سورية

موسكو تصف الاعتداءات الإسرائيلية بـ«الاستفزازية والخطيرة» وتعتبر الوجود الأميركي عائقاً بوجه الحوار بين الحكومة والأكراد … بوتين: الوضع في سورية استقر إلى حد ما

| وكالات

أشادت روسيا بالدور الذي لعبه دبلوماسيوها من أجل استقرار الأوضاع في سورية، واعتبر أن الوضع في البلاد استقر إلى حد ما، مؤكدة في الوقت نفسه أن الإرهابيين يستغلون منطقة خفض التصعيد في إدلب، لتكثيف هجماتهم والضغط على دمشق.
واعتبرت روسيا أن الوجود الأميركي في سورية يعيق الحوار بين الحكومة والأكراد الذين تدعم واشنطن نزعتهم الانفصالية، واصفة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية بأنها «استفزازية وخطيرة» قد تؤدي إلى نشوب حرب.
وأفاد المكتب الصحفي للرئاسة الروسية في بيان نقلته وكالة «سانا»، أمس، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنأ دبلوماسيي بلاده بمناسبة عيد الدبلوماسية الروسية، ودعا إلى العمل على تحقيق الاستقرار على الساحة الدولية التي تشهد حالة عدم التوازن.
وتطرق بوتين إلى دور الدبلوماسية الروسية في إحراز تقدم في جهود الحل السياسي للأزمة في سورية وإعادة الأمن والاستقرار إليها.
من جانبه نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن بوتين تأكيده أنه بفضل العمل الناجع لوزارة الخارجية الروسية استقر إلى حد ما الوضع في سورية، وتم إطلاق عمل لجنة مناقشة الدستور السوري.
على خط مواز، قال السفير الروسي لدى سورية ألكسندر يفيموف، في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك»: إن «الوضع مع انتقال المسلحين من إدلب إلى أجزاء أخرى من سورية وإلى خارجها، على سبيل المثال إلى ليبيا، لا يمكن إلا أن يقلقنا».
وأضاف: «الإرهابيون يستغلون منطقة خفض التصعيد (في إدلب) لتكثيف الهجمات والضغط على دمشق».
وكانت روسيا والنظام التركي اتفقا على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب في أيلول عام 2018، إلا أن هذا النظام لم يف بالتزاماته تجاه الاتفاق.
وحول الاعتداءات التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية قال يفيموف، «الغارات الإسرائيلية، بالطبع استفزازية وخطيرة للغاية بالنسبة للوضع في سورية، الصواريخ تسقط ليس فقط في المناطق المتاخمة لـــ«إسرائيل»، ولكن أيضاً تصل إلى مناطق في أعماق سورية، في شرق البلاد وحتى في المناطق السكنية في دمشق، من المؤسف أن يصبح المدنيون ضحايا تلك الغارات».
وأضاف: «وقع حادث صارخ خلال الهجوم الإسرائيلي في ليلة 6 شباط، عندما تعرضت طائرة تقل نحو 172 راكباً لنيران الدفاع الجوي السوري أثناء الرد، من الجيد أنهم تمكنوا من إعادة توجيهها إلى قاعدة حميميم في الوقت المناسب».
وأكد أنه «بالإضافة إلى الانتهاك الواضح لسيادة سورية، وتشكيل تهديد حقيقي لحياة الأبرياء، فإن كل ذلك يؤدي إلى زيادة احتمال الصراع حول سورية ويتعارض مع الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والتسوية السياسية».
وكانت دفاعاتنا الجوية قد تصدت لعدوان إسرائيلي بالمنطقة الجنوبية ليل الأربعاء- الخميس وأسقطت معظم الصواريخ المعادية قبل وصولها إلى أهدافها.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة الماضي بأن طائرة ركاب من طراز «إير باص – 320» تقل 172 راكباً كادت تتعرض لنيران أنظمة الدفاع الجوية السورية أثناء تصديها للعدوان الإسرائيلي بالقرب من دمشق، مشيرة إلى أنه تم توجيه الطائرة إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية.
وحول الوجود الأميركي غير الشرعي في الأراضي السورية، أكد يفيموف أن الوجود الأميركي المسلح في الجهة الشرقية لنهر الفرات ومنطقة التنف على الحدود السورية الأردنية يعيق الحوار بين الحكومة السوري والأكراد، وأن الحوار لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية في ظل الظروف الحالية.
وقال يفيموف: «فيما يتعلق بالأكراد على وجه التحديد، هناك فروق دقيقة، إن فكرة الحوار معهم، بقدر ما يمكننا فهمه، ليست مرفوضة من قيادة البلاد، فهم في النهاية سوريون، ومع ذلك، هناك تأثير للعامل الخارجي، يتمثل أولاً وقبل كل شيء، في الأميركيين، الذين لا يزالون، رغم جميع التصريحات السابقة من واشنطن، وقواعد ومبادئ القانون الدولي، يحافظون على وجودهم المسلح وغير القانوني على الساحل الشرقي للفرات، وكذلك منطقة التنف».
وأكد يفيموف أن «الحوار بين دمشق والأكراد مستمر بطريقة أو بأخرى، ولكن لا يؤدي إلى نتائج إيجابية في ظل الظروف الحالية»، وأضاف: «نحن ننطلق من أن الأمور سوف تتحسن إذا تمت استعادة السيادة السورية على الشمال الشرقي السوري وشرق الفرات، والانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من هناك».
وبيّن يفيموف، أن الولايات المتحدة تدعم تطلعات الميليشيات الكردية إلى إقامة شبه دولة في سورية، وتسمح لهم بتلقي الأموال من خلال نهب موارد البلاد النفطية.
وقال: «على الرغم من إعلانهم أن هدفهم هو محاربة إرهابيي تنظيم داعش، يشارك الأميركيون فعلياً في منع أي وصول للحكومة السورية إلى الأراضي السورية شرق الفرات، بالإضافة إلى منابع الثروات الهيدروكربونية التي تحتاجها البلاد الآن».
وشدد على أن «الولايات المتحدة هي التي تغازل بنشاط الأكراد المحليين، وتدعم تطلعاتهم في إنشاء شبه دولة، عبر السماح لهم بنهب الموارد النفطية التي تخص الشعب السوري بأكمله».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن