سورية

داعية إسلامي مصري يرد على منتقدي الضربات الروسية.. وخبيران، قانوني وعسكري، يؤكدان أنها «شرعية وايجابية»

القاهرة – فارس رياض الجيرودي :

رأى اللواء المصري علاء عز الدين، المدير السابق لمركز القوات المسلحة المصرية للدراسات الإستراتيجية، أن روسيا لم تتدخل لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي في سورية إلا بعد أن أعطت فرصة، لأكثر من عام، للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، والذي أثبت في المحصلة أنه غير قادر على القضاء على التنظيم، مشيراً إلى أن غارات التحالف لم توقع خسائر مادية مؤثرة بالتنظيم، ومتوقعا أنه سيكون للغارات الروسية على داعش في سورية مردود إيجابي ملموس خلال عام واحد فقط ولن تحتاج لتجاوز هذه المدة.
وفي السياق نفسه وصف أستاذ القانون الدولي المستشار مساعد عبد العاطي، الضربات الجوية التي تقوم بها القوات الروسية على تنظيم داعش في سورية بـ«الشرعية» والتي تتوافق مع مبادئ القانون الدولي، وذلك لأنها تمت بناء على طلب من الحكومة السورية وبالتنسيق معها، مؤكداً أن ما تقوم به قوات التحالف الدولي المشكل لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة، يعد خرقا وانتهاكا للقانون الدولي إذ لم تنسق واشنطن مع حكومة دمشق ما يعد انتهاكا للمجال الجوي لدولة ذات سيادة.
وأكد عبد العاطي، أنه طبقا للمادة 52 من ميثاق الأمم المتحدة يحق للدول بشكل فردي أو جماعات طلب المعونة العسكرية وهذا ما قامت به سورية، موضحاً أنه يحق لروسيا تطوير عملياتها العسكرية لتشمل تنظيمات إرهابية أخرى في العراق على سبيل المثال في حال طلبت بغداد ذلك، وهذا ما أعلنت موسكو استعدادها لتنفيذه.
كما أكد عبد العاطي، أن روسيا تتبنى نهج المواجهة الشاملة لكل الجماعات الإرهابية في كل أماكن انتشارها، وذلك وفقا لما أعلنه مسؤولون روس على رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أكد اعتزام روسيا، استصدار قرارٍ من مجلس الأمن لتنسيق جهود جميع القوى المناهضة لتنظيم داعش وجماعات إرهابية أخرى.
وقال: إن روسيا ترأست اللجنة الوزارية لمجلس الأمن، تحت عنوان «تسوية الصراع في الشرق الأوسط وشمال إفريقية والتهديدات الإرهابية في المنطقة» الأمر الذي يفتح المجال واسعا لضربات عسكرية روسية على التنظيمات الإرهابية التي تنتشر بليبيا على سبيل المثال، كما يفتح المجال لعمليات عسكرية روسية ضد تنظيمات مسلحة أخرى غير مدرجة على لائحة الإرهاب مثل الجيش السوري الحر أو المعارضة السورية المدربة أميركياً.
وحول مشروع القرار الذي تحاول موسكو استصداره من مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب أشار عبد العاطي، إلى أن المجلس سبق له أن أصدر مجموعة قرارات تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة باعتبار بعض التنظيمات كجماعات إرهابية وعلى رأسها داعش وجبهة النصرة.
وأصدر مجلس الأمن، قرارات غاية في الأهمية بشأن مكافحة الجريمة الإرهابية وتجفيف منابعها وإلزام الدول للتعاون المعلوماتي واللوجستي للقبض على مرتكبي تلك الجريمة ومكافحتها، ومن ثم فإن الجهود الدولية الروسية تتماشى تماما مع الشرعية الدولية، لكن عبد العاطي استدرك قائلاً: «من الممكن تقويض تلك الجهود الروسية حال استخدام الولايات المتحدة على سبيل المثال حق الفيتو».
من جهة أخرى وفي إطار الرد على البيان الذي هاجم من خلاله حزب النور السلفي المصري المقرب من السعودية الدعم الروسي لدمشق، رد الداعية السلفي الشيخ محمد الأباصيري قائلاً: «إن أي عربي يتشرف بعروبته ويعرف الإرهاب على حقيقته يدعم الضربات الروسية على معاقل الإرهابيين في سورية ويفرح بها»، مضيفاً «بل يتمنى أن تؤتي ثمارها المرجوة منها وتساهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى دمشق بالقضاء على الإرهاب فيها».
وأضاف، تعليقاً على توجيه روسيا ضربات في سورية، «من هذا المنطلق أعلن تأييدي ودعمي لهذه العمليات العسكرية الروسية في سورية، وأتمنى أن تحقق نجاحات على أرض الواقع»، منددا بالأصوات المعارضة لهذه الضربات وخاصة الجماعات الدينية، كجماعة «الدعوة السلفية» بالإسكندرية وذراعها السياسي حزب النور.
وتابع: «أصوات الجماعات الدينية كشفت عن حقيقتها الإرهابية والداعمة للإرهاب بموقفها الرافض لهذه الضربات، كما فضحت نفسها بوقوفها في خندق الإرهابيين كداعش وغيرهم، وفي خندق من يدعمهم كالولايات المتحدة والغرب وإسرائيل، ما يؤكد أنه لا فارق بينهم وبين عناصر الجماعات الإرهابية».
واختتم الأباصيري بالقول: «كل الدعم للضربات الروسية على معاقل الإرهابيين في سورية، وكل الأمنيات لسورية الحبيبة بالأمن والأمان والسلامة من كل شر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن