رياضة

رحيل الملهم

المحرر الرياضي

 

قاربت رحلة الدولي الإنكليزي المعتزل ستيفن جيرارد على الانتهاء في ملاعب البريمرليغ، ورغم بلوغه الخامسة والثلاثين إلا أنه مازال قادراً على صنع الفارق، إذ سجل هدف التعادل لليفربول بملعب بطل الدوري تشيلسي كرد اعتبار لشخصه أمام الجماهير التي سخرت منه طوال المباراة.
جيرارد أحد أساطير الكرة في بلاد الضباب وإحدى أيقونات ليفربول التي لن ينساها الزمن، وخزائنه رُصعت بما لذّ وطاب من الألقاب إلا بطولة الدوري التي حرمه القدر منها الموسم الفائت عندما تزحلق، فتزحلق اللقب أمام تشيلسي مورينيو بالذات، لكن التاريخ سجّل أنه اللاعب الوحيد الذي سجل في نهائي كأس إنكلترا ونهائي كأس الرابطة الإنكليزية المحترفة ونهائي الشامبيونغ ليغ ونهائي اليوروبا ليغ.
توجيه الإهانة له طوال مباراة الأحد وهتافات السخرية وعبارات الاستخفاف لم تثنه عن أداء دوره، لكن المدرب روجرز أخرجه قبل عشر دقائق بشكل مدروس فما كان من الجماهير التي ضايقته طوال ثمانين دقيقة إلا التصفيق له، وهنا مربط الفرس، فكيف للاعب يشتم طوال الوقت ويتلقى التحية بضع ثوان ويجامل الجمهور الأزرق برد التحية وكأن شيئاً لم يكن؟
المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو قال: توجيه الإهانة للكابتن جيرارد وإطلاق صافرات الاستهجان بحقه يعدان خير تكريم له.
قد يقول قائل: لماذا يقول مورينيو ذلك عن لاعب رفض ثلاث مرات الانتقال إلى فريق مورينيو؟ عن لاعب اعترف (السبيشل ون) أنه اللاعب الوحيد الذي كان يتمنى التعاقد معه ولم يفلح في مسعاه لا لشيء وإنما لأن جيرارد لم يرق له اللعب ضد جماهير أنفيلد، الجماهير الأكثر صخباً وتأثيراً وخاصة جمهور مدرج الكوب.
تلك أسئلة جوابها العقلية الاحترافية فعالم كرة القدم مملوء بالأحاسيس واللحظات الصاخبة وحالة ستيفن جيرارد واحدة منها، وبالتأكيد الملاعب الإنكليزية هي التي ستخسر نجماً بهذا الحجم، وفريق ليفربول سيخسر ملهماً قد لا يجود الزمان بمثله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن