سورية

مدريد: وجود الرئيس الأسد مهم للقضاء على الإرهابيين … واشنطن ولندن وباريس تجتر مواقفها من الضربات الروسية.. وبرلين لا تتحفظ عليها وتؤكد أهمية العمليات العسكرية

وكالات :

على حين اجترت واشنطن مواقفها بخصوص الأزمة السورية والضربات الروسية على الإرهابيين في سورية، وهو ما وافقته عليه عواصم غربية أخرى، استمر الانقسام بين القوى الأوروبية الكبرى بشأن دور الرئيس بشار الأسد، بين بريطانيا وفرنسا، من جهة، وألمانيا من جهة أخرى.
وجددت وزارة الخارجية الأميركية رفضها وجود أي دور للرئيس بشار الأسد في أي عملية سياسية في سورية، وأشار المتحدث باسم مكتب الشرق الأدنى في الوزارة بول واتسلافيك، إلى أن جون كيري أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف رسالة تنص على أن أي حل سياسي في سورية يجب ألا يشمل بشار الأسد.
وأشار واتسلافيك، في تصريحات لقناة «الحرة» الأميركية، إلى أن كيري أكد لنظيره الروسي أن «أي عمل عسكري يقوم به الروس في سورية يجب أن يستهدف تنظيم الدولة وليس المعارضة المعتدلة، وهذا ما لم نره حتى الآن»، ونبه روسيا إلى أن قصفها لمن أسماهم «مجموعات المعارضة المعتدلة لن يؤدي إلا إلى زيادة عدد اللاجئين وعدم الاستقرار في سورية».
في المقابل قلل السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد من أهمية العمليات الجوية التي يخوضها سلاح الجو الروسي في سورية. وقال في مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار: «على الصعيد العسكري البري لا أعتقد أن الغارات الجوية الروسية ستؤثر كثيراً على مجريات الأمور إلا في حال أرسلوا أعداداً كبيرة من عناصر الجيش وبالآلاف».
وكرر تحليله قائلاً: «لا أعتقد أن العمليات الجوية فقط ستغير أي شيء بتسلسل الأحداث على الأرض بصورة كبيرة».
ومن مدينة مانشتسر البريطانية، صعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضد الضربات الروسية، معتبراً أن قرار التدخل الروسي العسكري في سورية «خطأ فادح».
وقال كاميرون لهيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي»، خلال اليوم الأول للمؤتمر السنوي لحزب المحافظين الذي يتزعمه: «إنهم يساندون السفاح (الرئيس بشار) الأسد وهو خطأ فادح بالنسبة لهم وبالنسبة للعالم.. سيزيد ذلك من عدم الاستقرار في المنطقة ويؤدي لمزيد من التشدد والإرهاب. أقول لهم غيروا اتجاهكم وانضموا لنا في مهاجمة تنظيم» داعش، حسبما نقلت وكالة «رويترز».
وشكك كاميرون الذي نقلت عنه صحيفة «ديلي تلغراف» عزمه المضي في خطط لإجراء تصويت بالبرلمان للموافقة على العمل العسكري ضد داعش في سورية، في ما تعلنه روسيا من أنها تستهدف الإرهابيين. وقال «معظم الضربات الجوية الروسية كما يمكننا أن نرى حتى الآن استهدفت أجزاء من سورية لا تخضع لسيطرة (داعش) لكن تخضع لمعارضين آخرين للنظام».
ويحرص كاميرون على أن تبدأ بريطانيا ضرباتها الجوية في سورية لتنضم إلى أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف. ولم تستهدف الضربات الجوية البريطانية في إطار جهود التحالف حتى الآن سوى مسلحي داعش في العراق.
بدوره قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند: إنه ليس بوسع روسيا التصدي لمقاتلي داعش في سورية ودعم الرئيس الأسد في نفس الوقت.
ونقلت وكالة «رويترز» عن هاموند قوله في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين: «دعم روسيا له سيدفع بالمعارضة السورية إلى أحضان (داعش) ويعزز قوى الشر التي يقول (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إنه يريد هزيمتها».
في طوكيو قال رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس الأحد: إن على روسيا «ألا تخطئ الأهداف» في سورية بضرب منظمات غير «تنظيم داعش» مذكراً أيضاً بضرورة تجنب المدنيين.
ورداً على أسئلة بشأن الغارات الروسية وإستراتيجية موسكو في سورية، قال فالس في تصريحات على هامش زيارة لليابان: «إن رئيس الجمهورية (فرانسوا هولاند) ذكر بوضوح كامل لدى اجتماعه بفلاديمير بوتين الجمعة بباريس: لا يجب أن يحدث خطأ في الأهداف».
وقال فالس وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية: «يجب ضرب الأهداف الجيدة وتحديداً داعش. وإذا كانت داعش هي العدو الذي يهاجم مجتمعاتنا، وهذا صحيح بالنسبة لفرنسا، فإنه يمكن أن يكون صحيحاً أيضاً بالنسبة لروسيا، وبالتالي يتعين ضرب داعش وندعو الجميع إلى عدم ارتكاب خطأ في الهدف».
من جهة أخرى أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الجهود العسكرية ضرورية في سورية، من دون أن تعلن أي موقف متحفظ على الضربات الجوية التي أطلقتها موسكو في سورية.
وقالت ميركل لإذاعة دويتشلاند – فونك الألمانية: إنها تحدثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الصراع في سورية على هامش اجتماع جمعها به وبالرئيسين الفرنسي والأوكراني في باريس يوم الجمعة. وأضافت «فيما يتعلق بسورية فقد قلت للمرة الأولى: سنحتاج لجهود عسكرية لكن الجهود العسكرية لن تجلب الحل.. نحتاج إلى عملية سياسية لكن هذا لا يسير بشكل جيد حتى الآن».
وتابعت: من الضروري إشراك النظام في المحادثات. ومضت قائلةً «للتوصل إلى حل سياسي أحتاج إلى كل من ممثلي المعارضة السورية ومن يحكمون حالياً في دمشق وآخرين أيضاً، من أجل تحقيق نجاحات حقيقية، ثم الأهم من ذلك حلفاء كل مجموعة».
وأشارت ميركل إلى أنها تأمل في بدء مثل هذه العملية الآن أنه يمكن لروسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران أن تضطلع بدور هام بالإضافة إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
في مدريد دعا رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي إلى أن تكون الضربات في سورية «جدية» وأن تستهدف داعش، مشيراً إلى رغبته في أن تثمر المحادثات الأميركية الروسية التي يقوم بها وزيرا خارجية البلدين عن إفادة واضحة لحل الأزمة من خلال التخلص من داعش في سورية.
وأكد راخوي وفقاً لموقع «اليوم السابع»، أن وجود الرئيس الأسد يعتبر أكثر إلحاحاً في البداية لهزيمة الإرهابيين الراديكاليين، لكنه رأى أنه لا بد من أن يرحل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن