سورية

سيطر على زيتان بريف حلب.. وروسيا ردعت أنقرة بقصف تعزيزات لها … الجيش يمهّد لاقتحام سراقب.. و«النصرة» يخلي مقراته في المدينة

| حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق – الوطن – وكالات

بخطا ثابتة واصل الجيش العربي السوري، أمس، تقدمه باتجاه مدينة سراقب بريف إدلب وقلص المسافة التي تفصله عنها أكثر بسيطرته على أربع قرى جديدة، وفي الوقت نفسه، ورغم محاولات الإعاقة التركية أحرز تقدماً جديداً في ريف حلب الغربي بسيطرته على بلدتي زيتان وخلصة، في حين وجهت القوات الروسية رسالة ردع قوية لنظام أردوغان للكف عن محاولاته من خلال قصف أرتالاً عسكرية له وصفت بالأضخم.
ووفق معلومات «الوطن»، بسط الجيش، أمس، سيطرته على قرى كفر بطيخ وداديخ وإنقراتي وزكار بريف إدلب الجنوبي حتى ساعة إعداد هذه المادة، وواصل تقدمه جنوب غرب مدينة سراقب لتنظيف كل القرى الواقعة بطريقه نحو المدينة من الإرهابيين.
بدوره، بيَّنَ مصدر ميداني لـــ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف إدلب خاضت اشتباكات ضارية مع مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه من التنظيمات الإرهابية الأخرى على عدة محاور بريف إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، كبدتهم خلالها خسائر فادحة بالأفراد والعتاد بمؤازرة الطيران الحربي الذي دك تحركات للإرهابيين وخطوط إمدادهم.
وأوضح المصدر، أن الجيش يمهد طريقه إلى مدينة سراقب الإستراتيجية لكونها عقدة مواصلات طرقية لعدة محافظات ومدن سورية بقضم ما حولها من قرى وتحريرها من الإرهابيين.
ولفت إلى أن الاشتباكات التي خاضتها وحدات الجيش مع الإرهابيين كانت عنيفة وعلى عدة محاور في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، نظراً لاستماتة الإرهابيين لمنع تقدم الجيش نحو نقاط تمركزهم على محور سراقب، واستقدامهم تعزيزات بشرية واستخدامهم عربات مفخخة.
ولفت المصدر إلى أن كل ذلك، لم يشكل عائقاً أمام وحدات الجيش التي دمرت كل ما وقف في طريقها، ما أدى إلى فرار العديد من الإرهابيين نحو إدلب المدينة من مواجهة بواسل الجيش.
وأوضح، أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك شن غارات مكثفة على تحركات الإرهابيين ونقاط انتشارهم في كفر سجنة ومعرة حرمة ومعر زيتا وجبالا وسرمين وبنش وسراقب وريفها والنيرب وآفس وحاس وجوباس وترنبة وشابور وكفر نبل والبارة بريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، أسفرت عن مقتل العديد من الإرهابيين وجرح آخرين وتدمير عتادهم.
وذكر المصدر، أن وحدات الجيش اكتشفت مقراً محصناً تحت الأرض لقيادة التنظيمات الإرهابية يضم ورشاً لتصنيع الأسلحة في بلدة معر دبسة جنوب مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وكالة «سبوتنيك» الروسية من جهتها، نقلت عن مصدر ميداني تأكيده أن وحدات الجيش تسعى لتوسيع نطاق سيطرتها باتجاه مدينة سراقب وتوسيع جبهة التقدم من المحاور الجنوبية والجنوبية الشرقية والغربية بهدف إضعاف تماسك دفاعات الإرهابيين على تخوم المدينة، تمهيداً لاقتحامها.
وفي السياق نقلت وكالة «سانا» عن مصادر محلية وإعلامية متطابقة أن إرهابيي تنظيم «النصرة» نقلوا عائلاتهم قبل عدة أيام من مدينة سراقب باتجاه الحدود التركية وأخلوا مقراتهم في إشارة إلى ترقبهم الهزيمة أمام الجيش.
كما أفادت «سانا» بأنه بعد ساعات من إحباط وحدات الجيش لهجوم كبير نفذته مجموعات إرهابية على المحور الغربي لمدينة حلب وتدمير 4 عربات مفخخة لها واصلت وحدات الجيش عملياتها على تحصينات ونقاط انتشار الإرهابيين في قرية خلصة على محور بلدة خان طومان الغربي انتهت بتحرير القرية وتكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد.
وأشارت إلى أن وحدات من الجيش واصلت عملياتها ضد تجمعات وتحصينات الإرهابيين على محور خان طومان- زيتان وتخوض اشتباكات مع المجموعات الإرهابية على مشارف بلدة زيتان شرق الطريق الدولي حلب- حماة.
وفي وقت لاحق من يوم أمس أفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، بتحرير الجيش بلدة زيتان والقضاء على العديد من الإرهابيين.
واستقدمت قوات الجيش تعزيزات عسكرية إضافية إلى محور الزهراء غرب مدينة حلب، وانتشرت على طول خطوط التماس مع التنظيمات الإرهابية، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
وقد أصيبت مراسلتا قناة «العالم» الإيرانية ضياء قدور وقناة «سما» كنانة علوش ومصور قناة «العالم» إبراهيم كحيل ومصور قناة «الكوثر» صهيب المصري جراء استهداف المجموعات الإرهابية السيارات التي تقلهم خلال تحركهم لتغطية عمليات الجيش على المحاور الجنوبية الغربية لمدينة حلب، حسب «سانا» التي ذكرت أنه تم نقل المصابين إلى مشفى الجامعة لتلقي الإسعافات الطبية والعلاج اللازم، مبينة أن الإصابات تراوحت ما بين الخفيفة والمتوسطة ووضع الجميع مستقر.
في المقابل وفي ظل هذه التطورات الميدانية والتقدم الذي يحرزه الجيش، استقدمت قوات الاحتلال التركي تعزيزات عسكرية ضخمة لإنقاذ أدواتها الإرهابية في شمال غرب البلاد، حيث ذكر «المرصد» أن تعداد الشاحنات والآليات العسكرية من دبابات وناقلات جند ومدرعات التابعة للاحتلال التركي التي دخلت الأراضي السورية منذ صباح أمس ارتفع إلى نحو 195 وسط استمرار عملية الدخول.
وأوضح أن تلك الأرتال التركية توجهت إلى إدلب وحلب، وسط معلومات عن إعلان أوتستراد حلب – اللاذقية المعروف بـM4 منطقة عسكرية من قبل قوات الاحتلال التركي، وذلك في تصعيد تركي كبير مع الجانب الروس، وفق «المرصد».
وفي مؤشر على مدى الترابط بين النظام التركي وتنظيم «جبهة النصرة»، ذكر موقع «الميادين- نت» أن رتلاً لقوات الاحتلال التركي قام بجولة في المواقع التابعة لتنظيم «النصرة» في محيط مدينة إدلب.
وفي وقت لاحق، ذكر «المرصد» أن الطائرات الروسية استهدفت محيط الرتل التركي بالقرب من قرية كفر حلب بريف حلب الجنوبي الغربي، وذلك أثناء مروره من المنطقة بعد دخوله الأراضي السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن