ثقافة وفن

الخير ليس مستحيلاً

| د. اسكندر لوقا

يصعب على الراغب في الوصول إلى الحقيقة إذا هو حاول معرفة أين يبدأ الخير وينتهي وأين يبدأ الشر وينتهي. إذ من حيث المبدأ، ثمة رباط قوي بين الخير والشر بشكل أو بآخر، ومن هنا صعوبة التمييز بينهما في كثير من الأوقات، لأن ذلك يتعلق، بطريقة ما، بمعادلة المصلحة ورؤية صاحبها إليها بالدرجة الأولى. بهذا المعنى تتفاوت الاستعدادات بين شخص وآخر لمعرفة أين تكمن مصلحته فيتجنب ما لا يصب إلى جانبه.
ومعروف لدينا أن المواقف بين الناس نسبية إلى حد يجعلهم، أحياناً، على طرفي نقيض بحيث يكون الخروج من هذا الموقف يبدو شبه مستحيل أحياناً. كثيرة الأمور التي تتطلب العودة إلى الذات لمعرفة من المخطئ ومن المصيب في سياق التعامل مع الآخر لضمان مصلحته من دون اللجوء إلى ارتكاب الخطأ بحق الغير بعيداً عن الصدق في القول أو الفعل.
إن محاولة الفصل بين الخير والشر في النفس البشرية، ليست من السهولة بمكان، بسبب تباين النظرة إلى الحياة والحكم على الآخر في سياق البحث عن الحقيقة وأين كان دافع أحد الطرفين لحماية مصلحته على حساب الآخر وبالتالي أين كان دافعه بعيداً عن الأنانية أو إصابة الأخر بأذى عن سابق تصور أو بطريق الخطأ.
فالشر، كما نعلم، من مكونات السلوك البشري كما الخير هو من بين هذه المكونات، وحين يراهن أحدنا على صنع الخير فذلك لأن لا مستحيل السير على هذا الدرب، وبذلك نكون قد طوينا الشر في أعماقنا، ومفيد القول في هذا المجال: إن زراعة شجرة الخير في النفس البشرية بالمعرفة، خير من ترك شجرة تنمو ومن ثم تقتلع لأنها شجرة لم تعط ثمراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن