قضايا وآراء

زهَّر تشرين!!

محمد أحمد خبازي :

بلى زهَّر تشرين، وها ياسمينه سيطوِّقُ عنق سورية وخصرها، وها نجومها تشع في سماء العالم كله، شاء من شاء أو أبى من أبى!!.
فكل الذين راهنوا على سقوط بلدنا الغالي، منذ منتصف آذار العام 2011 م، هاهم اليوم يعيدون حساباتهم الخاطئة من أساسها، ويصوبون بوصلتهم الضالة باتجاه قِبلتها، وقد صوَّبوا!!.
وكل الذين أعدّوا العدة آنذاك، للنيل من سورية الحلوة، ها عدتهم ترتدُّ إليهم، وتحرق تيجانهم وعروشهم وكروشهم، فأياديهم أوكت وأفواههم نفخت، ويالبؤس ما فعلوا!!.
لقد نسي أولئك الحمقى – أو ربما هم لا يعلمون وظل الأغبياء على جهلهم – أن سورية تعني /الشمس/ فهل تُحارَبُ الشمس، وهل يستطيع أحد مهما بلغ من الحُمق أن يضع عينيه بعين الشمس، وخصوصاً إذا كانت في عزِّ طلوعها دائماً ، ومتوهجة أبدا حتى عندما تميل إلى الأفول؟.
ثمَّة حقائق يجهلها الأغبياء مهما أوتوا من العلم، ونصفهم بالأغبياء لعدم محاولتهم معرفتها على الرغم من امتلاكهم كل أسباب المعرفة، فالغباء عندما يستحكم بالعقول يعمي الأبصار والبصائر!!.
ومن تلك الحقائق، أن روح حرب تشرين الأول العام 1973 لمَّا تزل وستبقى موَّارة في الوجدان الجمعي السوري، ومهما مرت السنون لن يخبو ألقها ولن تنطفئ جمراتها المتوهجة في الذاكرة، فهي حيَّةٌ أبد الدهر ولن تموت ما دام الزمانُ حيَّاً، ولن تخمد جذوتها في ذلك الوجدان مادامت قلوب السوريين نابضة.
وشعب هذه حاله – والجيش والقيادة منه حتما – لن يُقهر، ولن يُهزم، ما يعني أن سورية عصيَّة على كل غادر ومتآمر، ومهما حاولت الدول المتكالبة عليها، والمتآمرة على ماضيها وحاضرها ومستقبلها، النيل منها بأية طريقة كانت، فلن تستطيع أن تظفر بما ترغب وتتمنى وتحلم!!.
فبمشيئة السوريين تجري الرياح، ولإرادة السوريين الحرة والمتحررة من كل قيد أو ضغط أو شـرط، يستجيب القدر.
وها نصرهم في هذه الحرب الضروس التي عجزت عن النيل من عزتهم وكرامتهم، أمسى قاب قوسين أو أدنى، وما هو إلا صبر ساعة.
فما أشبه اليوم بالبارحة، لقد زهَّر تشرين الأول في حربنا مع العدو الإسرائيلي في عام 1973م، بمساعدة الأصدقاء الروس، وها هو يزهِّرُ اليوم في العام 2015 بمساعدتهم أيضاً ، فروح تشرين – كما قلنا بداية – مستمرة، وستبقى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن