سورية

مدفيديف: نحمي شعبنا بضرب داعش في سورية … موسكو وبغداد يزيدان إزعاج واشنطن.. والعبادي يجدد الترحيب بتوسيع روسيا عملياتها ضد الإرهاب

يبدو أن انزعاج الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة من إطلاق روسيا حرباً على الإرهاب، لن يقف أمام الالتزام الروسي بقواعد القانون الدولي ومجيء عمليات موسكو بناءً على طلب رسمي سوري، الأمر الذي يفتقده تحالف واشنطن الستيني، ولا عند تأكيد موسكو مراراً بأن عملياتها في سورية موجهة لمكافحة الإرهاب وللحفاظ على وحدة الأراضي السورية، بل على الغرب أن يزداد قلقاً من فكرة توسيع مجال العمليات الروسية ليس فقط في إطار غرفة بغداد لتبادل المعلومات التي تضم سورية، وروسيا، والعراق، وإيران، بل لتتخطاها وتصبح معاقل الإرهاب في العراق هدفاً إضافياً أمام المقاتلات الروسية.
فبعد ترحيب بغداد على لسان رئيس وزرائها حيدر العبادي قبل أيام من منصة الجمعية العمومية للأمم المتحدة بدورتها الـ70، عاد بالأمس ليكرر الأمر مبدياً استغرابه من تحفظ بعض الأطراف على التعاون مع روسيا.
وخلال مؤتمر صحفي في بغداد أمس، أكد رئيس الوزراء العراقي عدم وجود أي مانع من تزويد التحالف الرباعي لبلاده بالسلاح لمحاربة داعش، مشيراً إلى أنه لا تحفظات على توجيه روسيا ضربات جوية ضد داعش بالعراق بشرط موافقة الحكومة.
وقال العبادي: إن «العراق ليس لديه مانع من تزويده بالسلاح من التحالف الرباعي، وأي معونات لمحاربة داعش سنأخذها». وأوضح، أن «التحالف الرباعي هو تحالف أمني واستخباري»، مشيراً إلى «وجود تحفظات لدى الولايات المتحدة الأميركية على التحالف الرباعي».
كما أكد أن بلاده ستقبل أي دعم من أي طرف في حربها ضد داعش، مبدياً استغرابه من تحفظ بعض الأطراف على التعاون مع روسيا، واصفاً إياهم بأنهم «يتصرفون وكأن الرئيس الأميركي باراك أوباما أحد أقاربهم».
وقال: إنه «خلال وجودنا في نيويورك أجرينا 30 لقاء مع قادة وزعماء ومسؤولين دوليين تركزت على تحصيل الدعم من هذه الدول للعراق بحربه ضد داعش»، مشيراً إلى أن «الدعم الدولي مهم جداً ونريد زيادته».
وأوضح أن «أي إسناد أو دعم من أي طرف سنأخذ به لأن العراق هو الدولة الوحيدة على الأرض التي تحارب داعش وعلى العالم مساعدته»، متوقعاً أن «نرى على الأرض العراقية في القريب العاجل أثراً لما قمنا به من لقاءات مع بعض القادة والزعماء».
إلى ذلك جددت موسكو التزامها بمحاربة الإرهاب ووحدة الأراضي السورية كهدف لعملياتها في سورية، معتبرةً أنها تحمي الشعب الروسي بضرب داعش في سورية.
وبعد أن أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة لنظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، على هامش قمة «رباعية نورماندي» لبحث الأزمة الأوكرانية، أن الغارات الجوية الروسية في سورية تجري وفقاً للمبادئ الأساسية للقانون الدولي بشكل صارم، وموجهة لمكافحة الإرهاب وللحفاظ على وحدة أراضيها.
وفي حديث مع الصحفيين، أفاد الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف، بأن بوتين أكد لنظيره الفرنسي أن العملية «موجهة ضد المنظمات الإرهابية المتطرفة وهي داعش، وجبهة النصرة وغيرهما»، موضحاً أن دعم العمليات الهجومية للجيش العربي السوري يهدف إلى الحفاظ على وحدة أراضي هذا البلد، مؤكداً ضرورة مشاركة بلدان أخرى في عمل المركز المعلوماتي الجديد في بغداد.
من جهته أكد الرئيس الفرنسي في ختام لقاء «رباعية نورماندي» الجمعة ضرورة أن تعمل روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإيران إلى جانب بلدان المنطقة على حل الأزمة السورية.
وقال: «علينا العمل بروح جنيف، والسعي لمساعدة تشكيل حكومة في سورية مبنية على أساس التوافق الجماعي، لتشمل أوسع شريحة من السكان».
وأشار هولاند إلى أنه ولتحقيق مثل هذا الحل السياسي يجب أن تعمل على ذلك الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا، بالإضافة إلى البلدان الأخرى في المنطقة ودول الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي عقب القمة: إن حل الأزمة في سورية يجب أن يراعي مصالح المعارضة السورية.
وأكدت قائلة: «سوية أنا وفرنسوا هولاند أوضحنا أن «الدولة الإسلامية» هي العدو، ولكن من جانب آخر يجب إيجاد حل للأزمة السورية يراعي مصالح المعارضة التي تحظى بدعمنا».
وذكرت المستشارة الألمانية أن العملية العسكرية لن تؤدي إلى حل الأزمة السورية، ويجب تفعيل العملية السياسية.
من جهة أخرى قالت ميركل في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي عقب القمة: إن «العملية العسكرية لن تؤدي إلى حل الأزمة في سورية ويجب تفعيل العملية السياسية».
بدوره أعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أمس أن العملية الجوية الروسية في سورية هدفها حماية الشعب الروسي من خطر الإرهاب.
وقال مدفيديف في مقابلة مع التلفزيون الروسي: «نقوم بحماية الشعب الروسي من التهديد الإرهابي لأنه من الأفضل فعل ذلك خارج حدود بلادنا»، مشيراً إلى أن روسيا «للأسف، تملك خبرة صعبة جداً في محاربة الإرهاب».
وشدد على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة في سورية، معتبراً أنه: «من المهم أن تتم تسوية الأزمة عن طريق المفاوضات وأن نتمكن من إجلاس المعارضة والسلطات السورية على طاولة واحدة للتفاوض من أجل وضع مقترحات حول مستقبل سورية».
(سانا- روسيا اليوم- نوفوستي)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن