سورية

عشر ميزات مهمة لريف حلب الغربي بالنسبة للجيش

| حلب - خالد زنكلو

يكتسي ريف حلب الغربي بموقعه الإستراتيجي وبطبيعته أهمية بالغة تجعله في مقدمة أهداف العملية العسكرية للجيش العربي السوري، الذي استقدم تعزيزات ضخمة إلى خطوط تماس جبهات الريف المفتوح بابه أمام كل الاحتمالات والسيناريوهات.
وعدد خبراء عسكريون لـ«الوطن»، ١٠ ميزات مهمة يكتسبها الريف الغربي لحلب، الذي يتقاسم مناطق السيطرة فيه تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به مع ما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» الممولة من تركيا.
وتلك الميزات هي: أولاً: يشكل الريف الغربي لحلب عمقاً استراتيجياً للأمن القومي السوري يصل حلب بإدلب، الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين، وتركيا التي تعتبره مع حلب امتداداً إستراتيجياً مهماً أيضاً لأمنها القومي.
ثانياً: وقوع الريف على طريق عام حلب حماة، الذي يعد من أهم الطرق السريعة في البلاد ونص اتفاق «سوتشي» منتصف أيلول ٢٠١٨ على إبعاد الجماعات الإرهابية منه ووضعه في الخدمة أمام حركة المرور والترانزيت مع طريق عام حلب اللاذقية قبل حلول عام ٢٠١٩.
ويمتد الطريق الدولي الواقع ضمن محافظة حلب من خان العسل عند مدخل حلب الغربي وصولاً إلى بلدة الشيخ أحمد شمال سراقب مروراً بخان طونان وايكاردا والزربة.
ثالثاً: يصل الريف الغربي لحلب ريفها الشمالي، الذي تحتل تركيا مساحات واسعة منه، بالريفين الجنوبي والجنوبي الغربي وصولاً إلى أرياف إدلب الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية حيث تدور معارك بين الجيش العربي السوري والإرهابيين، وبالتالي، يقطع الجيش طرق إمداد الإرهابيين إلى إدلب بمد نفوذه إلى الريف.
رابعاً: يعد ممراً حيوياً بين المنطقتين، اللتين تحتلهما تركيا وتسميهما «درع الفرات» شمال شرق حلب و«غصن الزيتون» في ريف المحافظة الشمالي، إلى باقي مناطق هيمنة ميليشياتها وتنظيمات إرهابية في ريف إدلب الشمالي المتاخم لحدود تركيا الجنوبية، والذي يربط باقي مناطق محافظة إدلب والأرياف المجاورة لها مع تركيا.
خامساً: يضم الريف نقاطاً عسكرية مهمة للجيش العربي السوري، منها الكلية الإدارية ومدرسة الشرطة ومقرا الفوجين العسكريين ٤٦ و١١١، إضافة إلى بلدات مهمة ومواقع أثرية غاية في الأهمية، ويؤلف خزاناً غذائياً حيوياً لاحتوائه على أراض زراعية واسعة مزروعة بالحبوب والأشجار المثمرة، ولاسيما الزيتون.
سادساً: سيطرة «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة، والمدرج على قوائم الإرهاب الدولية، على معظم مناطق الريف بعد طرد الميليشيات التابعة لأنقرة منه مطلع ٢٠١٨، الأمر الذي يتطلب القضاء عليه وتخليص المنطقة من الإرهاب الدولي الذي يشكل هاجسا لمعظم دول العالم.
سابعاً: تشكل الجبهات الغربية لمدينة حلب صداعاً مزمناً للجيش العربي السوري ولسكان المدينة لكثرة تعديات إرهابيي الريف على أحيائهم الآمنة وإحلالهم الخراب والدمار وإيقاعهم شهداء وجرحى بشكل مستمر، إذ بلغت حصيلة يومي الجمعة والسبت فقط ٨ شهداء وأكثر من ٢٣ جريحاً نتيجة القذائف التي استهدفت حيي السكري والزهراء.
ثامناً: خلقت جبهات الريف المتصلة بحلب، وخصوصاً جمعية الزهراء ومنطقتي الراشدين والبحوث العلمية، حالاً من عدم الاستقرار في مدينة حلب أدت إلى هجرة سكانها وانعكست على تردي الحال الخدمية والاقتصادية، على الرغم من تحرير الجيش العربي السوري لأحياء المدينة الشرقية نهاية عام ٢٠١٦.
تاسعاً: تؤثر خطوط تماس غرب حلب بشكل كبير ومباشر في تطور عاصمة الصناعة السورية وتبوئها مكانتها التي تتطلع إليها، حيث تجاور منطقتا «الليرمون» و«الشقيف» الصناعيتان خطوط تماس المدينة مع الإرهابيين عدا المدينة الصناعية في الشيخ نجار والتي تطولها قذائف الإرهاب في بعض الأحيان وتحول دون عودة الرساميل الصناعية إليها بشكل يليق بأهميتها، ولاسيما من الصناعيين الذين هجروها إلى مصر ودول الجوار خلال سنوات الحرب.
عاشراً: يشكل ريف حلب الغربي خاصرة ضعيفة لحلب ولمطارها الدولي الذي لا تزال حركته الجوية شبه مشلولة لوقوعه في المدى المجدي لبعض طرازات الصواريخ التي يمتلكها الإرهابيون، والذين أطلقوا نهاية الأسبوع المنصرم ٣ منها سقطت في محيط المطار، الذي من شأن عودته للحياة أن يمد جسراً جوياً آمناً للسوريين المغتربين ويشجع رجال الأعمال على الاستثمار في حلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن