سورية

تقدم الجيش المتسارع يخرس الجولاني

| الوطن - وكالات

بما يؤكد حالة الانهيار الكبيرة التي أصابت تنظيمه أمام عملية الجيش العربي السوري في ريفي إدلب وحلب، ظهر متزعم تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي المدعو أبو محمد الجولاني بين إرهابييه في تسجيل من دون أن يتحدث، في وقت كانت التظاهرات تتواصل ضده وضد تنظيمه مطالبة بطردهم.
ولأول مرة من بدء الجيش العربي السوري معركته البرية الواسعة في محافظة ريفي إدلب الجنوبي الشرقي وحلب الغربي لتطهيرهما من التنظيمات الإرهابية نشرت وكالة «إباء» التابعة لـ«النصرة»، تسجيلاً يظهر الجولاني، ضمن إرهابيين من مجموعة ما تسمى «العصائب الحمراء» التابعة للتنظيم، وذلك أثناء ما سمته الوكالة «بيعة الموت».
وذكرت الوكالة، أن الاجتماع جاء لمناسبة «بيعة انغماسيي العصائب الحمراء على الموت قبيل دخول جمعية الزهراء بمدينة حلب» بحضور متزعم «النصرة»، حيث أعلن التنظيم والتنظيمات الإرهابية الأخرى الموالية لها بدء عملية هجومية لها في الأحياء الغربية لمدينة حلب على محور جميعة الزهراء.
وحسبما ذكرته «إباء»، فإن مسلحين من «النصرة» نفذوا عمليتين انتحاريتين استهدفتا مواقع للقوات الرديفة للجيش العربي السوري في المنطقة، وسط تأكيدات العديد من المصادر أن الجيش العربي السوري أفشل هجوم التنظيمات الإرهابية.
وظهر الجولاني في التسجيل عاصباً رأسه بشريطة حمراء كتب عليها اسم المجموعة، ويعتبر هذا هو الظهور الأول له بعد تقدم قوات الجيش بشكل متسارع، خلال الأيام الماضية، وسيطرتها على مدن إستراتيجية في ريف إدلب الجنوبي وأهمها مدينة معرة النعمان.
واللافت في التسجيل أن متزعم «النصرة» لم يدل بأي كلمة خلال التسجيل، بخلاف التسجيلات السابقة التي كانت تنشر ويظهر فيها، علماً أن الكثير من المواقع الإلكترونية الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية، تساءلت أكثر من مرة منذ اندلاع معركة إدلب الأخيرة عن سبب اختفاء الجولاني؟
وارتبط اسم «العصائب الحمراء» بجميع العمليات الإرهابية التي يعلن عنها تنظيم «النصرة»، وروج لهم كمسلحين بارزين تدربوا على جميع الفنون القتالية، وانهم يعملون «خلف خطوط العدو».
ظهور الجولاني هذا كان سبقه خروج تظاهرة مسائية، في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي ضد «النصرة» وضده، طالبتهم بالخروج من مناطقهم، حيث جاب عشرات المواطنين شوارع البلدة بهتافات مناوئة لـ«النصرة».
وهذه ليست التظاهرة الأولى التي تخرج في كللي بل خرجت قبلها تظاهرة في 14 الشهر الماضي، وندد المتظاهرون بتصرفات «النصرة» ومتزعمها، مطالبين بخروج «النصرة» وما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة لها من البلدة.
وفي 8 كانون الثاني، خرجت تظاهرة ضمت العشرات في كللي أيضاً، حيث هتف المتظاهرون ضد «النصرة» و«حكومة الإنقاذ» وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين لديها.
كما شوهدت عبارات كتبت على الجدران في مدينة إدلب، تطالب بإسقاط «النصرة» وتابعيها، أثناء خروج تظاهرة ضمت عشرات النساء والأطفال، في 4 كانون الثاني في كللي، للمطالبة بإسقاط «النصرة»، بسبب تسلطها واعتقالها كل من يعارضها.
على خط مواز اعتقل تنظيم «النصرة» أمس، مواطنين اثنين من أبناء بلدة زردنا بريف إدلب، عقب افتتاح المدارس في البلدة لإيواء النازحين، في حين خرجت تظاهرة في البلدة تطالب بالإفراج عنهما.
وهتف المتظاهرون ضد «النصرة» وممارساتها بحق النازحين، وطالبوا بالإفراج عن جميع المعتقلين في سجون التنظيم، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
وتمارس «النصرة» انتهاكات بحق النازحين تتمثل بفرض إتاوة على أصحاب السيارات التي تنزح باتجاه عفرين، حيث ذكرت المصادر، أن الحواجز التابعة لـ«النصرة» طالبت أحد المواطنين بـ50 دولاراً أميركياً مقابل السماح بتمرير أثاث منزله ومعداته، في حين غرم أحد المعابر التابعة لـ«النصرة» صاحب حصادة زراعية بدفع مبلغ 500 دولار أميركي، في وقت تعمل ما تسمى «حكومة الإنقاذ» ومسلحو «النصرة» على فرض إتاوات على المنظمات الإنسانية ويستغلون مشاريعها الخدمية لمصلحة التنظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن