الأخبار البارزةشؤون محلية

بوادرها «أبهة الياسمين» … مشروع لتوثيق وحماية الحرف التراثية السورية من الاندثار والمطالبة بأسواق تراثية جديدة بدلاً من المدمرة

فادي بك الشريف – تصوير طارق السعدوني :

كشف وزير السياحة المهندس بشر يازجي في تصريح خاص لـ«الوطن» عن مشروع بالتنسيق مع الجهات المعنية لحماية وصون وتوثيق الحرف التراثية لتلافي اندثارها، مبيناً أن المجلس الأعلى للحرف التقليدية أجرى عدة اجتماعات وتم البدء بتنفيذ عدد من التوصيات بالتعاون بين السياحة والاقتصاد ومؤسسات أبرزت نوعية بالتعامل مع الحرف على صعيد التوثيق وتطوير المهن التراثية. تصريح الوزير يازجي جاء خلال حفل إشهار الشركة السورية للحرف دعت إليه الأمانة السورية للتنمية في سوق المهن اليدوية بالتكية السليمانية في دمشق، بحضور المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ووزراء السياحة بشر يازجي والتنمية الإدارية حسان النوري، والشؤون الاجتماعية ريما القادري، والزراعة أحمد القادري، والأشغال العامة حسين عرنوس وعدد من الشخصيات الرسمية والفنية.
وزير السياحة أكد أن المنتج السوري يتمتع بالأصالة والدقة في التصنيع، وأنه يتم العمل على توثيق الأضرار في الأسواق التي خرجت من الخدمة، وخروج بعض الحرفيين المهرة خارج القطر، مضيفاً: إن الحرف التقليدية السورية مستمرة بوجود مؤسسات مثل الأمانة السورية للتنمية والشركة السورية للحرف، وستكون الحرف بأبهى صورها خلال الفترة القادمة وهي نقطة جذب لكل السياح بالعالم، والحرفي السوري يستقطب من قبل الشركات العالمية. وبين يازجي أنه من خلال التعاون بين وزارتي السياحة والإدارة المحلية نطلب إنشاء أسواق تراثية جديدة بدلاً من التي تم تدميرها وخاصة في حلب، وأسواق جديدة تستوعب كل أصحاب الحرف التراثية. وقال وزير التنمية الإدارية: نحن بحاجة اليوم لمهارات تسويقية وإدارية لخلق جزئية قوية ضمن المؤسسة، ونحن سنقوم بتوفيرها ضمن الوزارة، لافتاً لضرورة وجود خطة ضمن مناهج وزارة السياحة لتعليم المهن اليدوية التراثية، مبيناً في تصريح لـ«الوطن» أن الوزارة ستدعم كل المهارات مؤسساتيا. وتهدف الشركة السورية للحرف إلى صون التراث اللامادي المتمثل بالحرف اليدوية السورية من الاندثار من خلال تأمين فرص عمل للحرفين المتضررين ووضع العمل الحرفي ضمن إطار مؤسساتي.
وقال رئيس مجلس المديرين في الشركة المهندس فادي فرح في كلمة له: لن تتمكن أي كلمات مهما حملت في مضمونها أن تسطر أو تشرح مقدار الامتنان لكل الداعمين ابتداءً بالأمانة السورية للتنمية ورئيسة مجلس الأمناء السيدة أسماء الأسد، مضيفاً: نشهر رحلتنا منذ أن بدأت الفكرة إلى اليوم، إلى بدايتها الجديدة واثقين بأن الرحلة هي الغاية وأن الوصول لن يكون إلا مؤقتا لوضع أهداف أبعد وأسمى. كما عملنا على طرح منتجات تحترم رغبة مقتنيها ولم ينسنى تقديم الدعم لمن وراء هذه المنتجات من حرفيين سوريين وسيدات معيلات وفريق إداري.
وأشار فرح إلى أن الشركة التنموية في بلدنا تحتاج إلى بيئة حاضنة لتحفيز المهتمين على تكرار التجارب، بيئة تأخذ أهداف الشركات التنموية بالاعتبار خلال تكليفها الضريبي، مؤكداً أن الشركة السورية للحرف انطلقت كأحد برامج الأمانة السورية للتنمية في تموز 2013 وحسب فرح أن الشركة هي أولى الشركات التنموية في سورية التي تسعى إلى صون التراث ودعم وتطوير وتوثيق الصناعات والحرف السورية التقليدية ومنعها من الاندثار والحفاظ على ثقافة الحرفة السورية وذلك من خلال احتضان بعض الحرفيين السوريين والعمل على تسويق منتجاتهم, وتم خلال الحفل إطلاق منتج جديد للشركة تحت اسم «أبهة ياسمين» إضافة إلى عرض عدد من الأفلام القصيرة التي سلطت الضوء على الجهود المبذولة من قبل كوادر وعمال الشركة.
وأشار بيان للشركة إلى ما تحمله منتجات الشركة في روحها من عبق التراث السوري حيث يعمل على تصميمها وتنفيذها مجموعة من المهندسين والأكاديميين الشباب الذين وضعوا خبراتهم وعلومهم في خدمة التراث السوري جنبا إلى جنب مع مجموعة من أقدر الحرفيين السوريين مؤمنين بأن التراث السوري هو المصدر الذي انبثقت منه ثقافات العالم أجمع. وأوضح أن الشركة تقوم بتأمين فرص عمل لعدد من العائلات المتضررة عن طريق تدريبهم وتطوير خبراتهم إضافة إلى السيدات المعيلات لأسرهن ودعم المهنيين والحرفيين المحليين الخبراء والجدد ودعم وتوثيق وإحياء المهن والمنتجات التراثية السورية وتطويرها وتصميم منتجات تراثية عصرية جديدة وزيادة عدد العاملين على المهن التقليدية وتأهيل مهنيين جدد وتدريبهم.
وتستخدم الشركة حسب بيانها أساليب حديثة بهدف تسويق منتجات الحرفيين السوريين بالتزامن مع تسويق ثقافة هذه المنتجات وتأمين قروض صغيرة للمهنيين عند الحاجة بالتنسيق مع مؤسسات التمويل الصغير وتأمين أماكن للتصنيع والتغليف وأسواق ونقاط بيع محلية وخارجية بالتعاون مع الشركاء، كما تتنوع المنتجات بين الكروشيه والنول والصابون الطبيعي ودمى الأزياء الشعبية السورية ومنتجات غذائية منزلية الصنع خالية من المواد الحافظة وزجاج يدوي منفوخ مصنوع بالطريقة السورية إضافة إلى مجموعة من المنتجات التي يقوم بتصنيعها شبان وشابات من ذوي الاحتياجات الخاصة يقومون من خلالها بتطوير مهاراتهم وتعزيز دورهم في المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن