذي منيت به عملية عاصفة الجنوب التي أطلقتها الجبهة الجنوبية التابعة لميليشيا «الجيش الحر» في اختراق مواقع الجيش بدرعا المحطة، سلم أكثر من 700 مسلح ومطلوب في درعا أنفسهم مع أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة إلى الجهات المختصة لتسوية أوضاعهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن