رياضة

صرخة المدرجات

| مالك حمود

الكلمات اختلفت هذه المرة، والعبارات تبدلت كثيراً، والتفاصيل تغيرت أكثر في صالة الفيحاء وهي تشهد مباريات بطولة غرب آسيا للناشئات بكرة السلة.
فالحالة الجديدة، فرضت حالة تشجيعية غابت عن مدرجاتنا منذ سنوات، وللمرة الأولى يكون التشجيع في الصالة بلون واحد واتجاه واحد وصوت واحد وقلب واحد.
إنه منتخب الوطن الذي يوحد الجميع على المدرجات وحبه يصنع معهم أحلى اللوحات.
أصوات كثيرة طالبت بإقامة البطولة في حلب أو حمص لكسب الحضور الجماهيري في هاتين المدينتين، ونضيف عليهما اللاذقية وحماة أيضاً والعدد قابل للزيادة، فالعشق الرياضي متأصل لدى جماهيرنا، ونزعة تشجيع منتخبات الوطن متجذرة في نفوس أبناء سورية، حيث تختفي السجالات بين جماهير الأندية المحلية لتتحد في هتاف واحد وداعم لمنتخب الوطن، ولا مانع من إقامة بقية الفعاليات الرياضية في بقية المحافظات لو كانت الظروف مناسبة.
والزمن الجميل مازال محتفظا بالذكريات الجميلة لمباريات المنتخبات الوطنية عندما كانت تقام في حلب وتحظى بدعم جماهيري كبير وهادر.
صرخة المدرجات ترجمت اللهفة السورية للعب على أرضنا، بينما كانت الرسالة كانت معبرة عن المقدرة على تنظيم الأحداث الرياضية الدولية وبامتياز، مع توافر كل معطيات النجاح، ولكن هل يندرج ذلك على بقية مبارياتنا المحلية؟!
وهل يستمر الاهتمام بذلك المنتخب الواعد والصاعد بما يضمه من خامات يانعة ومواهب فتية وقابلة للتنامي والتطور وبشكل لافت؟ فالصورة الفنية التي قدمها منتخب الناشئين في مباراته الأولى أمام العراق كانت مطمئنة ومشجعة، والرائع في الأمر انصهار المهارات الفردية العالية بالأداء الجماعي الجميل والمتناغم ليثمر عن سلات ملعوبة نالت الاستحسان والتشجيع.
وبالطبع ما كان لذلك أن يتحقق لولا الاستمرار في دعم ذلك المنتخب بالمعسكرات المحلية والمشاركات الخارجية من معسكرات ودورات تنافسية، والمباريات الدولية التي توافرت لذلك المنتخب، وبالتالي فالمسيرة يجب ألا تتوقف عند تلك المشاركة، وعلينا أن نجعل منها محطة انطلاقة لمرحلة جديدة، مرحلة بناء منتخب سورية المستقبلي، فالخامات الموجودة في ذلك المنتخب تستحق أن تكون مشروع عمل جديد لمنتخب سوري قادم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن