رياضة

حقل مثالي

خالد عرنوس :

أيام وتنطلق منافسات النسخة السادسة عشرة لبطولة العالم للناشئين بكرة القدم التي باتت تعرف بمونديال– 17 سنة، وكانت البطولة انطلقت بجهود خاصة من رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) البرازيلي جواو هافيلانج في سعيه لنشر اللعبة بعدما اجتذب الرعاة المثاليين لحقبة الثمانينيات وعلى الرغم من المشاكل التي رافقت انطلاقة البطولة وأهمها التلاعب بالأعمار إلا أن المليادير هافيلانج الذي عرف بالتاجر الشاطر قد استطاع تحويل لعبة كرة القدم إلى صناعة متكاملة تجذب وتدور في فلكها مليارات الدولارات.
المهم أن هافيلانج نجح في رهانه وبات مونديال الناشئين بطولة معتمدة من الفيفا ويشارك في نهائياتها 24 منتخباً والأهم من ذلك فإنها عرس الصغار الذي يجذب الكثير من المدربين والخبراء والمراقبين وكل منهم يعمل كشافاً للمواهب على طريقته.
مع النجاح الذي لاقته البطولة بعدما أضحت ثالث بطولات الفيفا للمنتخبات وجد الاتحاد الدولي فيها حقلاً مناسباً لتجاربه على صعيد القوانين والتعديلات المراد تطبيقها بداية من إلغاء إعادة الكرة إلى حارس المرمى بالقدم والنقاط الثلاث وليس انتهاءً بتكنولوجيا خط المرمى والتي أقرها الفيفا في المونديال الفائت مروراً بتعديل حالات التسلل وغيرها من عدد الحكام ومهامهم والرذاذ المتلاشي وتجربة الوقت المستقطع وسواها، وللعلم فإن كل التعديلات التي طرأت على قوانين اللعبة تم تجريبها في مونديال الناشئين.
ولأنها كانت بمنزلة حقل للتجارب فهي بالتأكيد كانت كذلك بالنسبة للمواهب الصاعدة وإن لم تكن ناجحة للكثيرين من هؤلاء، وبنظرة شاملة إلى نجوم كرة القدم حول العالم اليوم نجد أن الكثيرين مروا بمونديال الناشئين وحتى إن لم يبرزوا فيها إلا أنهم لابد استفادوا من هذه التجربة الفريدة وأجوائها المميزة، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر توني كروس وإيدين هازار وداني ويلبيك ونيمار وكوتينيو وويليان ومارسيلو وكورتوا وبينتيكي وبوفون وكاسياس وإينيستا وماسكيرانو وتيفيز وزاباتا وتوريس وخضيرة وسترلينغ والقائمة تطــــووووول.
إذ تعتبر بطولة مونديال الناشئين ممراً مهماً للكثير من النجوم بل إن الكثيرين يعتبرونها مصنعاً أو مركزاً لصقل المواهب الصاعدة وإن لم يكتب سوى لعدد قليل من الذي خاضوها الفوز مع بلادهم ببطولات كبرى عالمية أو قارية وهنا نذكر رونالدينيو وكاسياس وبوفون وتشافي وكروس، لكن بالتأكيد فإن نجوماً كباراً حققوا إنجازات كبيرة على صعيد الأندية وأصبحوا من الصفوة وكانت تجربتهم الأولى هي مونديال الصغار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن