عربي ودولي

رغم الانتقادات الغربية التركية المتواصلة … وفد برلماني عراقي إلى موسكو لبحث التعاون الأمني والعسكري.. والبارزاني يشير إلى ضرورة التنسيق بين روسيا والتحالف الدولي

وكالات :

فشلت جميع الانتقادات الغربية التركية المتواصلة للعمليات العسكرية الروسية لضرب معاقل الإرهاب داخل سورية، في أن تلقى آذاناً مصغية بين أوساط من يعانون مباشرةً من هذا الإرهاب وخاصةً في سورية والعراق.
وبعكس ذلك تتزايد الأصوات داخل العراق الراغبة بالطلب من موسكو توسيع نطاق عملياتها لتشمل الإرهاب في بلادهم أيضاً وسط أنباء عن نية وفد برلماني عراقي ضمن لجنة الأمن والدفاع، زيارة موسكو نهاية الأسبوع المقبل، لبحث ملفات التعاون بين البلدين عسكرياً وأمنياً، وليظهر أيضاً رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بصوت قد لا يريح حليفه الأميركي عبر مطالبته بضرورة التنسيق والتعاون بين روسيا وتحالف واشنطن الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي.
يأتي ذلك بينما، تواصل أنقرة انتقاداتها للحملة الروسية، معتبرةً أن «هدف روسيا في سورية، هو حماية «النظام السوري» وليس محاربة داعش، ولكنها في الوقت ذاته اعتبرت أن العلاقات الروسية-التركية، والتعاون بين البلدين من الممكن أن يساهم «بشكل كبير» في إيجاد حل للأزمة في سورية.
وبالأمس نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن رئيس «كتلة التغيير» العراقية الكردية، عضو «لجنة الأمن والدفاع» في برلمان العراق، هوشيار عبدالله، تأكيده تلقي «اللجنة» دعوة من مجلس النواب الروسي (الدوما)، لزيارة روسيا قريباً، موضحاً أن أعضاء من مختلف مكونات العراق، ضمن لجنة الأمن والدفاع، سيزورون روسيا نهاية الأسبوع المقبل لبحث ملفات التعاون بين البلدين عسكرياً وأمنياً.
بدوره، أكد البارزاني ضرورة التنسيق والتعاون بين روسيا وقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد داعش.
وأضاف خلال لقائه المبعوث الأميركي منسق التحالف الدولي، جون آلن الجمعة، أن التعاون مع روسيا من شأنه تحقيق الكثير من النتائج الإيجابية والمهمة، موضحاً أن الحرب على داعش واقتلاع جذوره من المنطقة يجب أن يكون من أولويات جميع الأطراف، أو أن يواجه الجميع مخاطر كبيرة.
وفي سياق المطالبة بضرورة التنسيق أو التواصل مع روسيا في عملياتها، أعلن ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الأخير سيلتقي ولي عهد أبو ظبي في سوتشي اليوم الأحد.
من جانبه، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اتصالاً هاتفياً الجمعة بنظيره الروسي سيرغي لافروف، لبحث التشاور والتنسيق بشأن الأزمة في سورية ومخاطر الإرهاب في المنطقة، والأوضاع المتدهورة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومتابعة تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، أن الوزيرين اتفقا على أهمية دفع جهود التسوية السياسية للأزمة في سورية وتشجيع الأطراف على الانخراط في الحوار وفقاً للخطة المطروحة من جانب مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا وعلى أساس مقررات اجتماع جنيف، بالإضافة إلى مناقشة مخاطر الإرهاب في المنطقة.
في المقابل وفي إطار انتقادات بلاده المتواصل، اعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن «هدف روسيا في سورية، هو حماية النظام السوري، وليس محاربة تنظيم داعش»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «العلاقات الروسية- التركية، والتعاون بيننا من الممكن أن يساهم بشكل كبير في إيجاد حل للأزمة السورية».
وخلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات المحلية نقلتها وكالة «الأناضول» مساء الجمعة قال أوغلو: إن بلاده مستعدة بشكل كامل للمساهمة في أي جهود مشتركة من أجل إنهاء الأزمة في سورية.
وقال أوغلو: «إن كانت روسيا جاءت لمحاربة داعش، فهناك تحالف دولي تم إنشاؤه لهذا السبب، ونحن ضمنه، لذلك يمكننا تطوير عمل مشترك بين جميع أعضاء التحالف، وروسيا يمكنها أن تشارك»، مشدداً على أن إدارته أعطت التعليمات اللازمة لاتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية المجال الجوي لبلاده وحدودها، وأن «حدود تركيا مع سورية باتت حدود أمن قومي لنا».
وفي رده على سؤال حول حلف شمال الأطلسي «ناتو»، اعتبر أوغلو أن «الحلف يعتبر المنظمة الأكثر أهمية وفاعلية من ناحية الآلية الدفاعية في العالم حالياً»، مضيفاً «إذا تعرضت تركيا للتهديد أو انتُهكت أراضيها، فإن الناتو سيحميها، لأن الحلف من أهدافه حماية الدول الأعضاء به، ومن ثم فإنه يتعين رؤية ذلك على أنه أمر طبيعي».
وأشار رئيس الوزراء التركي، إلى ضرورة اتخاذ الجانب الروسي، خطوات معروفة لخفض التوتر الحاصل بين موسكو وأنقرة، معتبراً أن «خطوات خفض التوتر معروفة، وهي: عدم انتهاك الأجواء التركية، وعدم إضعاف المعارضة المعتدلة في سورية التي تشكل صمام الأمان»، وفق رأيه.
وعاد بعد ذلك ليخفف من موقفه، بالقول إن «التوتر بين البلدين من الممكن أن ينخفض، في حال انضمام روسيا إلى التحالف الدولي الذي يحارب داعش، وتعاونها بشكل مشترك مع الدول التي تشكل التحالف»، مشيراً إلى أنه «ليس من مصلحة أحد أن تتحول الأزمة السورية إلى أزمة تركية- روسية، أو حتى بين حلف (الناتو)، وروسيا مستقبلاً، ويجب الابتعاد عن ذلك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن