سورية

رأس العين.. مدينة التهجير المتكرر ولكل نازح قصته الملونة بالآلام

| وكالات

قلب الاحتلال التركي وإرهابيوه حياة مواطني مدينة رأس العين بريف الحسكة رأساً على عقب، إذ اضطروا للتهجير القسري جراء العدوان الحالي الذي يشنه النظام التركي ومرتزقته، بعد أن تم تهجيرهم في العام 2012 من قبل التنظيمات الإرهابية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن شخص يدعى عبد الحميد العبيد وهو يمسك بإبريق الشاي، محاولاً ملئه من خزان المياه الإغاثي، بالقرب من الخيمة التي يسكنها مع أولاده، استهجانه لدى استفسار الوكالة عن الحياة الجديدة التي يعيشها مع عشرات العوائل التي تم تهجيرها من قريته الأميرط في ريف رأس العين.
وقال العبيد: «قللي شو بقي من حياتنا جديدها وقديمها!… أصبحنا أبطالاً في التهجير يا خويّه.. بالسنوات الماضية قعدنا ببيوتنا وكنا نفكر إيمتى رح نتركها مجدداً… وهاي تهجرنا مرة ثانية».
وروى العبيد كيف هجرته قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين من منزله في الأميرط، وكيف هربوا خوفاً من البطش الذي يعلموه جيداً عن هذه المرتزقة، مشيراً إلى أن ما جرى معهم خلال العدوان التركي الأخير على شمال وشرق سورية، كان نسخة طبق الأصل عن تهجيرهم على أيدي إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» وميليشيا «الجيش الحر» عام 2012 بدعم من النظام التركي.
وأوضح العبيد أنه لم يعد في الأميرط أي من أهلها، وقال: «قبل سنوات عدنا إلى قرانا وبدأنا بترميم المنازل وزراعة الأرض مجدداً وتربية مواشينا، قبل أن تنقلب حياة القرية رأساً على عقب، بعدما اضطر أهلها وأهالي القرى المجاورة للنزوح جراء الهجمات العنيفة التي شنّها الاحتلال التركي والميليشيات «التركمانية» الموالية له على القرية، واستهدافها بالطائرات المسيرة والقذائف الصاروخية».
ولفتت الوكالة إلى أنه لكل نازح من نازحي مدينة رأس العين الذين هُجروا من قراهم تحت ضربات قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين، قصته الخاصة الملونة بالآلام، في حين آمالهم بتحقيق العدالة والعودة لمنازلهم تتضاءل يوماً بعد يوم.
ولفتت الوكالة إلى أنه ثمة مفارقة إنسانية أكثر فرادة في حياة أهالي الأميرط وقرى رأس العين، إذ إن تهجيرهم الجديد ساقهم إلى بعض القرى الآشورية التي هرب سكانها من ريف تل تمر، مع اقتراب مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من تلك المنطقة في 2014، في مشهد يلخص تناوب الإرهاب على خدمة الأجندات الإقليمية والدولية باستهداف السوريين وأرضهم.
وأوضح العبيد قائلاً: «نزحنا هذه المرة مع سكان القرية والقرى المجاورة في رأس العين، باتجاه القرى الآمنة الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري، نقطن حالياً في أحد المنازل في قرى الخابور الآشورية التي هجرها هي الأخرى سكانها، بعد أن قامت المنظمات السورية بتأمين بعض الاحتياجات الأساسية للحياة».
وأشارت «سبوتنيك» إلى أن العبيد صدم عندما حاول العودة إلى قريته، لتفقد ما تركه خلفه، وقال: «نجحت أخيراً في الوصول إلى القرية قبل أيام بعد دفع أتاوات مالية لحواجز الميليشيات «التركمانية»، لكني صدمت بما رأيت، تمت سرقة كل شيء».
من جانبهم، مهجرون استطاعوا الدخول إلى رأس العين بعد دفع مبالغ مالية كبيرة للمسلحين، أكدوا في تصريحات نقلتها «سبوتنيك»، أن الأمان معدوم في المدينة، ولا أحد يعرف ما مصيره بين هؤلاء الغرباء الذي حولوها لمدينة أشباح، لافتين إلى الإرهابيين سرقوا كل شيء، وأن المنازل إما مدمرة وإما منهوبة أو يسكنها بشر آخرون ممن جاؤوا مع جيش الاحتلال التركي، في إشارة إلى عمليات التغيير الديموغرافي التي يقوم بها الأخير في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن