رياضة

سورية تحقق لقب بطولة غرب آسيا.. البطولة معترف بها ورضا واضح على حسن الضيافة والاستقبال

| مهند الحسني

انتهت بطولة غرب آسيا التي اختتمت مساء الثلاثاء الماضي في العاصمة دمشق، وانتهت معها مشاهد جميلة تابعناها على مدار ثلاثة أيام كانت حافلة بمباريات قوية، لكن ذكرى النصر والانتصار لا يمكن للزمن أن يمحوها من ذاكرة عشاق ومحبي السلة السورية، فصحيح أن منتخبنا حقق اللقب وتوج، غير أن هناك نكهة أخرى كانت أجمل وأحلى تجلت في استضافتنا لهذه البطولة بعد غربة دهر، ونكسات ونكبات وويلات حلت بنا، فكانت هذه البطولة رغم قلة منتخباتها المشاركة بمنزلة البلسم الشافي لأسقامنا، ومن خلالها عشنا لحظات الفوز والانتصار ذكرتنا بالأيام الخوالي، عندما كانت سلتنا رقماً صعباً في المعادلة السلوية على الصعيدين العربي والقاري.

فشكراً لكل من ساهم في إنعاش آمالنا بعد حرب كونية كادت أن تنسينا نشوة الفوز، واعتلاء منصات التتويج، فهذه البطولة جاءت رداً على كل من شكّك فيها، وحاول أن يعكّر صفوها بكلمة هنا وأخرى هناك، وشكراً لاتحاد السلة القديم والجديد الذي نجح في تجاوز عثراته ومنغصاته وظروفه الصعبة، وأعاد لسلتنا هيبتها بعدما عادت للحضن العربي، وها هي تخطو بخطا واثقة ومفعمة بالحيوية نحو فضاءات أوسع وأشمل في قادمات الأيام، هذه البطولة ستكون بوابة عبور لبطولات أقوى وأفضل في المرحلة المقبلة في سورية، وإن كنا نريدها أن تكون درساً نتعلم فيه تصحيح أخطائنا التي ظهرت هنا وهناك.
استضافة بطولة بعد عشر سنوات لابد أن تكون هناك هنات لكنها لم تؤثر على جوهر البطولة، فكانت علامات الرضا بادية وواضحة على وجوه الجميع من أشقائنا العرب.

«الوطن» كانت حاضرة واستطلعت الآراء حيال هذا الإنجاز لسلتنا وحسن استضافتنا لها، ومعكم نمضي:
الدكتور حسين العميدي رئيس اتحاد غرب آسيا: البطولة ضمن الروزنامة الرسمية لاتحاد غرب آسيا، وهي نجاح كبير لاتحاد السلة، ومعترف فيها في الاتحاد الآسيوي، وأكبر دليل أنه أرسل مصورين ومراقبين، وكانت نتائج البطولة تنقل مباشرة لموقع الاتحاد الآسيوي، وعن حسن التنظيم والاستقبال تابع يقول: لم نشعر بأي غربة منذ دخولنا لأراضي الجمهورية العربية السورية، والجميع لم يقصر معنا أبداً، وأتمنى التوفيق للجميع في البطولات القادمة.
فؤاد صليبا الأمين العام لاتحاد غرب آسيا: تنظيم البطولة جيد، ولم نكن نتوقع أن يكون بهذا المستوى، وعلينا أن نعترف أن هناك بعض الأخطاء البسيطة، وسيتم التنويه عليها خلال اجتماعنا مع اتحاد السلة، ومضى يقول: هناك من يشكك بأن البطولة غير معترف فيها، وإلى هؤلاء أقول: البطولة معترف فيها من قبل اتحاد غرب آسيا والاتحاد الآسيوي، صحيح أنها غير مؤهلة لكنها تجربة جيدة لنا كاتحاد جديد، وللسلة السورية، وأنا أبارك من كل قلبي لمنتخب سورية بهذا الإنجاز.
المراقب الدولي ناصر أبو راشد من الأردن: بصدق لم أكن أتوقع أن يكون التنظيم بهذا الشكل، إضافة لحسن الاستقبال الذي لمسناه منذ دخولنا دمشق، أتمنى أن يعم السلام كل شبر من أرض سورية لتعود كما كانت وأحسن في الأيام القادمة، ومبارك لمنتخب سورية هذا الفوز.

تعقيب المحرر

ما إن انتهت البطولة حتى بدأ البعض ممن لا يروق لهم أي نجاح، تصيد الهنات والهفوات فيها، وهي أول بطولة رسمية تستضيفها سورية منذ ما يقارب العشر سنوات، رغم ذلك لم يكن هذا الحدث موضع تقدير وتشجيع ممن يعتبرون أنفسهم أبناء اللعبة، وعلى عكس ما شهدناه من حماس واندفاع من محبي اللعبة ودعمهم المعنوي لنجاحها، ووصول بعض اللاعبين واللاعبات من بعض المحافظات لدعم المنتخب، وإضفاء أجواء إيجابية للبطولة، كان للطابور الخامس مساحته من التركيز على السلبيات التي تخرج عن اختصاص اتحاد كرة السلة، وتشكل تحدياً حقيقياً للوطن، فمن ينكر أن التيار الكهربائي ليس في أحسن أحواله، ومن ينكر أن صالاتنا تئن من ضعف الصيانة وتزايد الإهمال، ومن يقول إن الحمامات تضاهي حمامات قصور السلاطين والملوك؟

غريب أمر من يتكلم عن الرياضة السورية، وهي التي كانت في أحسن أحوالها تعاني من هذه المشاكل، فقضايا التدفئة، والتبريد، والكهرباء، والنظافة العامة، مرض مزمن لا يجوز رميه على اتحاد كرة السلة الحالي، كما لا يجوز أن نعفيه من الجزء الخاص به من المسؤولية، ولكن لمن اعتاد حمل المجهر لتضخيم الأخطاء والصيد في المياه العكرة، كم تمنينا أن يثبت اليوم أنه محب حقيقي لكرة السلة، وسعيد بعودة الروح إلى صالاتها، وأن تريه عينه الجزء المتبقي من ماء رياضتنا الجافة، وليتذكر عندما كان مسؤولاً في ناديه، أو المنتخب الوطني كم الفشل الذي ساقه لعهده الرياضي الحزين؟

خطوة جيدة

تسعى لجنة حكام السلة إلى منح جميع الحكام فرصة قيادة مباريات قوية ومهمة، وكانت أولى خطواته عندما قامت بتكليف ثلاثة حكام من الدرجة الأولى لقيادة نهائي كأس الجمهورية لسلة الرجال الذي جمع فريقي الثورة والجلاء، وقد راهن الكثيرون على إخفاق هذه الخطوة لكونها مباراة مهمة وحساسة، وأي خطأ قد يتسبب في تعكير أجواء اللقاء، غير أن الحكام الشباب أثبتوا علو كعبهم، وأمدوا بأنهم جديرون في قيادة مباريات مهمة، والحكام هم «هاني صلاح، إبراهيم الحلبي، يغيش ناظاريان»، وقد نالوا علامة النجاح بامتياز بعد الأداء التحكيمي الجيد الذي ظهروا عليه خلال اللقاء مع بعض الملاحظات البسيطة التي قد يرتكبها أي حكم دولي طويل الخبرة، وتهدف اللجنة من وراء هذه الخطوة بناء جيل سلوي واعد للمستقبل القريب بعد عزوف أفضل حكامنا نتيجة اعتزالهم إضافة لعدم رفد القاعدة التحكيمية بوجوه جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن