رياضة

بخسارة منتخبنا أربع مباريات في دورة دبي … ألم يكن بالإمكان أفضل مما كان؟

| مهند الحسني

ما بين الرضا عن النتائج الرقمية الموضوعة في إطارها النظري والحالة التي نفضلها لمنتخبنا الوطني، انتهت مشاركة منتخبنا الوطني الأول في بطولة دبي الدولية لكن الحديث عنها لم ينته بعد، نظراً لما حملته من نتائج تركت الكثير من إشارات الاستفهام عند عشاق السلة السورية لكون هذا المنتخب ما زال في بوتقة الاهتمام ودائرة الضوء.

مقومات غير متوافرة

لنعترف بداية أن منتخبات السلة بشكل عام لا تعيش حالة مثالية لأنه لا شيء مثالياً في رياضتنا، وبصراحة سلتنا الوطنية ليست في أحلى أيامها، ولكنها حظيت ببعض المخلصين ممن بذلوا جهدهم بما توافر لديهم من وسائل وإمكانيات محدودة، فبدت عملية الحفاظ على ما تبقى من أشلاء السلة السورية أشبه باستخراج الماء بعصر الصخر.
اللعب وتسجيل حضور طيب في دورة قوية مثل دورة دبي بحاجة إلى توافر العديد من المقومات، يأتي في بدايتها التحضير المثالي، وهذا ما افتقده منتخبنا الذي عانى من ضيق فترة التحضير، ولم يتمكن أي مدرب مهما كانت خبرته في خلق حالة من التفاهم والانسجام، إضافة إلى أن المشاركة بالدورة تحتاج إلى لعب مباريات ودية قوية، ومنتخبنا لم يستطع لأسباب عديدة إجراء أي لقاء ودي يوازي حجم وقوة البطولة، وتحتاج المشاركة أيضاً إلى لاعبين أجانب من طراز السوبر ستار، وهذا ما افتقده منتخبنا الذي التحق لاعبه الأجنبي قبل البطولة بيوم واحد، وهي مدة قصيرة يستحيل خلالها أن يتأقلم مع باقي اللاعبين، فظهر بمستوى فني متواضع، فبدا البون شاسعاً بين مستوى لاعبينا وبين مستويات لاعبي الأندية الأخيرة، وهذا أكبر دليل على أن بناء لاعبنا خاطئ فنياً وبدنياً ومهارياً، وهذا نتاج العمل العشوائي الذي تقوم به أنديتنا منذ سنوات.

اعتراف وحقيقة

منافساتنا المحلية بصورتها الحالية لن تتقدم بسلتنا قيد أنملة، والمشاكل المزمنة التي لم تجد حلاً لن تتقدم بنا إلى أي مركز، بل ستعود بنا إلى الوراء في حال بقيت على حالها، التركيز على اكتشاف المواهب في كرة السلة أهم بكثير من رعايتها، والاكتشاف أولا، والرعاية ثانياً سلتنا اليوم بلا اكتشاف، ولا رعاية، واقتربت من خط النهاية، ومن يطبل ويهلل لمنافساتنا المحلية إما جاهل وإما متجاهل، فالحضور الجماهيري والحماس والاندفاع لم تكن في يوم من الأيام مفتاحاً للفوز أو الألقاب.
تابعنا الضعف الهائل في المهارات الأساسية لكرة السلة لدى لاعبينا لتكتشفوا حجم التخلف الذي نعيشه، فالمدربون هواة، وبعضهم هاجر، أو غادر، واللاعبون بعضهم موهبته ضعيفة، والبعض الآخر غارق في هموم الحياة اليومية التي تحول دون تطوره، والصالات محدودة وصيانتها مفقودة.

إقالة

ما إن انتهت مشاركتنا حتى انبرى الكثيرون مطالبين بإقالة الجهاز الفني للمنتخب، متناسين أن الفترة التي تفصلنا عن بدء التصفيات الآسيوية قليلة، وهذا التغيير سيكون كارثياً للمنتخب، وإذا كان رحيل الجهاز الفني هو حل وخلاص لمنتخبنا من أزماته ووصوله لمنصات التتويج، فنضم صوتنا للمطالبين بهذا الرحيل بشرط واحد هو تقديم خطة بديلة، وواقعية قابلة للتنفيذ قادرة على انتشال منتخبنا ووضعه على السكة الصحيحة، ولكن قبل ذلك لا بد لمن يملك ورقة عمل، وخطة بديلة أن يعززها بتجارب ناجحة، قبل أن يتولى زمام الأمور، لا أن نكتفي بالوعود، والكلام المعسول، والخطب الرنانة، فلا وعود تدفق ملايين الرعاية حققت، ولا أندية المنظرين نهضت، ولا الأفكار الخيالية نقلت إلى أرض الواقع، ولا يمكن أن نرضى لمنتخبنا أن يكون رهن تجارب مراهقي الرياضة، فمن لا يجيد المشي فلن يستطيع الجري، وكثير من منظّري سلتنا فشلوا في المشي بسلة أنديتهم، أو فرقهم التي دربوها داخلياً وخارجياَ، فكيف نتوقع منهم النجاح في إدارة اللعبة، وهم لا يستطيعون حل أبسط مشكلات أنديتهم.
المشاركة انتهت ويجب وضعها خلف ظهورنا، والتطلع للتصفيات وتأمين الأجواء والمناخات المناسبة للجهاز الفني لتصحيح الأخطاء التي وقع بها اللاعبون في دورة دبي، ويجب الالتفاف حول المنتخب وتشجيعه للخروج من كبوة دبي، والدخول بأجواء التصفيات بروح معنوية عالية، لأن الحديث بغير ذلك سيكون له عواقب وخيمة على نتائجنا في مباريات النافذة الأولى.

مؤتمر صحفي
لابد لاتحاد السلة من قطع الطريق أمام جميع المشككين وبائعي الكلام، وعقد مؤتمر صحفي يتصف بالشفافية والوضوح، ولا نريد أن نتحدث خلاله عن نتائجنا بدورة دبي لأنها مضت وباتت من الذكريات، وإنما نريد حديثاً واضحاً وشفافاً يتحدث خلاله الجهاز الفني عن تصوراته للمرحلة المقبلة دون أي مواربة.
لغة الأرقام
خسر منتخبنا أربع مباريات كانت الأولى أمام فريق مايتي الفلبيني 72-77، وخسر أمام بيروت لبنان 84-88، وأمام الرادسي التونسي 62-63، وأمام منتخب الإمارات 66-82.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن