ثقافة وفن

يسوع وجذع النخلة

| إسماعيل مروة

كلمة الله ورحمته المهداة للعالمين
رحمة مريم العذراء
المتحدث في مهده
والمهدي البراءة لرحم أمومته
كنت كلمة الله
وكنت محبة الله
جئت إلينا مصدقاً بالتوراة
حاملاً إنجيلك إلينا هداية
أردت لنا النور والمحبة
وحين تمكنا
أهديناك صليبك
أخفينا طريقك
لم نسمح لهدايتك أن تبقى
أهديتنا إنجيلاً وحباً
فأهديناك صليباً من خشب
أثقلناه بالماء
أثقلناه بالخطايا
خطايا العباد الآبقين
ومهدنا لك طريقاً آخر
طريق آلامك
طريق الخاتمة
الجلجلة
ولم تعرف ما أعددناه
وكنت ترقب المطلق
ترقب وأنت الكلمة
تدعو وأنت الروح
تعرف طريق آلامك
وتمشي فيه
تسعى إليه
تدلنا على المحبة
وندلك على الألم
تدعو لنا بالمغفرة
ونجهز لك الألم
تظهر المجدلية
ونتهم العذراء التي حملت الروح
لا مكان للحب عندنا
يا يسوع
يا كلمة الله
يا نداء الحب والروح
أثقلناك بهمومنا وما تعبت
ورحت تهدينا اللؤلؤ
قلت لنا: الله محبة
دعوتنا ألا ننظر كالأرباب في ذنوب
العباد
أخبرتنا أن الناس مبتلى ومعافى
لكننا أبينا أن نستمع
أخذنا المجدلية من شعرها
صلبناها ونسينا عهرنا
واخترنا صليباً رقيقاً غالياً
من ذهب كان صليبنا
ومن خشب كان صليبك
تركناك هناك تجأر
ولدت في المغارة
لا شيء معك
سوى ما هزته من جذع النخلة
فكنت نوراً ومنارة
أنست بك الوحوش
ألفتك الخراف
أنارت بك المغارة
وبمغارتك نتخفى
قد ندخلك إليها لو أردت
قد ندلك عليها إن عدت
لن تجد العذراء
لن تخرج من طهرها
والمجدلية ضاعت في البحث عنك
وأنت وحدك غادرتنا
صرت في السمو والسماء
وعلامة الخطيئة بيننا
علامة الجهل بيننا
إنه الصليب نحمله لنكفر
إنه الصليب حملناه ليلسعنا
ليذكرنا بروحك
ليعيد إلينا طن الروح والكلمة
تقدس اسمك يا يسوع
وأنت أيتها العذراء
هزي إليك بجذع النخلة
تساقط عليك رطباً جنياً
لن يقدر اللصوص عليه
ولن يتجاوزه المارقون
لك يا يسوع ميلاد حب
ولنا ميلاد من حكاية طهر
لن ينتهي حبك
ولن نغادر كلمتك وروحك

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن