سورية

وزارة الدفاع الروسية أكدت أن غاراتها «شديدة الدقة» … الطيران السوري والروسي يدمر «منظومة السيطرة والتأمين المادي» لداعش في معرة النعمان

حماة – محمد أحمد خبازي – وكالات :

أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الجوية العاملة في سورية جادة وبشكل تقني في توجيه ضربات مركزة ضد أهدافها من مواقع التنظيمات الإرهابية في سورية، بينما كثف الطيران الحربي السوري والروسي غارته على مواقع وتجمعات ومعاقل تنظيمي جبهة النصرة وداعش المصنفان على لائحة الإرهاب الدولي، في ريف إدلب وأرياف حماة وحمص المشتركة، التي يتخذ منها الإرهابيون مقرات لهم، ومنطلقاً للاعتداء على القرى والبلدات والنقاط العسكرية القريبة منها.
وقد أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الجوية تستعمل صواريخ موجهة بالليزر عالية الدقة في غاراتها على مواقع الإرهابيين في سورية. وفيما بدا تأكيداً على دقة الضربات الروسية ونفياً لما تداوله حلفاء واشنطن من أن الغارات الروسية عشوائية وتستهدف المدنيين نقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كليموف أن الصواريخ المستعملة من قبل الطيارات الروسية «موجهة ومن نوع X-29L التي تحتوي على رؤوس ليزرية وعند إطلاق الصاروخ يحدد الطيار الهدف بأشعة الليزر ويمكنه مواصلة المناورة»، موضحاً أن الصاروخ الذي تطلقه طائرات سو 24 وسو 34 لا يبتعد عن هدفه «أكثر من مترين ويبلغ وزنه 500 كغ ويصيب الأهداف الدقيقة ويحتوي على مواد انشطارية ومواد شديدة الانفجار».
وفي التفاصيل، أكدت وكالة «سانا» للأنباء تنفيذ الطيران الحربي الروسي بالتعاون مع سلاح الجو السوري أمس سلسلة جديدة من الضربات الجوية على مواقع داعش في جسر الشغور ومعرة النعمان والطبقة، أسفرت عن تدمير عدد من المستودعات ومقرات القيادة بما فيها من أسلحة وذخيرة، فيما نقلت «روسيا اليوم» عن وزارة الدفاع الروسية أن الضربات التي توجهتها الطائرات الروسية تستعمل قنابل من نوع «كاب-500»
ونقلاً عن مصدر عسكري أوضحت «سانا»، أن الغارات المشتركة لسلاحي الجو السوري والروسي بريف إدلب دمرت آليات لما يسمى «جيش الفتح» الذي يقوده تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في قرية عابدين في ريف معرة النعمان»، مضيفة إن القوات الجوية الروسية بالتعاون مع القوى الجوية السورية نفذت أمس «سلسلة من ضربات جوية دقيقة على مجموعة من الأهداف لتنظيم داعش أدت إلى تدمير معسكر تدريب في كسلاجوك وملاجئ ومعامل لتصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة و3 مستودعات أسلحة وذخيرة وعتاد حربي و4 مقرات قيادة بشكل كامل في جسر الشغور»، في حين نقلت «روسيا اليوم» عن وزارة الدفاع الروسية أن ضربات أخرى أسفرت عن «تدمير مركز تدريب ومستودع ذخيرة في محيط مدينة الطبقة بمحافظة الرقة» مشيرة إلى «تنفيذ 3 ضربات متتالية تم خلالها تدمير مقرات قيادة ومستودعات وذخيرة قرب معرة النعمان بريف إدلب»، كما أسفرت عن «تدمير منظومة السيطرة ومنظومة التأمين المادي لتنظيم «داعش» الإرهابي».
وفي ريف حماة ذكر مراسل «الوطن» أن المقاتلات السورية والروسية شنت غارات مركزة ومكثفة على تجمعات وأوكار الإرهابيين في أرياف حماة الغربي وفي المناطق الواقعة مابين مصياف والحولة، محردة ومنطقة سلمية الشرقي والجنوبي الغربي، في حين دكت غارات أخرى أوكار الإرهابيين في مؤازرة لوحدات الجيش البرية أثناء تنفيذها عملية نوعية في نقطة الحميري العسكرية على المحور الممتد من تل الشيخ وهبان وحتى معمل الجعفر في منطقة الحولة بريف حماة الغربي.
يأتي ذلك بينما استهدفت مدفعية ‏الجيش بالتعاون مع ‏الدفاع الوطني في منطقة كفر قدح في الريف الجنوبي مقراً ومستودع ذخيرة للإرهابيين، ما أدى إلى تدميرهما بالكامل، بالإضافة إلى مصرع العشرات من الإرهابيين الذين كانوا يعدون العدة للفرار أيضاً، بالقرب من قرية عقرب بريف مصياف.
كما دمَّر الطيران المشترك مقر كتيبة ما يسمى حماية الثغور التابعة لـ«النصرة» وهو ما أدى إلى مقتل العشرات من إرهابييها، وتدمير عربة دفع رباعي.
وفي الغضون أكد مصدر إعلامي فرار العديد من الإرهابيين من مختلف الأرياف باتجاه الرقة أو حلب باتجاه تركيا، بعدما علموا بما حلّ بنظرائهم وتحصيناتهم في المناطق التي استهدفها الطيران الروسي- السوري.
من جهتها وكرد فعل انتقامي على الغارات السورية الروسية المشتركة التي كبدت الإرهابيين خسائر فادحة بالأرواح والعتاد ومحاولة لحفظ ماء وجهها أطلقت مجموعات إرهابية عدة قذائف هاون وقذائف صاروخية على مدينة محردة ما أدى إلى إصابات خطرة بين المواطنين وتضرر عدة منازل، كما أطلقت قذائف أخرى على منطقة خنيفس بريف سلمية الجنوبي.
وكانت مجموعات إرهابية مذعورة تتمركز في قرى عيدون والتلول الحمر، قد أطلقت ست قذائف هاون على قرية ‏خنيفس بـريف سلمية الحنوبي، اقتصرت أضرارها على الماديات، على حين أطلقت مجموعات إرهابية أخرى تتخذ من اللطامنة مركزاً متحركاً لها، عدة قذائف صاروخية على مدينة محردة ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين إصابات خطرة وتضرر عدة منازل.
من جهتها نقلت «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة حماة أن التنظيمات الإرهابية «استهدفت بالقذائف الصاروخية صباح أمس قرية التاعونة القريبة من الحدود الإدارية لمحافظة حمص» ما تسبب بإصابة 3 أشخاص بجروح وإلحاق أضرار مادية كبيرة بمنازل المواطنين».
إلى ذلك أكد مراسل «الوطن» في حماة أن هناك حركة نزوح كثيفة للأهالي المقيمين في عدة قرى بغور العاصي، اقتصرت على النساء والأطفال فقط من دون غيرهم، بعد الأنباء التي تحدثت عن عملية عسكرية وشيكة للجيش العربي السوري هناك بقصد تطهير هذه المنطقة من الإرهابيين، في سياق تحرير الطريق الدولية حماة – حمص من سيطرتهم.
كما أكدت مصادر أهلية لـ«الوطن» عن حركة نزوح كثيفة لأهالي منطقة كفرنبودة إثر أنباء عن قرب بدء حملة عسكرية في المنطقة أيضاً.
وأكد مصدر إعلامي لـ«الوطن» ورود معلومات عن حالات فرار عدد كبير من مقاتلي «النصرة» و«داعش» و«جيش الفتح» وغيرها من التنظيمات الإرهابية المقاتلة في أرياف حماة باتجاه الرقة، أو حلب بغية الوصول إلى تركيا، هرباً من المصير المحتوم الذي لقيه نظراؤهم في المناطق التي استهدفهم فيها الطيران الحربي السوري- الروسي، على الرغم من تحصيناتهم التي كانوا يتغنون بها سواء فوق أو تحت الأرض والتي لم تجدهم نفعاً!!.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن