شؤون محلية

إلى متى…؟

عبير صيموعة :

موجات الهجرة خارج البلاد تتوالى، يقولون الحرب كانت أحد أهم مسبباتها ليضاف إليها الفقر وقتل آمال أصحاب المواهب والكفاءات، لكنها الهجرة التي أصبحت واقعا مفروضا على أبنائنا… خسرتهم البلاد وربحتهم بلاد الاغتراب، عاشوا وتربوا على أرضها والتفت على طاقاتهم بلاد الاغتراب ليكون الخاسر الأكبر الوطن. فخسائر الوطن لا تقاس بالحرب والدمار والقتل فهناك ما يتعلق بفقدان البلد طاقاتها البشرية على اختلافها من أصحاب الطاقات المبدعة إلى الأيادي العاملة من الشباب، ولكننا لا نستطيع أن نلوم أحداً فالبحث عن فرصة وإيجاد الظروف المناسبة هو حق مشروع للجميع في ظل الظروف التي تعيشها البلاد، إلا أننا لابد أن نعترف بأن الحرب الطاحنة ساهمت في إفراغ البلاد من ثروتها البشرية كما لابد من الاعتراف بأن الظروف الاقتصادية والمعيشية هي الأخرى كانت من أهم الأسباب التي دفعت شبابنا إلى الهجرة. وهنا لابد من دق ناقوس الخطر ولو كان متأخرا ولابد من وقفة جدية من الحكومة للحفاظ على ما تبقى من أبنائها واتباع سياسة جديدة لتوطين المواطن ضمن أرضه وخلق الدافع لإبقائه لكيلا تقف البلاد عند لحظة معينة تبكي مواطنيها الذين هربوا من أحضانها إلى أحضان «أوطان» أخرى أعطتهم ورقة صغيرة كمواطنين جدد مستثمرة عقولهم وكفاءاتهم وحتى شبابهم. فما فائدة إعادة الإعمار والنزيف البشري يتزايد؟ فسورية خسرت طاقاتها البشرية التي أنفقت عليها المليارات كما خسرت كوادرها التي يحتاج إليها اقتصادها الوطني ليبقى السؤال إلى متى؟ إلى متى؟!
الهجرة الأسلوب الأخطر في خراب البلاد واقتصاده شئنا أم أبينا وستبقى المدمرة لمقوماته والقضاء على ما تبقى من هوامش أمل ممكنة في إعادة أعماره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن