سورية

«رويترز»: حلفاء واشنطن مصدومون بالقوة الروسية في سورية وليس في الشرق الأوسط من يعوِّل على أوباما

اعتبرت وكالة «رويترز» البريطانية للأنباء وهي واحدة من أهم وكالات الأنباء العالمية، أن حلفاء الولايات المتحدة التقليديين «يتابعون في مختلف أنحاء الشرق الأوسط غير مصدقين استعراضاً للقوة من جانب روسيا وإيران في سورية ويتساءلون كيف سينتهي الأمر؟»، لافتة إلى أن تحالف واشنطن الستيني فوجئ بالمقاتلات الروسية تقصف معاقل الإرهابيين في سورية.
وقالت: إن «السؤال الذي يدور في أذهان الجميع هو: هل ستتدخل الولايات المتحدة وحلفاؤها من الدول الأوروبية والخليجية بالمنطقة لمنع الرئيس فلاديمير بوتين من إفساد المكاسب التي حققتها من سمتها «جماعات المعارضة السورية غير الجهادية» بعد أكثر من أربع سنوات من بدء الحرب؟»، مؤكدةً أنه ليس هناك في الشرق الأوسط من يعول على الرئيس الأميركي باراك أوباما، إذ تخيم على الأغلبية توقعات قاتمة بأن الحرب على سورية على وشك أن تزداد تدهوراً.
ونقلت الوكالة عن كبير المعلقين بصحيفة «ذا ناشونال» الإماراتية فيصل اليافعي استذكاره كلمات الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس الذي قاد «زيادة» التعزيزات العسكرية الأميركية في العراق بين عامي 2007 و2008 وقال: «أخبروني كيف سينتهي هذا الأمر».
وأضاف: أنه بعد «زيادة» الحشد العسكري الروسي في سورية «تبدو أميركا وحلفاؤها الآن وكأنهم المجموعة الوحيدة التي ليست لديها خطة»، معرباً عن اعتقاده أن التحالف العسكري الصاعد بين روسيا وسورية وإيران وحزب اللـه لديه تصور عن «كيفية انتهاء هذا الأمر».
وفي تعليق على غرفة بغداد لتبادل المعلومات الاستخباراتية، اعتبرت «رويترز» أن هذه الشبكة المدعومة من موسكو وتربط بين طهران وبغداد وتمتد إلى دمشق ثم لبنان عن طريق حزب الله، جاءت بعد أن سحبت أميركا قواتها البرية من العراق وبدأت تقلص وجودها العسكري في أفغانستان.
وأضافت: أنه رغم استمرار مراقبة الممرات المائية في الخليج من قاعدة في البحرين والاحتفاظ بقوة جوية في قطر وتركيا يبدو أن واشنطن عازمة على تجنب التورط العسكري على نحو أعمق في الشرق الأوسط.
واعتبر محللون ودبلوماسيون وفق الوكالة أن نقطة التحول في سورية حدثت قبل عامين عندما تراجع أوباما وحلفاؤه الأوروبيون عن توجيه ضربة واعتداء على سورية.
وبناءً على هذا السبب فإن اليافعي يشك أن التدخل الروسي سيؤدي إلى حرب بالوكالة مع روسيا في الشرق الأوسط، وقال: «عليك أن تسأل السؤال بطريقة مختلفة.. ما هو الأمر الذي سيجعل الأميركيين يتدخلون؟، معتبراً أن «أميركا لم تكن مستعدة في أي مرحلة للتدخل فلماذا تتدخل فجأة الآن؟ المجال مفتوح أمام بوتين والروس».
ويضاف إلى هذا التمنع الأميركي وفق تحليل «رويترز»، أن المشهد على المستوى الإقليمي لا يمكن أن يكون في وضع أفضل لصالح تدخل إيران وروسيا، فالسعودية وحلفاؤها في الخليج الذين يمثلون الداعمين الرئيسيين للمجموعات المسلحة مستغرقون في حرب في اليمن ضد «الحوثيين» المدعومين من إيران في حين أن تركيا مشغولة بالتمرد الكردي، متوقعةً أنه على الأرجح سيتمثل الرد التركي والخليجي على الدعم الروسي، في زيادة الدعم العسكري للمجموعات الرئيسية في سورية بدلاً من المجازفة بالتدخل المباشر.
رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن