رياضة

ارحموا من في الملعب

مالك حمود :

مضى قرابة شهرين على المؤتمر السنوي لكرة السلة، وما أفضى إليه من قرارات مؤثرة لم ينه الجدال الحاصل حول ما تقرر، بل على العكس فإن مرور الأيام يزيد الآلام وتتكشف الأوجاع وتطفو أعراضها على سطح سلتنا التي تعاني ما تعانيه، وهي أحوج ما تكون لمعالجة عاجلة وواقعية تزيد من فعالية مسابقاتها وتحافظ ما أمكن على ما تبقى من مواطن قوتها.
خروج سلة قاسيون من ساحة المنافسة في دوري الرجال يشكل ضربة قوية لسلتنا التي تغنت يوماً ما بتجربة ذلك النادي الذي قدم مثالا حيا ومهماً في كرة السلة الاحترافية محققا آنذاك نتائج لافتة مخترقا دائرة المنافسة، وبالطبع فإن قراره بعدم المشاركة في الدوري القادم ليس بدواع مالية لأن أغلبية الأندية تعاني ذلك، وإنما لغياب الحافز أو الدافع الذي يحض على المشاركة مادامت مسابقة تفتقد للدوافع التي تحث الأندية على الاهتمام والنهوض والتطوير بسبب عدم الهبوط للدرجة الأدنى!
قد يكون مبرر اتحاد اللعبة الذي شجع على إبقاء نمط المسابقة على شكل الدوري المفتوح لكل الدرجات (دون صعود أو هبوط) بأن الظروف غير مساعدة لإقامة دوري مختلف عن النمط المعتاد في المواسم الثلاثة الأخيرة، لكن ماذا عن الحافز لهذه الأندية غير المكافآت المالية للأوائل، حيث المنافسة على اللقب محصورة بين فريقين أو ثلاثة كحد أقصى، وقد يكون مبرر اتحاد اللعبة بأنه قرار مؤتمر وهذا صحيح، لكن آلية ذلك المؤتمر بالذات هي التي أوصلته إلى ذلك القرار من خلال مساواة الأندية القادمة من مختلف الدرجات مع بعضها في عدد الممثلين بالمؤتمر، ولكن لم يكن الهدف مساواتهم في عدد الأصوات، وبالتالي فمن الطبيعي أن تُجمع الأندية القادمة من الدرجتين الثانية والثالثة على قرار عدم إقامة دوري تصنيفي لأنه السبيل الوحيد الذي يكفل بقاءها بالدرجة الأولى التي بلغتها دون جهد، وبالتالي فإن سلتنا هي التي ستدفع الثمن من خلال تفريغ مسابقاتها من قوتها عبر محاورها الأساسية.
نادي قاسيون لم يكن منافساً، لكنه كان النادي النشيط والحريص على المشاركة بمجموعة شابة وذات فاعلية، وانسحابه ليس بمصلحة السلة السورية، والحالة ليست وحيدة وثمة أندية أخرى راحت تفكر بالطريقة ذاتها، فهل تبقى سلتنا بعيدة عن المحفزات التي تحرك الأندية نحو التعاقدات وتقوية الصفوف أملا بمركز أفضل يعزز آمال الصعود والهروب من الهبوط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن