عربي ودولي

«8 آذار» توافق على المشاركة.. وزيارة هيل أبعدت «14 آذار» … دياب ينهي الاستشارات ويتوجه لحكومة اختصاصيين ومستقلين مصغرة

| وكالات

بعد يوم طويل من الاستشارات مع الكتل النيابية، أعلن رئيس الحكومة اللبناني المكلف حسان دياب أمس توجهه لتشكيل حكومة اختصاصيين ومستقلين مصغرة في أسرع وقت، إذ وافقت قوى «8 آذار» على المشاركة، على حين امتنعت قوى «14 آذار»، وذلك وسط تدخل أميركي في الاستشارات، وبالترافق مع تواصل عمليات قطع الطرق والاحتجاجات.
وأشارت وكالة «أ ف ب» للأنباء، إلى أن إطلاق مشاورات تشكيل الحكومة لا يعني أن ولادتها ستكون عملية سهلة، إذ أنه رغم تأكيد دياب موافقة جميع الأطراف على طرحه، فإن التباين لا يزال واضحاً بين أبرز القوى السياسية على شكل الحكومة المقبلة ومشاركتها فيها.
ومنذ صباح أمس، التقى دياب في مقر البرلمان في وسط بيروت أغلبية الكتل النيابية، وأعلن بعد الانتهاء من الاستشارات «لبنان في العناية الفائقة (…) الوضع لا يحتمل الانتظار، نحن بحاجة إلى حكومة مستقلين حتماً واختصاصيين»، مؤكداً أنه سيصر على موقفه هذا، وأضاف: «هدفي أن تتشكل حكومة مصغرة من نحو 20 وزيراً» في أسرع وقت، آملاً ألا يستغرق تأليفها أكثر من ستة أسابيع.
وأكد دياب أن «كل الأطراف تتماشى معي في ما يخص حكومة مستقلين واختصاصيين، بمن فيهم حزب الله»، الذي كان أكد تأييده لحكومة لا تستثني أي فريق سياسي.
وفي مقر البرلمان وسط بيروت، بدأ دياب استشاراته عند الساعة الـ11 من صباح أمس بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أيد توليه رئاسة الحكومة، وقال بري إثر اللقاء: إنه «بحث مع دياب عدد وتوزع الحقائب في الحكومة المقبلة مع الإصرار على تمثيل كل الشرائح البرلمانية، بدءاً من الحراك و(تيار) المستقبل وانتهاء بالقوات (اللبنانية) ومروراً بالاشتراكي» أي الحزب التقدمي الاشتراكي.
كما دعا رئيس كتلة حزب اللـه البرلمانية محمد رعد إثر لقاء دياب أمس، إلى «أوسع تمثيل» في الحكومة، وقال: إن «لا أحد يفكر أن تكون حكومة مواجهة أو ذات لون واحد».
من جهته، أبقى جبران باسيل رئيس «التيار الوطني الحر»، الذي أسسه عون، الباب مفتوحاً أمام مشاركة حزبه في الحكومة، قائلاً: إنه يفضل ألا تضم سياسيين «من الدرجة الأولى» وألا تستثني أي طرف.
ونال وزير التربية السابق والأستاذ الجامعي دياب (60 عاماً)، الذي كلفه الرئيس ميشال عون الخميس تشكيل الحكومة إثر استشارات نيابية ملزمة الخميس، تأييد قوى «8 آذار» في لبنان، في حين حجب أبرز ممثلي قوى «14 آذار» أصواتهم عنه، وفي مقدمتهم كتلة «تيار المستقبل» بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، التي لم تصوت ولم ترشح أحداً، وفق وكالة «أ ف ب».
وإثر لقائها دياب، أمس، أعلنت كتلة «تيار المستقبل» عدم مشاركتها في الحكومة المقبلة، وقال النائب سمير الجسر متحدثاً باسمها: إن الكتلة تمنت على دياب أن يشكل حكومة «اختصاصيين مستقلين عن كل الأحزاب والقوى السياسية»!
وفي محاولة للضغط عليه، دعت الكتلة دياب إلى تشكيل الحكومة سريعاً وليس خلال شهر أو أكثر كما كان سبق أن أعلن، لأن «البلد لم يعد يستطيع الانتظار، ولأنها ستكون حكومة مدعومة من لون واحد مثلما كان التكليف (مدعوماً) من لون واحد، وبالتالي لن تحتاج إلى هذه المدة» على حد زعمها.
بدورها، أعلنت كتلة اللقاء الديمقراطي، التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه تيمور جنبلاط، عدم مشاركتها في المشاورات أو في الحكومة المقبلة.
وتتزامن الاستشارات الحكومية، مع زيارة بدأها الجمعة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى بيروت حيث التقى مسؤولين عدة، آخرهم رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وقال جعجع، إثر لقائه هيل أمس: «لا نريد شيئاً من الحكومة ولا نريد أن نكون داخلها، ونتمنى أن تكون ناجحة».
وفي دعوة واضحة لاستمرار الاضطرابات في لبنان اكتفى الحريري إثر لقائه دياب في البرلمان، بالتوجه إلى مناصريه برسالة دعاهم فيها إلى التعبير عبر «التظاهر السلمي» وعدم الدخول في صدامات مع الجيش اللبناني كما حصل ليل الجمعة.
ومنذ صباح أمس، عاد مناصرون للحريري إلى قطع طرق رئيسية وفرعية عدة في منطقتي طرابلس وعكار والبقاع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن