رياضة

قمة الحقيقة لمنتخبنا في الطريق الآسيوي المونديالي … تعطيل الكمبيوتر الياباني شعار النسر السوري

محمود قرقورا :

سيكون اليوم ابتداء من الرابعة عصراً شبه مصيري للكرة السورية في سعيها لرد اعتبارها عقب خيبتي أمل منتخبي الناشئين والشباب اللتين خلفتا جرحاً نازفاً عند جماهير كرتنا، والرد في مباريات الكبار صداه أعلى بكل تأكيد وهذا ما نأمله.
المباراة تأتي في توقيت مثالي لأن اليابان تعيش فترتها الأسوأ خلال سنوات الألفية الثالثة، والظروف لا تجود بأفضل من هذه لفيرسة الكمبيوتر وإعادة فرمتة سجلنا أمام الساموراي الياباني الذي لم يتكلم بلغة الفوز يوماً ما، ووفق هذه الرؤية نتمنى أن تطغى جغرافيا الحضور على العوامل التاريخية التي لا قيمة لها في عالم كرة القدم.
السجل المثالي لمنتخبنا بالعلامة الكاملة نتمنى ألا يتلوث بنتيجة تعكر المزاج الكروي عند جمهورنا المتعطش لبسمة كروية في زمن صعب، والسجل الزاهي للمدرب فجر إبراهيم خلال الرحلة الآسيوية المونديالية نتمنى ألا يتسخ بنتيجة تعيدنا إلى أرض الواقع لنقول هذه حدودنا، فكتيبة اللاعبين المحترفين المتوافرين تجعلنا متفائلين بنبذ كلمة هذه حدودنا التي كثيراً ما عزفنا على وترها عند كل خيبة.
المباراة نقول عنها شبه مصيرية لأن نقطة التعادل تقرب منتخبنا من حجز مكانه في النهائيات القارية التي غبنا عنها مطلع العام الجاري، ولا شك أن المصير كله يبقى في مباراة الرد حيث يكون كل منتخب قد عرف ما له وما عليه ويلعب على هذا الأساس، ولذلك نتمنى أن نصل إلى مباراة الرد ونحن ضامنون العبور والسبيل الوحيد إلى ذلك حصد النقاط الثلاث اليوم، ولا خلاف على أن نقطة التعادل سنرحب بها لأننا نواجه منتخباً لم تغب شمسه عن المونديال منذ 1998، نواجه سيد القارة الآسيوية الذي حاز أربعة من ألقاب القارة السبعة الأخيرة، بمعنى أن الثورة الكروية اليابانية لا مثيل لها بكل ثورات الكرة على سطح الكرة الأرضية.

احترام المنافس
احترام المنافس ومعرفة أين نحن على الأرض مفتاح نجاح المدرب، وحسب معرفتنا بالمدرب فجر إبراهيم نرى أنه يحترم المنافسين ويعشق المواجهات الكبيرة، بل سبق له تحقيق العديد من النتائج اللافتة في سجله الدولي، كالتعادل في إيران مرتين والتعادل في كوريا الجنوبية والتعادل مع منتخب السويد، ولذلك ننشد وضع عصارة خبرته في هذه المباراة ولاسيما أن الزاد البشري والمعنوي بين يديه يبعث على الطمأنينة، وفجر بالذات شاهد المنتخب الياباني خلال نسختي أمم آسيا الأخيرتين كما شاهده في المونديالين السابقين وسبق أن التقاه رسمياً وودياً، ولذلك يجب أن يكون كالكتاب المفتوح أمامه.
بدوره المدرب البوسني خليلوزيتش وضع لاعبيه بصورة قوة المنتخب السوري خلال رحلة التصفيات الحالية وكأنه بهذه النقطة يركز على مسألة احترام الخصم ورفض الترشيحات المسبقة، وهذه الخطوة ذكية وضرورية، لأنه أكل الطعم عندما تعادل مع سنغافورة على الأراضي اليابانية تحديداً، ومن هنا نطمع بنتيجة مماثلة على الأقل، فسنغافورة ليست أفضل منا حتى تنال نقطة ونعجز عن بلوغ المرام.
تصنيف الفيفا لا قيمة له على الورق ولم يكن يوماً ما عاملاً في الترشيحات المسبقة، فمنتخبنا ثالث عشر القارة بالمركز 123 عالمياً في حين منتخب اليابان ثالث القارة في المركز 55 عالمياً.

أوراق المدربين
احتاج فجر ابراهيم في المباريات الثلاث السابقة إلى جهود 20 لاعباً بينهم ثمانية شاركوا في المباريات الثلاث وهم عدي جفال وخريبين وعبد الرزاق الحسين ومحمود المواس وعمرو ميداني وزاهر ميداني وسنحاريب ملكي وبرهان صهيوني، واللافت أن صهيوني شارك في المباريات الثلاث بديلاً وهذا مؤشر على أنه الخيار الأول بين البدلاء غير أنه مصاب هذه المرة، بينما مدرب اليابان خليلوزيتش احتاج إلى جهود 19 لاعباً بينهم ثمانية لاعبين شاركوا في المباريات الثلاث وهم: هوندا وأوكازاكي وكاغاوا وهاسيبي وساكاي ويوشيدا وأوسامي وهاراغوشي والأخير شارك في المباريات الثلاث بديلاً وكأنه الخيار المفضل عند مدربه بين البدلاء.

يوم 8 تشرين الأول
خاض منتخبنا ثلاث مباريات من قبل يوم 8 تشرين الأول حملت فوزين وخسارة وفق التالي:
8/10/2004: قطر * سورية 1/2 (ماهر السيد وجهاد الحسين) ودياً بقطر.
8/10/2007: سورية * أفغانستان 3/صفر (محمد زينو هدفين ثانيهما من جزاء وماهر السيد من جزاء) ضمن تصفيات المونديال.
8/10/2010: الصين * سورية 2/1 (عبد الرزاق الحسين) ودياً بالصين.
وجهاً لوجه

تسع مواجهات جمعت منتخبي سورية واليابان حملت ثماني خسارات وتعادلاً وحيداً وسجلنا ثمانية أهداف مقابل 19 بمرمانا والمعتمد في الفيفا سبع مباريات منها تعادلنا الوحيد ودياً في دمشق عام 1983 وإليكم البيان:
18/7/1978: اليابان * سورية 3/2 (مروان شريفة وفؤاد عارف) ضمن دورة مرديكا.
12/2/1983: سورية * اليابان 2/2 (كيفورك مردكيان وعصام زينو) ودياً بسورية.
7/6/1983: اليابان * سورية 1/صفر ضمن دورة كيرين.
25/7/1986: اليابان * سورية 2/1 (جورج خوري) ضمن دورة مرديكا.
6/12/1996: سورية * اليابان 1/2 (نادر جوخدار) ضمن نهائيات أمم آسيا.
2/2/2005: اليابان * سورية 3/صفر ودياً باليابان.
3/12/2006: سورية * اليابان صفر/1 ضمن دورة الألعاب الآسيوية.
13/11/2008: اليابان * سورية 3/1 (محمد زينو من ركلة جزاء) ودياً باليابان.
13/1/2011: سورية * اليابان 1/2 (فراس الخطيب من جزاء) ضمن نهائيات أمم آسيا.

تفاؤل
مدربنا بدا متفائلاً وقال قبل المباراة: الحصص التدريبية سارت بشكل جيد رغم تأخر التحاق سنحاريب ملكي وأحمد كلاسي حتى صباح الثلاثاء إلا أن جسم المنتخب متماسك وجاهز ويبذل كل ما لديه خلال الحصص التدريبية التي تنوعت صباحية ومسائية بين الفني التكتيكي والبدني المنتظم، ووقتنا التمرين تزامناً مع توقيت المباراة.

بالأرقام
• لقاء منتخبنا مع الياباني سيحمل الرقم 67 في تاريخ مشاركاته بالتصفيات المونديالية، حقق الفوز في 30 مباراة، وتعادل في 15، وتلقى الخسارة في 21 مباراة.
وللتذكير فقد فزنا بأرض الملعب على طاجاكستان مرتين خلال تصفيات 2014 ولكن اعتبر منتخبنا خاسراً قانوناً، كما أن الإحصائية لا تشمل ثلاث مباريات، الأولى اعتذارنا عن لقاء الرد مع تركيا ضمن تصفيات مونديال 1950، والثانية اعتذارنا عن لقاء الرد مع إيران ضمن تصفيات 1978 والثالثة اعتبارنا فائزين على قيرغيزستان ضمن تصفيات 1998 بسبب تأخر وصول منتخب قيرغيزستان إلى دمشق.
• لعب منتخبنا 29 مباراة على أرضه ضمن تصفيات المونديال سواء في سورية أم على أرض اخترناها بديلة خسرنا أربع مرات فقط ثلاث أمام إيران وواحدة أمام قيرغيزستان، وحققنا الفوز 18 مرة قبل خسارة إحداها قانوناً، وحصل التعادل سبع مرات.

صافرة أوزبكية
يقود المباراة الحكم الأوزبكي رافشان أرماتوف وهو حكم صاحب باع طويل باللعبة، ويحمل الرقم القياسي بعدد المباريات التي قادها في المونديال بتسع مباريات خلال مونديالي 2010 و2014 واللافت أنه قاد مباريات عدة بأدوار متقدمة ما عدا النهائي وكان خيار الفيفا لافتتاح مونديال 2010 بين جنوب إفريقيا والمكسيك، وهو أيضاً صاحب الرقم القياسي بعدد المباريات خلال مونديال واحد بخمس مباريات إلى جوار الأرجنتيني إيلزوندو والمكسيكي أرشيوندا، واختير أفضل حكم في القارة خمس مرات، وسبق له قيادة نهائي أمم آسيا 2011.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن